يعد الحمل العنقودي الجزئي النوع الأقل شيوعًا بين الحالات المصابة بالحمل العنقودي، والذي ينتج عنه جنين غير مكتمل أو أنسجة مشيمة غير طبيعية، وقد لا يتكون جنين من الأساس ويصبح لدينا فقط بعض الأورام الحميدة.

 

ذلك نتيجة لعدم حدوث عملية تخصيب الحيوان المنوي للبويضة بشكلٍ صحيح، مما ينتج عنه حمل غير طبيعي ومن الصعب استمراره، وخلال هذا المقال سنتناول الحمل العنقودي الجزئي بالكامل، ونقوم بشرح مفصل لجميع جوانبه من أسباب وأعراض وطرق العلاج.

 

كيف يحدث الحمل العنقودي الجزئي

ما يؤدي إلى عدم نجاح عملية تخصيب الحيوان المنوي للبويضة بشكلٍ سليم وحدوث الحمل العنقودي الجزئي، أن الحمل يحدث نتيجة تخصيب بويضة الأم عن طريق اثنين من الحيوانات المنوية لدى الأب والوضع الطبيعي أن يصل حيوان منوي وأحد فقط ويخصب البويضة بمفردة حتى يصبح لدينا جنين يحمل 23 زجًا من الكروموسومات.

 

ولكن في حالة الحمل العنقودي يصبح لدينا جنين أو أنسجة مشيمة غير طبيعية تحمل كل خلية من خلاياها 69 كروموسوم وليس 46 كروموسوم، فيصبح هناك ثلاث نسخ من كل كروموسوم بدل من نسختين، نسخة واحدة فقط من الأم و نسختين من الأب.

 

نسب حدوث الحمل العنقودي

من حسن الحظ أن نسب حدوث الحمل العنقودي ليست كبيرة فهي لا تتعدى 1 من 1000، أي أن بين كل 1000 سيدة حامل تصاب واحدة فقط بالحمل العنقودي الجزئي أو الكامل، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة للنساء اللاتي حملن بعد أن تجاوز عمرهم 40 عام، أو من تعرضن لإجهاض سواء متعمد عن طريق عمليات الإجهاض، أو لمشاكل في الحمل.

 

اعراض الحمل العنقودي الجزئي

تظهر اعراض الحمل العنقودي الجزئي بالتدريج، فبعضها يظهر منذ بداية الحمل وتتشابه كثيرًا مع اعراض الحمل العادي، إلا في فروق وعلامات بسيطة لا تكاد تدركها المرأة التي ليس لديها أي فكرة عن الحمل العنقودي أو توعية بمثل هذا الخلل.

 

هناك أيضًا أعراض أكثر تطورًا تحدث بعد مرور وقت على الحمل، وتكون أكثر شدة وخطورة، وعندها تدرك أي امرأة أن حملها به بعض المشاكل، وفيما يلي أهم هذه الأعراض:

 

• نزيف مهبلي يميل إلى اللون البني الداكن.

• الغثيان الشديد والقيء.

• ارتفاع ضغط الدم بصورة كبيرة ومستمرة.

• خروج بعض التكيسات من المهبل تشبه حبات العنب.

• الشعور بضغط على منطقة الحوض وألم يتدرج بين متوسط إلى شديد.

 

وهذه الأعراض تحدث غالبًا في الثلث الأول من الحمل، أما في مراحل الحمل المتأخرة تزداد الأعراض وتظهر على الشكل التالي:

 

• زيادة حجم الرحم عن الحجم الطبيعي المفترض أن يكون فيه الرحم في الحمل الطبعي

• حدوث الارتجاع أو تسمم الحمل بعد مرور 5 أشهر من الحمل تقريبًا.

• الإصابة بكيسات الرحم.

• زيادة نشاط الغدة الدرقية بشكل حاد، فيما يسمى بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية.

• الإصابة بالأنيميا المعروفة باسم فقر الدم.

 

العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحمل العنقودي الجزئي

تلعب بعض العوامل دورًا في جعل أي امرأة عرضة للحمل العنقودي الجزئي أو الكامل بنسبة أكبر من غيرها، وهي:

 

• سن المرأة بدءً من فوق سن 35 وتزداد الفرص أكثر عند الوصول لسن 40 فيما فوق.

• التعرض لأحد أنواع الحمل العنقودي من قبل.

• تعرض المرأة للإجهاض بسبب مشاكل في الحمل، أو إجرائها لعمليات إجهاض باختيارها دون مشاكل.

 

كيف يتم تشخيص الحمل العنقودي وخطوات الفحص

بعد أن يتعرف الطبيب على الأعراض التي تعاني منها المريضة، يحدد ما إن كانت أعراض حمل عنقودي أم لا، فإن اشتبه به يقوم بإجراء بعض الفحوصات مثل:

 

1. اختبار HCG:

وهو اختبار لقياس مستوى موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، أو ما يعرف باسم هرمون الحمل، حيث يزداد افرازه في الدم بكميات أعلى بكثير من التي يتم افرازها عند الحمل الطبيعي.

 

2. فحص بالموجات فوق الصوتية القياسية:

يتم فحص أنسجة منطقة البطن والحوض عن طريق تعريضها لترددات عالية من الموجات فوق الصوتية وذلك في فترات الحمل المتأخرة، أما إن تم الفحص مبكرًا يتم إجراء فحص الموجات فوق الصوتية عن طريق جهاز يوضع في المهبل، حيث أن في الأشهر الأولى من الحمل يكون الرحم وقنوات فالوب قريبين من المهبل.

 

ما تظهره الفحوصات بالموجات فوق الصوتية:

 

• جنين لا ينمو أو ينمو بشكل غير طبيعي وبطيء.

• مشيمة كيسية سميكة.

• انخفاض السائل السلوي الذي يحمي الجنين ويساعده على التنفس والنمو الطبيعي داخل الرحم.

 

علاج الحمل العنقودي الجزئي

بعد أن التأكد من جميع اعراض الحمل العنقودي الجزئي وعمل الفحوصات اللازمة يقرر الطبيب التخلص من هذا الحمل، الذي لا يمكن أن يترك حتى يكتمل كأنه حمل طبيعي، لأننا غالبًا لن نحصل على جنين، فقط مجرد تشويهات جينية في أنسجة المشيمة، لذا يتم التخلص من هذه الأنسجة بواحدة من الطرق الآتية:

 

1. التوسيع والتنظيف:

وفي هذه العملية يقوم الطبيب بشفط الانسجة المشيمة وإزالتها بعد إجراء توسيع لعنق الرحم عن طريق إدخال منظار إليه عن طريق المهبل يتفحص عنق الرحم جيدًا ويعمل على توسيعه للحجم الذي يساعد على شفط هذه الخلايا، ومن ثم يتم تنظيف الرحم تمامًا من جميع الأنسجة أو الأورام التي نتجت عن الحمل العنقودي.

 

2. إزالة الرحم:

تعد إزالة الرحم من الحلول التي نادرًا ما يلجئ إليها الطبيب، حيث لا تكون هنالك حاجة لإزالة الرحم، إلا إن ازدادت مخاطر الإصابة بالأورام الخبيثة، أو كانت رغبة من المريضة نفسها حتى لا يتواجد احتمال لمعاودة المرض، ولا توجد أي رغبة في الحمل مستقبلًا.

 

علاج آثار الحمل العنقودي الجزئي

بعد التأكد من الحمل العنقودي يقوم الطبيب بفحص شامل آخرى ليتحقق من وجود مشاكل صحية أخرى ثم يقوم بالتعامل معاها على النحو الأتي:

 

• علاج فقر الدم عن طريق المكملات الغذائية وجداول للتغذية السليمة.

• علاج الغدة الدرقية لضبط مستوى إفرازها للهرمونات في الدم، وإيقاف نشاطها.

• متابعة مستويات موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية أو هرمون الحمل في الدم

 

هذا ويوصى بشدة أن تتمهل السيدات التي تعرضن للحمل العنقودي الجزئي أو الكامل في الحمل مرة أخرى، وذلك لمدة لا تقل عن 6 أشهر إلى 12 شهر، حتى لا يكونوا عرضة للحمل العنقودي مرة أخرى، وكذلك لتكون هنالك فترة مناسبة لمتابعة أداء الرحم وهرمون الحمل، إلى جانب التأكد التام من عدم وجود أي أنسجة أو مخلفات لهذا الحمل بالرحم.

 

المراجع:

1. Cleveland Clinic: Partial Molar Pregnancy
2. Mayo Clinic: Molar pregnancy
3. Wikipedia: Molar pregnancy