السمنة والحمل
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
السمنة والحمل
عندما تكوني حاملا فمن المهم للغاية أن تتناولي الغذاء الكافي لنمو وتطور الجنين، ويشجّع العديد من الأطباء الأم الحامل على اكتساب بعض الوزن خلال فترة الحمل للتأكد من حصول الطفل على حاجته من الغذاء، ولكن ماذا لو كانت السيدة الحامل تعاني من السمنة من قبل الحمل؟
إن السمنة والحمل مشكلة تتسبب في رفع نسبة حدوث مضاعفات الحمل مثل تسمم الحمل وسكر الحمل، كما ترتفع لدى السيدة الحامل البدينة احتمالية الولادة المبكرة وقد يولد الطفل مصاب ببعض العيوب الخلقية.
وقديما كان الأطباء يرفضون تخفيض وزن الأم الحامل خلال فترة الحمل خوفا من أن يؤثر النظام الغذائي على صحة الجنين ونموه، ولكن الدراسات الحديثة أظهرت أنه بإمكان الأم ممارسة رياضة خفيفة والإلتزام بنظام غذائي صحي لتخفيض وزنها بأمان خلال فترة الحمل، ودون أن تتأثر صحة الطفل.
هل من المأمون فقدان الوزن أثناء الحمل؟
أظهرت دراسة حديثة نشرتها دورية الطب البريطانية أن الأمهات البدينات اللاتي مارسن رياضة خفيفة ونظام غذائي صحي خلال فترة الحمل تمتعن وموالديهن بصحّة أفضل من مثيلاتهن ممن لم يلتزمن بالنظام الغذائي والرياضة.
وينصح الأطباء الحوامل بالالتزام بغذاء صحي وممارسة رياضة خفيفة مثل المشي، وانخفض لدى الحوامل البدينات ممن التزمن بأساليب تخفيض الوزن نسبة الإصابة بتسمم الحمل بحوالي 33%.
كما انخفض لديهن نسبة الإصابة بسكر الحمل بحوالي 61% وتحسن لديهن مستوى ضغط الدم وانخفضت لديهن احتمالات الولادة المبكرة.
إن السمنة والحمل ربما كانا فرصة للمرأة لتحسين نمط حياتها والإلتزام بعادات صحية سليمة من أجل صحة وسلامة طفلها القادم.
معايير السمنة
يمكن اعتبار المرأة بدينة في حالة تخطى مؤشر كتلة الجسم لديها رقم 30 ويمكن حساب مؤشر كتلة الجسم عبر قياس الطول والوزن فإذا اجتمعت السمنة والحمل يجب على الأم تخفيض وزنها من أجل تجنب المضاعفات الخطيرة المترتبة على ذلك.
وهناك سيدة واحدة من كل ثلاثة سيدات حوامل تعاني من البدانة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، فغذا كنتِ حاملا ومصابة بالبدانة لن تكوني وحدك في هذه المشكلة.
ما هي المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل في حالة اجتماع السمنة والحمل ؟
السمنة والحمل قد يعرضان الطفل إلى العديد من المخاطر نذكر منها:
1. الولادة المبكرة وقبل اتمام الإسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
2. زيادة وزن الطفل عند الولادة.
3. زيادة كمية الدهون في جسم الطفل عند الولادة.
4. موت الطفل عند الولادة.
5. إصابة الطفل ببعض العيوب الخلقية.
6. ارتفاع احتمالية اصابة الطفل ببعض الأمراض المزمنة في مراحل متقدمة من حياته مثل مرض السكر.
كيف يمكن للأم الحامل فقدان الوزن إذا كانت تعاني من السمنة والحمل ؟
المرأة الحامل التي تعاني من السمنة ليس عليها الإلتزام بنظام غذائي قاسي حتى لا تؤثر على صحة الجنين، ولكن عليها الإلتزام بنمط صحي يحسن من حالتها وحالة جنينها.
وعلى الأم الحامل التي تعاني من السمنة أن تستشير طبيبها فيما يخص التمرينات الرياضية المناسبة لها في فترة الحمل، ويمكن للطبيب تحويلها لاختصاصي تغذية ليصف لها النظام الغذائي المناسب ويعطيها نصائح حول التمرينات الرياضية الممكنة.
1. تعاملي مع الحمل كفرصة:
إن الحمل ربما يكون فرصة جيدة للبدء في ممارسة الرياضة وتغيير نمط الغذاء الذي يسبب للمرأة البدانة، حيث أن الحصول على طفل سليم جسديا ربما يكون حافزا كبيرا للأم الحامل يستحق أن تفعل ذلك من أجله.
2. ابدأي ببطء:
ليس عليكِ الضغط على نفسك في مسألة ممارسة الرياضة، يمكنك عمل تمرينات بسيطة في البداية ورفع معدلات التمرينات الرياضية مع الوقت ومع تحسّن لياقتك البدنية.
ويمكنك متابعة أحد الدوريات المهتمة بالتغذية والرياضة لمعرفة كل ما هو جديد ومفيد في مجال تخفيض الوزن وتغذية الحوامل.
كما ستوفر لكِ هذه الدوريات الفرصة للإطلاع على التمرينات الرياضية اللازمة لتخفيض الوزن أثناء الحمل بأمان، ويمكنك الاشتراك في الصفحات والمجموعات المخصصة للحوامل البدينات لتشاركي تجربتك معهن والاستماع الى نصائحهن.
3. تجنبي السعرات السيئة:
إن السمنة والحمل فرصة للتخلص من العادات السيئة التي تدفعك لتناول أغذية عالية السعرات ليس بها قيمة غذائية تذكر واستبدالها بالأغذية المفيدة.
وهذه بعض الأغذية التي عليكِ تجنبها:
1. الأغذية السريعة.
2. الأغذية المقلية.
3. الأغذية المعدة في فرن الميكروويف.
4. الصودا.
5. الحلويات.
وأظهرت الدراسات أن تعديل النمط الغذائي للحامل أكثر فائدة من ممارسة الرياضة وحدها في حالة رغبت الحامل في تخفيض وزنها من أجل صحة الطفل القادم، وعلى الحامل تناول غذاء متوازن يجمع بين الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
ولا تحاولي تجربة تقاليع الرجيم الجديدة فالحمل ليس وقتا مناسبا لذلك، فعادة ما تكون مثل هذه الأنظمة الغذائية قليلة السعرات ولا تسمح للجنين بالحصول على الغذاء الضروري له، ولذلك ستكون خطيرة على صحة الأم والطفل.
4. لا تبالغي في ممارسة التمرينات الرياضية:
إن ممارسة رياضة معتدلة لا تضر بالجنين ولكن ممارسة الرياضات العنيفة أو ممارسة الرياضة لفترات طويلة يوميا يمكنها أن تؤثر على الأم والجنين، والأهم أن تمارس الأم الحامل رياضات خفيفة و اليوغا لفترات معتدلة وأن تداوم على ممارسة الرياضة.
ويعد المشي من أفضل الرياضات المطروحة والتي يوصى بها للحوامل، وعليكِ الإتفاق مع صديقاتك اللاتي يفضلن هذه الرياضة لمشاركتك فيها، وتشجيعك على الاستمرار والمداومة.
إذا شعرتِ أنك غير قادرة على الكلام أثناء ممارسة الرياضة أو تتنفسين بصعوبة فربما حان الوقت لإنهاء تدريبك اليومي وأخذ قسط من الراحة ومعاودة التمرين في اليوم التالي، أو أخذ فترة راحة قبل استكمال التمرين، إذا كنتِ قد بدأت لتوك.
تجنبي أنواع الرياضات العنيفة او التي يمكنها أن تتسبب في سقوطك على الأرض أو احتكاكك بأشخاص أخرين حتى لا تتعرضي للخطر.
5. تناولي المكملات الغذائية الخاصة بالأم الحامل:
يحتوي الغذاء المتوازن الصحي على أغلب العناصر الغذائية التي تحتاجها المرأة الحامل وجنينها، إلا أن ذلك لا يمنع من تناول بعض المكملات الغذائية التي يمكنها أن تغطي أي نقص في العناصر الغذائية الداخلة إلى الجسم حتى ينال الجنين حاجته الكاملة من تلك العناصر وينمو نموا سليما.
تناولي مكملات غذائية تحتوي على حمض الفوليك والحديد لحماية الطفل من عيوب القناة العصبية والأنيميا، وستساعدك هذه المكملات على التوقف عن تناول الطعام الغير ضروري في حالة كنتِ تعانين من السمنة والحمل .
السمنة والحمل والحصول على طفل سليم
إن السمنة والحمل أمران يمكن معهما الحصول على طفل سليم رغم كل المضاعفات المحتملة وذلك إذا ما عملت السيدة الحامل على الإلتزام بنظام غذائي صحي والبقاء في حالة نشاط وتناول الفيتامينات اللازمة لصحة ونمو الجنين.
وحتى إذا لم تفلح هذه المحاولات في تقليل وزن السيدة الحامل التي تعاني من البدانة فليس عليها الخوف أو القلق أو التوقف عن ممارسة الرياضة وعن تناول غذاءا صحيا، وعليها أن تكتفي مؤقتا بعدم اكتساب المزيد من الوزن وحتى الولادة حيث يمكنها العمل بشكل أفضل على التخلص من الوزن الزائد.
بعد اتمام عملية الوضع عليها أن تستكمل ما بدأته خلال فترة الحمل والالتزام بنمط حياة صحي يعتمد على التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام، لأن المسئولية مازالت قائمة.
وهذا النوع من التغذية سيحمي الطفل من الإصابة بالأمراض المزمنة في المستقبل مثل مرض السكر من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
المراجع:
- Health Line : Safe Weight Loss Tips for an Obese Pregnancy