الضغط الطبيعي للحامل

الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي أثناء فترة الحمل من الأمور المهمة للأم والطفل، ولذلك يعتبر التأكد من الضغط الطبيعي للحامل عبر الفحوصات المختلفة خلال هذه الشهور المهمة للنساء من الأمور الحساسة التي تستمر على مدار تلك الفترة وحتى موعد الولادة، فالحفاظ على ضغط الدم ضمن مستويات صحية ومتوازنة هو جزء مهم من العناية بالأم والطفل أثناء الحمل.

 

المعدل الطبيعي لضغط الدم بشكل عام

يعرف ضغط الدم بأنه قوة تدفق الدم عبر الشرايين ويتم تحديده عبر رقمين مهمين هما:

 

  • الضغط الانقباضي: وهو الضغط المسجل عندما يضخ القلب الدم عبر الشرايين بفعالية.

  • الضغط الانبساطي: وهو القياس الذي يتم عندما يكون القلب في وقت الراحة بين النبضات

  • يتم التعرف على قياس ضغط الدم عبر معادلة الضغط الانقباضي/ الضغط الانبساطي.

  • وفقا للعديد من منظمات ومؤسسات الصحة الرائدة حول العالم فإن القياس الطبيعي لضغط الدم هو أقل من 120/80 من الزئبق (mmHg)، وفي بعض الأحيان يفضل الاطباء رؤية قياس ضغط الدم أقل من 115/75.

  • يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تكون قراءة ضغط الدم بين 121/80 و 139/89، بينما يمثل ارتفاع ضغط الدم ارتفاع مؤشرات القراءة فوق 140/90.

  • يحدث انخفاض ضغط الدم عندما تنخفض القراءة لأقل من 90/50.

  • يمكن تشخيص ضغط الدم المرتفع أو المنخفض عبر قراءة الضغط الانقباضي أو الانبساطي، إذا كان أحدهما فقط خارج النطاق الطبيعي.

 

كيف يتغير الضغط الطبيعي للحامل

أثناء فترة الحمل من الطبيعي أن يتغير ضغط الدم لدى النساء الحوامل قليلا، وذلك بفعل هرمون البروجسترو الذي يعمل على إراحة جدران الاوعية الدموية وهو الامر الذي قد يؤدي إل انخفاض ضغط الدم خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، وفي هذه الحالة قد تشعر النساء بالإغماء إذا كانت تعمل لفترة طويلة أو بنسق سريع.

 

يتأثر الضغط الطبيعي للحامل، ويصبح ضغط الدم في أدى مستوى له في منتصف فترة الحمل، بينما يبدأ في الارتفاع مرة أخرى بحلول الأسبوع الرابع والعشرين تقريبا، وخلال هذا الوقت ستحصلين على لتر إضافي من الدم، والذي سيكون القلب مجبرا على ضخه حول الجسم.

 

في حالة ما إذا كان كل شيء يسير على ما يرام دون أي مشكلة صحية، فإن الضغط الطبيعي للحامل يعود كما كان قبل الحمل في الأسابيع القليلة التي تسبق الولادة.

 

ما هو الضغط الطبيعي للحامل

عند قياس ضغط الدم الطبيعي للنساء الحوامل فيجب عليهن التعرف على طبيعة القراءات المستخدمة لقياس الضغط، والمؤشرات المختلفة له وعند قياس ضغط الدم ستشاهدين رقمين يشبهان الكسر، على سبيل المثال 110/70 يمثل الرقم الأعلى منهما ضغط الدم الانقباضي، بينما الرقم الأدني يمثل ضغط الدم الانبساطي.

(مقال متعلّق)  اعراض ارتفاع ضغط الدم

 

يجب الانتباه إلى ضرورة عدم مقارنة قياسات ضغط الدم للآخرين، إذ أن الضغط الطبيعي للحامل يختلف من امرأة إلى أخرى وفقا لحالتها الصحية، بينما تختلف قراءات ضغط الدم في كثير من الأحيان بين الحوامل وغيرهن من الأمهات الجدد.

 

يتراوح متوسط الضغط الطبيعي للحامل إذا كانت بصحة جيدة بين 110/70 و 120/80، علما بأن هذه الأرقام تختلف كثيرا خلال أشهر الحمل وعند قياس ضغط الدم ستخبرك الممرضة التي تتولى عملية القياس بطبيعة ضغط الدم لديك وما إذا كان مرتفعا أو غير ذلك.

 

يشخص ارتفاع ضغط الدم عندما يكون الرقم الأعلى (مؤشر الضغط الانقباضي) 140 أو أعلى، أو في حالة كان الرقم الأصغر (مؤشر الضغط الانبساطي) هو 90 أو أعلى.

 

خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل قد تلاحظين انخفاضا في ضغط الدم، وغالبا ما يستمر انخفاض ضغط الدم خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، بينما يرتفع خلال الربع الثالث وبعد الولادة عادة ما يستمر الاطباء في مراقبة ضغط الدم في الايام الأولى التي تلي الولادة مباشرة بحثا عن أي مضاعفات.

 

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

تختلف درجات تأثر الضغط الطبيعي للحامل من امرأة إلى أخرى، وهناك ثلاث درجات يمكن رصدها لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وبشكل عام كالتالي:

 

  • ارتفاع ضغط الدم الخفيف: يحدث عندما تظهر القراءات الضغط الانقباضي بين 140 و 149، والضغط الانبساطي بين 90 و 99.

  • ارتفاع ضغط الدم المعتدل: يحدث عندما تظهر القراءات الضغط الانقباضي بين 150 و 159، والضغط الانبساطي بين 100 و 109.

  • ارتفاع ضغط الدم الشديد: يحدث عندما تظهر القراءات الضغط الانقباضي بين 160 وأعلى، والضغط الانبساطي بين 110 وأعلى.

 

يصنف ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل ضمن تصنيفين

 

1. من بداية الحمل وحتى الأسبوع 20:

يطلق على ارتفاع ضغط الدم للحامل في هذه الفترة بارتفاع ضغط الدم المزمن، وفي هذه الحالة قد يشير ذلك إلى إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، بينما يتم التأكد من ذلك في حالة استمرار معاناة الأم من ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة.

 

2. بعد الأسبوع 20 من الحمل:

يعرف ارتفاع ضغط الدم لدى الحوامل بعد الأسبوع العشرين بارتفاع ضغط الدم الحملي، وتعني هذه الحالة هو إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم فقط خلال الحمل، وعادة لا يمثل ارتفاع ضغط الدم الحملي أي مشكلة، إلا أنه يفضل حال اكتشافه بالخضوع للفحص الطبي لمزيد من الاطمئنان.

 

لماذا يجب قياس ضغط الدم للحامل؟

يمثل قياس ضغط الدم أهمية كبيرة للتأكد من استقرار الضغط الطبيعي للحامل عند المستويات الآمنة، إذ يعتبر قياس ضغط الدم وسيلة فعالة للتأكد من مدى نجاح الحمل.

(مقال متعلّق)  الرياضة للحامل : دليل الممارسة الآمن

 

قد يكشف قياس ضغط الدم عن اختلال الضغط الطبيعي للحامل فقد تحدث العديد من المشكلات الصحية التي يعد أشهرها ما يعرف بـ (تسمم الحمل) وهي الحالة التي تحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم الحملي قبل إتمام الأسبوع الخامس والثلاثين (35) من الحمل. في حالة حدوث تلك الحالة يجب على الفور زيارة الطبيب للحصول على الرعاية والنصائح الطبية الصحيحة.

 

من مشكلات ضغط الدم التي قد تتعرض لها النساء الحوامل ما يعرف بـ (مقدمات الارتعاج) وهي الحالة التي يرتفع فيها ضغط الدم لدى الحوامل بينما يرافق ذلك زيادة نسبة البروتين في البول، وتحدث هذه الحالة غالبا في حالة الحمل للمرة الأولى وبعد أن تتجاوز فترة الحمل الأسبوع العشرين.

 

يجب الاهتمام بجميع المواعيد والزيارات المقررة مع الطبيب المعالج من أجل فحص ضغط الدم ومتابعة استقرار الضغط الطبيعي للحامل وخلال فترة الحمل تعتبر مستويات ضغط الدم مؤشرا مهما للمشكلات الصحية الموجودة أو المحتملة، ولذلك يحرص الطبيب على قراءة ضغط الدم في كل زيارة قبل الولادة.

 

يمكن استخدام أجهزة مراقبة ضغط الدم المنزلية في الفترات بين زيارات الطبيب لتتبع تغيرات ضغط الدم التي قد تحدث في غير المواعيد المقررة لزيارة الطبيب.

 

عند اختلال استقرار الضغط الطبيعي للحامل وخروجه عن المستويات الآمنة فقد يعطيهن الطبيب وصفة طبية للعلاج من أجل السيطرة على التغير في مستوى ضغط الدم، وفي هذه الحالة قد ينصح الطبيب بالحد من تناول الملح، وممارسة التمارين الرياضية في بعض الأحيان.

 

في حالة تأثر الضغط الطبيعي للحامل وخروجه عن المستويات المتوازنة قد يوصي الطبيب بالراحة التامة في الفراش خاصة خلال الأسابيع أو الأشهر الأخيرة للحمل.

 

هل يعود الضغط الطبيعي للحامل إلى مستوياته الآمنة بعد الولادة؟

يعود الضغط الطبيعي للحامل إلى مؤشراته الطبيعية بعد الولادة في الغالب، علما بأنه يمكن أن يرتفع مرة أخرى خاصة خلال الأيام الثلاثة أو الستة الأولى بعد الولادة.

 

من الطبيعي أن تتأثر مؤشرات ضغط الدم بعد الولادة قليلا وتتذبذب في الأسابيع الأولى التالية للولادة، خاصة إذا كانت الأم قد عانت من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

 

في الظروف الطبيعية سيتم فحص الضغط للأم بعد نحو 6 ساعات من الولادة، وفي حال كانت الام قد عانت من ارتفاع ضغط الدم الحملي أو ارتفاع ضغط الدم المزمن قبل الولادة، فسوف يحرص الطبيب على فحص ضغط الدم لديها يوميا خلال أول يومين بعد الولادة ثم يتدرج الأمر ليتم الفحص مرة واحدة بين اليوم الثالث والخامس بعد الولادة.

 

في حالة لم يعد مؤشر الضغط إلى طبيعته بعد الولادة وبقي مرتفعا، فقد يوصي الطبيب بتناول بعض دواءً معينا للتحكم في مستويات ضغط الدم خلال الأشهر التالية للولادة في الوقت الراهن باتت هناك الكثير من الأدوية الآمنة التي يمكن للأمهات الجدد تناولها أثناء الرضاعة دون قلق على صحة الطفل.

(مقال متعلّق)  الضغط الطبيعي ودورة في الحفاظ على الصحة

 

في حالة كانت الأم تعاني من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، فإنه من المرجح أن يستمر ارتفاع الضغط لديها بعد الولادة، وبالتالي ستكون بحاجة لاستمرار العلاج.

 

كيف يمكن الحفاظ على مستويات الضغط الطبيعي للحامل وتجنب ارتفاعه

يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أكبر المشكلات التي يمكن أن تواجه النساء الحوامل خلال أشهر الحمل خاصة أولئك اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها للحفاظ على مستويات الضغط الطبيعي للحامل، وتتمثل جميعها في اتباع نمط حياة صحي، وفيما يلي بعض النصائح لتحقيق ذلك الهدف:

 

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للحصول على المغذيات المفيدة للأم والطفل، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم.

  • اتباع إرشادات ونصائح الطبيب فيما يتعلق بوسائل التحكم في مستويات ضغط الدم، وتناول الادوية إن وجدت.

  • المحافظة على جميع المواعيد والزيارات المقررة مع الطبيب، وقياس ضغط الدم باستمرار.

  • المحافظة على النشاط البدني، مع ضرورة الالتزام بالراحة التامة في الفراش إذا كنتِ تعانين من تسمم الحمل.

  • تجنب العادات السيئة التي تشمل التدخين وتعاطي الكحوليات والمخدرات وغيرها من المواد الضارة والمحظورة.

  • راقبي وزنك جيدا واحرصي على عدم اكتساب المزيد من الوزن أثناء الحمل بقدر الإمكان.

 

في حالة الإصابة بتسمم الحمل وعدم نمو الجنين بشكل كامل يجب:

 

  • الاستلقاء على جانبك الأيسر.

  • الامتناع عن تناول الملح والأطعمة التي تحتوي على الصوديوم.

  • شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميا.

  • التقليل من تناول الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.

  • رفع الساق على فترات عدة مرات في اليوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

  • في الوقت الراهن يمكن القول إنه لا توجد طريقة معينة لمنع تسمم الحمل

  • اتباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بالحصول على الراحة الكافية والأكل الصحي وممارسة الرياضية.

 

انخفاض مستويات الضغط الطبيعي أثناء الحمل

 

  • قد يحدث انخفاض الضغط أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية

  • تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم الدوخة والإغماء والضيق وغيرها.

  • يمكن أن يؤدي انخفاض ضغط الدم الشديد إلى الكثير من المشكلات الصحية الخطيرة مثل السكتات الدماغية.

 

إلى جانب استشارة الطبيب يمكن التعامل مع حالات انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل باتباع بعض الخطوات منها:

 

  • الاستلقاء أو الجلوس في حالة شعور المرأة الحامل بالإغماء، وذلك لتجنب السقوط.

  • تجنب الوقوف المفاجئ من وضع الجلوس.

  • الاستلقاء على الجانب الأيسر لتعزيز تدفق الدم إلى القلب.

 

المراجع:

  1. Livestrong: A Normal Blood Pressure During Pregnancy
  2. Baby Center: Blood pressure in pregnancy
  3. New Kids Center: Normal Blood Pressure During Pregnancy