الروماتويد : تفاصيل المرض
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
- 1 التعريف بمرض الروماتويد
- 2 مقدمة عن المناعة (اساس مرض الروماتويد) :
- 3 المناعة واضطراباتها يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام :
- 4 اعراض مرض الروماتويد
- 5 عوامل الخطورة في مرض الروماتويد
- 6 نظرة حول مرض التهاب الفقار الروماتيدي
- 7 تشخيص مرض الروماتويد
- 8 علاج الروماتويد
- 9 العلاج الجراحي للروماتويد :
- 10 الوقاية من مرض الروماتويد
التعريف بمرض الروماتويد
يعرف الروماتويد باسمين شائعين هما التهاب المفاصل الروماتيدي ، و الداء الرثياني ، و هو من الأمراض المناعية الذاتية ، ذات الطابع المزمن ، حيث تتابع النوبات المرضية توالياً ، و يصيب بشكل أساسي العظام والمفاصل
و الشكل الأخطر هو أن يصيب العمود الفقري الرقبي ، ويحدث خللاً وحدثاً التهابياً ، يسبب أذية النخاع الشوكي الرقبي .
و أما عن سبب مُحدد المرض ، فلا يوجد سبب ، ويمكن اعتباره من الأمراض مجهولة السبب ، الا انه يتداخل فيه عوامل عديدة كالتدخين و العامل الوراثي ووجود اضطراب مناعي في الجسم ، كل ذلك سيجعل الجسم غير قادر على تمييز العدو من الصديق
فينظر مثلاً إلى مفصل الركبة على أنه جسم غريب ، فيقوم بإنتاج أضداد مناعية وخلايا ويطلق مواد التهابية تهاجم منطقة المفصل وتسبب أذية ونكساً قد يكون شديداً ، تختلف شدته حسب ردة الفعل المناعية.
مقدمة عن المناعة (اساس مرض الروماتويد) :
تؤمن مناعة الإنسان التوازن الحيوي لجميع وظائفه ، وتشكل عاملاً مهماً للوقاية من الأمراض ومواجهتها ، وتعمل مناعة الإنسان على إعادته إلى نقطة التوازن كلما ابتعد عنها.
وتقسم المناعة لدى الإنسان إلى نوعين :
1) المناعة الطبيعية :
وهي المناعة الموجودة منذ ولادة الإنسان ، وتواجه جميع العوامل الممرضة دون استثناء ، وبنفس الأسلوب كالجلد والأغشية المخاطية والوسط الحمضي للمعدة ، والكريات البيض .
فمثلاً ، عند مرور أي عامل ممرض في المعدة ، سوف يتعرض لوسطها الحمضي ، ولا تختلف ردة فعل المعدة بين عامل
ممرض وآخر.
2) المناعة النوعية المكتسبة :
و هي المناعة التي تتنشط عند فشل آليات الدفاع الطبيعي ، وسميت مكتسبة لأن الجسم يكتسبها بعد التماس مع العامل الممرض ، وهي نوعية إذ تختلف ردة فعلها حسب العامل الممرض.
والمثال الهام عليها هو الخلايا التائية والبائية أو ما يسمى المناعة الخلطية والمناعة الخلوية. فعندما يدخل فيروس معين ، سوف تتنشط آليات المناعة الطبيعية ، ولكن عند فشلها ، ستقوم الكريات البيض بتقديم تقرير عن العامل الممرض للخلايا التائية والبائية ، فتقوم الخلايا البائية بإنتاج الأضداد وتقوم الخلايا التائية بممارسة دورها للقضاء على العامل الممرض بشكل نوعي.
و يمكننا فهم النوعية من فحصوصات الأضداد التي تجرى ، فمثلاً عند إثبات وجود أضداد لفيروس التهاب الكبد B سيدلتا ذلك أن هناك مناعة نوعية تشكلت ضد الفيروس B تحديداً.
المناعة واضطراباتها يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام :
1) المناعة بشكلها الطبيعي :
أي أن الجسم سليم تماماً ومناعته سليمة ولا يعاني من أي مرض مناعي أو أي إنتان سبب له خللاً في جهازه المناعة.
2) الحساسية :
و يمكن الإطلاق عليها حالة فرط المناعة ، فالجسم يقوم برد فعل مناعي كبير ضد عوامل أو مواد لا تشكل خطراً كبيراً على توازنه ، وأكبر مثال على ذلك هم الأشخاص الذين يعانون من مرض الحساسية الأنفية
فذرة غبار قد تدخل الأنف تسبب لهم اضطراباً مناعياً يتجلى بالحكة الأنفية ، والسيلان الأنفي المخاطي والحرارة.
3) حالة نقص المناعية :
وهم الأشخاص الذين لديهم خلل أدى إلى قصور في الجهاز المناعي ، كمرضى الإيدز و المرضى المعالجون بأدوية السرطان الكيميائية والمرضى المعالجون شعاعياً ، وتكثر لدى هؤلاء المرضى الإنتانات الجرثومية والفطرية والفيروسية .
4 أمراض المناعة الذاتية :
وهم المرضى الذين أخطأ جهازهم المناعي في تحديد الهدف الصحيح ، فبدلأ من أن يهاجم العامل الممرض أصبح يهاجم أعضاء المريض والعامل الممرض معاً مسبباً له أذية ، وأكثر مرض معروف هو مرض الروماتويد
اعراض مرض الروماتويد
- تورم المفصل.
- صلابة المنطقة المصابة وتكون عادة العلامات سيئة صباحاً وبعد الخمول الطويل.
- فقدان الوزن والتعب والحمى.
و يجب الإشارة أن التهاب المفاصل الروماتيدي الباكر يتسبب بالأذية أولاً للمفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين ، وكلما تقد المرض أكثر زادت حدة الأعراض وزادت مساحة المناطق المصابة بالأذية ، فنراه يمتد إلى الركبتين والكاحلين والوركين والكتفين.
و يجب التنويه أيضاً أن 40 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيدي ، لديهم أعراض و علامات تدل على إصابة أجهزة أخرى مثل:
- الجلد وقد يظهر لنا ذلك على شكل طفح جلدي.
- العين.
- الرئتين و الخلل التنفسي.
- الأنسجة العصبية كالنخاع الشوكي وما يرافقها من أعراض عصبية وشلول حركية.
- الكليتين واضطراب الوظيفة التصفوية.
- الغدد اللعابية واضطراب إفراز اللعاب .
- الأوعية الدموية وما يرافقها من نزوف.
- القلب وما يرافقه من اضطراب في النبض والضغط.
- نقي العظم وما يرافقه من اضطرابات مناعية بسبب خلل تنسج الكريات البيض والخلايا المناعية.
عوامل الخطورة في مرض الروماتويد
وهي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الروماتويد و قد بينت الدراسات وجود مجموعة عوامل ومن أهمها:
- الجنس : النساء تحمل خطورة أعلى من الرجال لتطوير الروماتويد.
- العمر : يمكن أن يصيب جميع الأعمار ولكن الأكثر تسجيلاً للإصابة هم الأشخاص بين عمر ال40 وال60.
- العامل الوراثي: وجود إصابة عائلية تعرض جميع أفرادها لإمكانية الإصابة.
- التدخين : يزيد من إمكانية الإصابة أيضاً ويزيد شدة الأعراض المرضية.
- التعرض البيئي : قد يزيد التعرض المزمن لبعض العناصر كالأسبتوز من خطر الإصابة.
- البدانة : كلما كان الشخص بديناً ، ازدادت فرض إصابته بالتهاب المفاصل الروماتيدي.
نظرة حول مرض التهاب الفقار الروماتيدي
يسمى أيضاً مرض التهاب الفقار اللاصق ، و هو واحد من أكثر أنواع الروماتويد شيوعاً ، ويصيب المرض منطقة العمود الفقري الرقبي ، أما إصابة باقي مناطق العمود الفقري ، كالمنطقة الصدرية أو القطنية أو العجزية ، فهو نادر الحدوث .
وتؤكد الدراسات أن نسبة من 25 إلى 30 بالمئة من مرضى الروماتويد في المشافي مصابون بالتهاب الفقار اللاصق.
و آلية المرض تكمن في التدمير المناعي للأربطة والمفاصل والعظام بشكل عشوائي مما يؤثر بشكل كبير على الحركة الرقبية ، والتي تعد من الحركات الأساسية لأي إنسان ، بالإضافة إلى الآلام الشديدة الناتجة عن الالتهاب.
ولأن النخاع الشوكي يسكن داخل العمود الفقري ، فمن المحتمل جداً تعرضه لأذية مناعية أيضاً ، وقد تم تصنيف الإصابة العصبية إلى عدة درجات ، تبدأ من عدم الإصابة وتنتهي بالإصابات العصبية الشوكية الشديدة.
ونظراً لخطورة الإصابات العصبية النخاعية بالروماتويد كان لا بد من وضع أهداف علاجية للمرض ومن أهمها:
- تجنب حدوث عجز عصبي لا رجعة فيه.
- منع حدوث موت مفاجئ.
- ضرورة المعالجة بعيداً عن العمليات الجراحية إلا إذا اضطر الأمر ، وذلك لأن العمليات الجراحية تحمل خطورة عالية لحدوث أذية عصبية شوكية.
تشخيص مرض الروماتويد
- يكون المرض في مراحله المبكرة صعب التشخيص ، لأن أعراضه قد تشبه أي مرض مفاصل أو إصابة عظمية قد يظنها المريض عابرة
فلا يكون لديه دافع كبير لإجراء التشخيص - يقوم الطبيب المختص بالتأمل والفحص ، فيجد المفصل محمراً متورماً ويجب حرارة مرتفعة جراء الالتهاب. يمكن للطبيب أيضاً فحص العضلات والعظام للتأكد من عدم تعرضها لنكس ووضع خطة علاجية تناسب مرحلة المرض. ومن المهم فحص المنعكسات العصبية للتأكد من عدم وجود أذية للنخاع الشوكي جراء حدوث التهاب الفقار اللاصق
- الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيدييكون لديهم سرعة تثفل عالية.
- تفيد اختبارات الدم وخصوصاً الكريات البيض في التوجه إلى التشخيص وسيلاحظ ارتفاع كبير في الكريات البيض في حالة وجود المرض.
- عيار الأضداد مهم جداً.
- اختبارات التصوير الشعاعي : الرنين المغناطيسي. الطبقي المحوري. الصورة البسيطة. التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
علاج الروماتويد
لا يوجد حتى الآن علاج ينهي المرض تماماً ، فعند التوقف عن العلاج قد عود نوبات المرض الناكسة ، و أساس العملية العلاجية هو مجوعة من الأدوية تعرف باسم الأدوية المضادة للروماتويد.
وتشمل هذه الأدوية :
1) مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية : وهي مسكنة للألم ومضادة للالتهاب وخافضة للحرارة ، ومن أهمها نذكر
الإيبوبروفين ونابروكسين الصوديوم والديكلون ، ولها آثار جانبية كالتسبب بأذية المعدة والطنين الأذني.
2) الكورتيكوستيروئيدت: مثل بريدنيزون ، أيضاً تحد من الالتهاب والألم ، وقد تسبب آثاراً جانبية تتمثل في ترقق
العظام وزيادة الوزن والسكري الدوائي .
3) معدلات الاستجابة المناعية : تقود بتعديل الاستجابة المناعية ، وتضبط الجهاز المناعي بحيث لا تجعله يتهيج
ضد المناطق المعرضة للأذية أو غيرها ، كالغوليموماب والإنفليكسيماب.
العلاج الجراحي للروماتويد :
سيلجأ الطبيب للعملية الجراحية عندما يلاحظ أن الأدوية لا تجدي نفعاً كافياً في منع الأذية بالمرض ، أو عند التشخيص المتأخر بعد حصول نكس كبير في المنطقة المصابة
و هدف العملية الجراحية هو معالجة تامة أو شبه تامة قدر الإمكان للمنطقة المصابة و أبرز العمليات التي من الممكن إجراؤها :
- استئصال الغشاء الزليلي.
- جراحات ترميم وإصلاح الأوتار العضلية.
- جراحة استبدال المفاصل بمفاصل صنعية.
ومن المهم معرفة أن العمليات الجراحية قد تحمل خطر العداوى الإنتانية بشكل كبير ، ولذلك يجب العمل بحذر ضمن بيئة معقمة تماماً.
الوقاية من مرض الروماتويد
- ممارسة الرياضة وتمرين المفاصل والعضلات ، و الافضل ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة ، كالمشي والسباحة.
- تطبيق الحرارة الباردة أو الساخنة على المفصل يؤدي للشعور بالارتياح ، فتساعد على تخفيف الألم والاسترخاء.
- أكدت الدراسات أن زيت كبد السمك يساهم في الوقاية من التهاب المفاصل الروماتيدي .
- الحمية و الغذاء المنتظم والمحافظة على وزن صحي ، لأن البدانة كما ذكرنا تعتبر من عوامل الخطر في الروماتويد.
أهم التوجيهات الصادرة عن فرقة العمل الدولية لعلاج أمراض المفاصل والروماتيزم في عام 2015 :
- إن الهدف الأساسي في علاج الروماتويد هو الوصول إلى حالة مستقرة ، حيث لا وجود لأذية أو أعراض التهابية خطيرة.
- قد يكون إلى حالة مستقرة تماماً غير ممكن عملياً ، عندها يجب أن يكون العلاج مركزاً على تخفض الألم والأذية إلى حدها الأدنى.
- يجب الاعتماد على وسائل دقيقة لتقييم الإمراضية ونسبة الخطورة.
- يجب التركيز على التغيرات الهيكلية والبنيوية للمريض بشكل كبير وهذا يدعم التشخيص.
- للتوصل إلى العلاج المطلوب قد يتوجب علينا تغيير الخطة العلاجية خلال مدة 3 أشهر ( و يقصد هنا أن أدوية الروماتويد تحتاج لوقت أحياناً كي تظهر آثارها العلاجية ، ولكن بمرور 3 أشهر مع عدم تحسن كبير ، ينبغي تغيير الخطة العلاجية أو جزء منها
- بعد الاستقرار على خطة علاجية ينبغي المحافظة عليها طوال فترة المرض ، ويشرف طبيب الروماتويد المعالج على وضع الخطة العلاجية بالتعاون مع الأخصائيين.
ملاحظة :
بعض الأمراض كمرض الروماتويد أو الأمراض السرطانية قد يأخذ العلاج فيها مدة معينة ليبدأ المريض بالتحسن ، ومن المهم جداً تثقيف المرض حول هذه النقطة ، فكثير من المرضى يدفعهم عدم التحسن السريع إلى ترك العلاج أو التناول العشوائي للأدوية دون الالتزام بالخطة الموصوفة.
المراجع
- medscape : Rheumatoid Arthritis of the Cervical Spine Overview of Rheumatoid Spondylitis
- medscape : Rheumatoid Arthritis
- mayoclinic : Rheumatoid arthritis