الشخصية العصبية
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
ما هي سمات الشخصية العصبية
الكثير منا ينتابه التوتر والتعصب وردود الفعل الزائدة في كثير من الأحيان، لكن ماذا لو كانت الشخصية العصبية هي الشخصية الغالبة عليك في كافة تعاملاتك مع الناس والمواقف؟
قد تكون الشخصية العصبية لها العديد من السلبيات، منها على الأقل التأثير على عملك وعلى علاقاتك الشخصية مع من حولك، بل حتى لها تأثير على عادات النوم الخاصة بك ولكن ما هي سمات الشخصية العصبية ؟ وما هي طريقة التخلص من الشخصية العصبية ؟ .. هذا ما سنتناوله في هذا المقال. لنبدأ..
سمات الشخصية العصبية
ستلاحظ دائما على الشخصية العصبية أنها سريعا ما تبدأ في التعرق دون مجهود بدني، بل وتظهر عليها تسارع في نبضات القلب بشكل تلقائي مع أقل المواقف التي تضايقهم أو تثير حفيظتهم وشعورهم بالنفور.
كذلك فإن أصحاب الشخصية العصبية سريعا ما يشعرون بالصداع، وبشكل خاص مع المواقف التي يمرون فيها بردود فعل عصبية أو ردود فعل مبالغ فيها أو زائدة عن الحد.
من سمات الشخصية العصبية كذلك الحدية.. والمقصود بها هنا، هو أخذ الأمور بشكل حاد وقاطع طوال الوقت، وهو ما يدفعم للشعور بالغضب السريع، على المواقف أو الاشخاص.
على الرغم من أن الشخصية العصبية دائما ما تبدو في حالة شخصية عصبية وغير رائقة المزاج، إلا أنها يسهل تحولهم من حالة العصبية المفرطة إلى حالة الهدوء بشكل سريع كذلك فإن أصحاب هذا النوع من الشخصيات العصبية غالبا ما يعانون من مشاكل في النوم، سواء في صعوبة النوم، أو الأرق الليلي وكثرة السهر.
اسباب الشخصية العصبية
في كثير من الأحيان يكون سبب تكون الشخصية العصبية، أو ردود الفعل العصبية الزائدة، هو الإجهاد، خاصة وأنه يرفع من مستويات التوتر، ويحفز الكثير من الهرمونات التي تدفع الشخص إلى القيام بردود فعل غير منطقية وزائدة.
كذلك فأن من أسباب الشخصية العصبية هو طريقة التفكير التي تأخذ كل شيء أو المواقف المحيطة به، على أنها شيء شخصي للغاية، فدائما ما يشعر الشخص العصبي أن من يحدثه يقلل من شأنه في أقل الأمور، أو المواقف تحدث بسبب التقليل منه.
كذلك فإن كثرة الاحباطات في الحياة بشكل عام، قد يشكل حالة من العصبية الزائدة في تعامل الشخص العصبي مع ما يحيط به، فهو دائما يشعر أنه محبط، أو أن العالم لا يسير وفقا لما يريده، وهو ما يسبب له دائما الشعور بالضيق.
طرق التخلص من الشخصية العصبية
1. الحد من شرب الكافيين:
تشير الدراسات إلى أن تناول الكثير من الكافيين يمكن أن يجعلك تشعر بالتوتر، بل وعدم التوازن طوال اليوم، هذا التوتر قد يكون واحدة من محفزات ردود الفعل العصبية التي تقوم بها يمكنك أن تحدد لنفسك عدد قليل من أكواب القهوة يوميا، وأن يكون شرب القهوة والنسكافيه وغيرها من المواد التي تحتوي على الكافيين، بشك موزع طوال اليوم.
2. تدريبات الاسترخاء:
يمكن أن تساعد تدريبات الاسترخاء على تهدئة سلوكك العصبي، وتغير من طريقة تصرفك في الكثير من المواقف ونعني هنا بتدريبات الاسترخاء مثل التأمل، ولكن أن تضعه كأسلوب للحياة. عليك أن تفكر كثيرا فيما حولك، في الاشياء البسيطة حتى في خارج نافذة العمل، تأمل الطبيعة يمنحك فرصة أكبر لصفاء الذهن وتقليل التوتر والعصبية.
كذلك يمكنك عمل تدريبات اليوجا التي تفيدك في تقديم تحسين في الصحة العقلية، أو حتى يمكنك أن تختار الطريقة المناسبة التي تستخدمها في التأمل والتفكير الهاديء وتصفية الذهن.
كذلك من الطرق المفيدة في تقليل الشعور بالعصبية، هي الاعتياد على أخذ حمام دافيء في الصباح قبل الذهاب إلى العمل أو في منتصف اليوم، أو قبل النوم، كذلك يمكن الاستعانة بالموسيقى الهادئة أو الاضاءة المنخفضة.
3. تغيير نمط حياتك:
تماما مثل الاستعانة بتدريبات الاسترخاء، فأن تغيير نمط حياتك ونوع الأنشطة التي تقوم بها، يمكن ان يساعد بشكل كبير في تقليل العصبية الزائدة يمكنك القيام بأنشطة مثل التمشية في الخارج أو تمشية الكلب أو أنشطة فنية هادئة مثل الرسم والتلوين، أو يمكنك اختيار ما يناسب هواياتك.
4. الشخصية العصبية وتدريبات التنفس:
إن تعذر عليك القيام بتدريبات الاسترخاء أثناء اليوم، أو في حالة تنشغل فيها ولا تجد الكثير من الوقت للقيام بها في مكان العمل أو خارج المنزل، يمكنك الاستعانة بتدريبات التنفس.
يمكنك القيام بتدريبات التنفس في أي وقت وأي مكان أثناء اليوم، وبشكل خاص إن كنت تشعر أنك في حالة عصبية زائدة، أو تتوقع حدوث شيء قد يؤدي بك إلى القيام برد فعل عصبي.
تقوم فكرة تدريبات التنفس على الجلوس بشكل مسترخي، والقيام بعمل الشهيق والزفير وتصفية الذهن بشكل عميق، وذلك لمدة من 3 إلى 5 دقائق كذلك يمكنك الاستعانة بتلك الطريقة في أي وقت، فهي صحية، ويمكن أن تتفادى بها الكثير من ردود الفعل العصبية.
5. ممارسة الرياضة:
قد تندهش أن لممارسة التدريبات الرياضية علاقة بالشخصية العصبية، ولكن هذا صحيح، فالاهتمام بالتدريبات الرياضية سواء كان ذلك في الصالات الرياضية أو المشي أو الركض له تأثير بالغ الأهمية تعمل الرياضة على تنظيم معدل ضربات القلب.
هو ما يعمل بدوره على التخلص من الشعور بالقلق والتوتر والعصبية بشكل عام إن كنت لا تستهوى الرياضة يمكنك الذهاب إلى الرقص أو تجربة المعسكرات التدريبية، أو حتى ممارسة بعض التمرينات داخل المنزل.
6. النظام الغذائي الصحي:
هناك بعض الأطعمة التي من الممكن أن تسبب لك العصبية، وعلى الجانب الآخر فهناك نوع من النظام الغذائي، يمكن أن يقلل من حالة التوتر والعصبية التي تعاني منها الأطعمة التي تعمل على تهدئة أعصابك مثل السلمون واللوز والأفوكادو والجوز. يمكنك الاستعانة بها في وصفات طعامك بشكل يومي بواحدة منها على الأقل.
7. الاستعانة بالموسيقى:
خلال أوقات الشعور بالعصبية أنت في حاجة إلى الاسترخاء أو الاستماع إلى شيء محبب إليك، ومنها الموسيقى بلا شك، يمكنك الاستعانة بنوعك المفضل من الموسيقى، التي تجعلك تشعر بنوع من الراحة، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تعمل على خفض التوتر والعصبية.
كذلك من الضروري أن تحيط نفسك بالأشياء التي تجعلك تشعر بالراحة، عليك الابتعاد عن الأخبار الصادمة والأفلام الدموية وكثيرة العنف أثناء مشاهدة التلفاز.
8. مساعدة الآخرين:
الشعور بالعطاء مع الآخرين، يجعلك تشعر برحب وسعة الافق، وطوال البال، نعم هذا الشعور الجيد الذي تمنحه للآخرين يمكنه تعزيز حالة مزاجك.
9. الاستعانة بصوتك الداخلي العقلاني:
سواء كانت الشخصية العصبية تؤثر على علاقتك بعائلتك أو أصدقائك، فأن عليك أولا تحديد نوع شخصيتك العصبية، ومتى تظهر تلك التصرفات هل تلاحظ أن تصرفاتك العصبية لها علاقة بالعمل؟ هل لها علاقة بالعائلة؟ بعد ذلك من الضروري التفكر حول أسباب عصبيتك الزائدة في هذا الأمر.
إن كانت شخصيتك العصبية تظهر في العمل فقط أو فيما يخلص أمور العمل، يمكنك أن تفكر في أسباب ذلك، وهنا صوتك الداخلي العقلاني عليه أن يتدخل.
صوتك الداخلي أو صوت تفكيرك بصوت عالي، يمكنه أن يقلل من ردود فعلك الزائدة، مثلا أكان يجب أن أتصرف بتلك الطريقة؟ ما هو أفضل طريقة أو رد فعل عقلاني في هذا الموقف؟
هذه الاصوات والتفكير العقلاني يمكنه أن يحافظ على ردود فعلك، أو على الأقل يعمل في تأخير رد فعلك، حتى تحصل على المزيد من الوقت في التفكير.
10. فهم ما يعصبك:
إن كانت بعض الأمور في المحيط الخاص بك، تشعر أنها تزيد من عصبيتك الزائدة، مثلا اي نوع من الأثاث أو الرائحة أو الزحام أو الأماكن المغلقة، وغيرها من الأمور التي قد تضغط على أعصابك، عليك بتغيير تلك الأشياء فورا.
في النهاية فإن كنت تشعر أن الشخصية العصبية التي تلاحقك، لا يمكنك التخلص منها، أو تقليل معدل التصرفات العصبية طوال اليوم، أو إن كنت تشعر بأن الشخصية العصبية تؤثر على علاقاتك بشكل حيوي، وتمنعك من الحياة بشكل طبيعي، فمن الضرورة الاستعانة بطبيب نفسي يقدم لك المساعدة والمشورة.
المراجع:
- Minutes: Nervousness: causes and treatment
- The Calm Collective: 10 THINGS TO DO IF YOU HAVE AN ANXIOUS PERSONALITY
أكرم إمام
أكرم إمام، روائي مصري، من مواليد القاهرة 1984، نُشرت له روايتين ومجموعة قصصية، بالإضافة إلى كتابة بعض الافلام القصيرة. عضو نقابة الصحيفيين الالكترونيين منذ عام 2015، تخصص في الصحة النفسية وعلم النفس، وكتب العديد من المقالات الثقافية والسينمائية، بالإضافة إلى كتابة وترجمة المئات من المقالات الطبية والصحية ومقالات التغذية الصحية ومقالات في الجوانب الإجتماعية بإحترافية