التهاب الاذن الداخلية والصداع
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
التهاب الاذن الداخلية والصداع وكيفية التعامل معهما
هناك ارتباط قوي بين التهاب الاذن الداخلية والصداع، حيث أن الكثير من الأمراض تؤدي إلى ظهور مزدوج لهذين العرضين معا، كما أن الإصابة بأحدهما يمكن أن يؤدي إلى الآخر نتيجة ترابط أعصاب الأذن مع الجمجمة مباشرة، وأي التهاب في الأذن يضغط على تلك الأعصاب، وفي المقابل أي التهاب في الأعصاب يسبب الصداع يمكن أن يؤذي الأذن أيضا.
سر الارتباط بين التهاب الاذن الداخلية والصداع
هناك الكثير من الحالات التي يتم فيها الربط بين الأذن وأمراضها والشعور بالصداع، وهذا بسبب:
1. قناة استاكيوس:
وهي قناة تربط بين الجزء الخلفي من الأنف وتمتد إلى الأذن الوسطى والداخلية، وتتلقى عظام الخشاء الهواء من أجزاء الأذن الوسطى والخارجية وخصوصا من قناة أوستاكيوس، وهذه القناة هي التي تربط الأذن الوسطى بالداخلية وبالجزء الخلفي من الحلق.
كما تمتد عظام الأذن الداخلية إلى الجمجمة أيضا، فإذا تعرضت الأذن الوسطى إلى التهاب أو عدوى أو أي حادثة أثرت على قناة أستاكيوس، فإنه عندئذ يحدث ضرر والتهاب في الأذن الداخلية، يمكن أن يمتد إلى الرأس ويؤدي إلى الشعور بالصداع والدوخة والغثيان.
2. تنشيط العصب الثلاثي:
وهو عصب يبدأ بالقرب من الأذن ويمتد في فروع إلى كل المناطق الموجودة في الوجه، ويعتقد الكثير من الأطباء أنه اللاعب الأساسي في الشعور بالصداع النصفي المرتبط بآلام الأذن أو الجيوب الأنفية أيضا، حيث أن أي التهاب في أي عضو في الوجه يمكن أن يضغط على هذا العصب الممتد أيضا إلى الدماغ ويؤدي إلى الصداع.
التهاب الاذن الداخلية والصداع غير المبرر
في عام 2011 تم نشر بحث عن علاقة الصداع النصفي غير المبرر بآلام الأذن الداخلية، حيث بيّن الطبيب أن الصداع النصفي غير المبرر والدائم يمكن أن يكون العرض الوحيد من أعراض التهاب الأذن الداخلية والذي لا يشعر به المريض على الإطلاق إلا في شكل صداع متكرر، كما أن الصداع النصفي نفسه يمكن أن يتسبب في التهاب الأذن الداخلية.
حيث أشار إلى أنه على مدى 7 سنوات عالج الكثير من مشاكل الأذن والحنجرة وفي 50% من الحالات لم يعرف بالضبط سر الألم إلا بعد أن منح المرضى علاجا للصداع النصفي، وقد أشار البحث إلى أن معظم الناس لا يذهبون إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة لعلاج الصداع النصفي بل إلى طبيب أعصاب.
مما يجعل الربط بين التهاب الاذن الداخلية والصداع الدائم أمر لا يحدث في الكثير من الأحيان، خصوصا إذا استمرت المعاناة من الصداع النصفي لسنوات دون وجود مشاكل فعلية في الأذن أو ضعف السمع أو غيرها كما أشارت دراسة أخرى على 26 مريض أذن وحنجرة أن 92% منهم وجدوا الراحة التامة في علاج الصداع النصفي الذي أثر على التهاب الأذن أو وجود ألم بها.
لذا فإن العلاقة الوثيقة بين الصداع النصفي والتهاب الأذن عموما والداخلية خصوصا يجب أن يجعل المريض يحاول فحص الأذنين لمعرفة سر الصداع، كما أن وجود ألم في الأذن دون سبب واضح مثل الالتهابات أو العدوى لابد أن يجعل الشخص يشك في أن السبب هو الصداع النصفي حتى لو لم تكن أعراضه شرسة.
حالات طبية تتسبب في التهاب الاذن الداخلية والصداع
تتعدد الحالات الطبية التي يمكن أن تتسبب في التهاب الاذن الداخلية والصداع معا أو تتسبب في شيء منهم فقط مثل التهاب الأذن وينتج عنه الصداع، أو يعاني الشخص من حالة تسبب الصداع المتكرر والذي يؤثر بدوره على الأذن والأنف والحنجرة، ومن أهم هذه الحالات:
1. عدوى الأذن الداخلية:
تعرض الأذن الداخلية إلى عدوى يؤدي إلى التهاب الأغشية التي تصل بين الأذن والعظام الجمجمة مما يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى الشد العصبي والصداع، وعدوى الأذن الداخلية تنتج عن إصابة الأذن الوسطى بميكروب أو فيروس ينتقل من خلال قناة أستاكيوس التي تربط الأذن الداخلية بالوسطى فتنتشر العدوى فيها أيضا.
مما يؤذي الأعصاب الواصلة إلى الجمجمة ويمكن أن يمتد إلى فقرات الرقبة أو الأذن من الخلف ويؤدي إلى الصداع وعادة فإن عدوى الأّذن الوسطى والداخلية تصيب الأطفال الصغار، ولكنها يمكن أن تصيب أيضا المراهقين والبالغين.
يمكن مع الصداع أن يشعر المريض بوجع في الأذن مع ضغط وامتلاء في واحدة منهما وتراجع القدرة على السمع، ويمكن أن يمتد الأمر في حالات نادرة إلى انتشار العدوى في المنطقة العظمية خلف الأذن.
2. التهاب الجيوب الانفية من أسباب التهاب الاذن الداخلية والصداع:
حدوث التهاب في بطانة الأنسجة الموجودة في الأنف هي ما يُطلق عليها التهاب الجيوب الأنفية، والتي يمكن أن تكون نتيجة الحساسية أو نزلة برد، ويشعر المريض عادة بصداع متوسط الشدة إلى شديد مع هذا الالتهاب نتيجة زيادة ضغط السوائل على الجيوب الأنفية مما يؤدي إلى الضغط على العظام الرقيقة فوق الأنف.
كما يمتد في الكثير من الاحيان إلى قناة استاكيوس والتي تصل بين الجزء الخلفي من الأنف والأذن الوسطى، فهذا الأنبوب يمكن أن ينقل الالتهاب من الأنف إلى الأذن الوسطى ومنها إلى الأذن الداخلية. كما أن قناة استاكيوس يمكن أن تتعرض إلى الانسداد نتيجة تراكم سوائل الأنف مما يؤدي إلى ألم في الأذن.
3. اضطراب المفصل الصدغي الفكي:
إن المفاصل الصدغية الفكية تتصل بالفك العلوي في الجمجمة أمام الأذنين بالضبط، لذا فإن أي اضطرابات في المفاصل الصدغية الفكية يمكن أن تؤدي إلى التهاب في الأذن والصداع، وهي حالة تؤثر على حوالي 15% من البالغين وفقا لدراسة نُشرت عام 2015 في مجلة طبيب العائلة الأمريكية.
تختلف أسباب اضطراب الفك الصدغي من شخص إلى آخر وتنتج غالبا من وجود ألم في الأسنان أو في المفاصل عموما أو غيرها من أسباب، ولكن جميع أعراضها تتشابه وتتمثل في:
-
ألم في الفك وضعف الوظيفة.
-
أوجاع شديدة أو متوسطة في الأذن.
-
المعاناة من الصداع المتطقع أو المستمر.
-
وجود ألم في الوجه.
4. حدوث اضطرابات في فقرات العمود الفقري العليا:
يمكن أن تؤدي أي اضطرابات في الفقرات العليا للعمود الفقري في قاع الجمجمة إلى كل من الصداع وأيضا التهاب ووجع الأذن، وهذا الألم عادة مما ينشأ نتيجة الضغط على أعصاب الحبل الشوكي بسبب الاضطراب في الفقرات.
مما يتسبب في وخز مؤخرة الرأس ومن ثم الصداع، كما يمكن أن يحدث ألم شديد إلى متوسط في أذن واحدة أو الاثنتين، كما يمكن أن تحدث ألام أو وجع في العينين مع عدم القدرة على تحريك الرأس والرقبة بشكل طبيعي.
5. التهاب السحايا:
حدوث أي التهاب في الأذن الداخلية يعني تعرض عظام الخشاء إلى الالتهاب والضرر أيضا، وعظم الخشاء يحتوي على البنية الأساسية التي توجد في عظام الإنسان الأخرى، إلا أنها في الحقيقة مصنوعة من أكياس هوائية، وهي تشبه الإسفنج إلى حد كبير، فهي ليست صلبة أو جامدة.
وأي عدوى في قناة استاكيوس التي تربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق أيضا يؤدي إلى عدوى في عظام الخشاء، كما يُطلق عليه عدوى الجمجمة العظمية أو التهاب السحايا.
والسبب الأكثر شيوعا لالتهاب السحايا هو وجود عدوى في الأذن الوسطى تم إهمال علاجها حتى امتدت إلى الأذن الداخلية وعظام الجمجمة مما يؤدي إلى حدوث تفكك في العظم الخشائي، وهي حالة تنتشر أكثر بين الأطفال وإن كان يمكن للبالغين أن يصابوا بها أيضا وأكثر اعراض التهاب السحايا تتمثل في:
-
وجود إفرازات من الأذن المصابة.
-
وجود ألم شديد إلى متوسط في الأذن.
-
الحمى.
-
صداع منتشر في كل الرأس أو في جزء منه.
-
فقدان للسمع في الأذن المصابة.
-
وجود سخونة خلف الأذن المصابة مع احمرار وتورم.
وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي التهاب السحايا إلى ظهور خراج في الدماغ أو أي مضاعفات أخرى تضر بالجمجمة مما يؤدي إلى صداع حاد ووجود تورم خلف العينين يمكن أن يؤثر على النظر أيضا.
6. التهاب العصب الدهليزي:
ويُطلق عليه أيضا التهاب التيه، وينتج عادة عن عدوى فيروسية تُصيب الأذن الداخلية، ويؤدي إلى الدوار وعدم التوازن والقيء والغثيان وايضا يمكن أن يؤدي إلى الصداع المتكرر نتيجة تأثيره على الرؤية أيضا، فتختلف الصورة أمام الشخص عما ينقله إلى المخ فيؤدي إلى الدوخة والصداع واضطراب الرؤية.
ويمكن لأي عدوى في الجهاز التنفسي أن تتسبب في التهاب العصب الدهليزي، كما أن الكحول والتدخين يزيدان أيضا من تعرض هذا العصب إلى الالتهاب والعدوى نتيجة التأثير المباشر للمواد السامة عليه وإذا كان الصداع نتيجة التهاب العصب الدهليزي في الأذن الداخلية فيمكن أن يشعر المريض أيضا بما يلي:
-
دوخة تدوم لدقائق معدودة.
-
الغثيان والقيء.
-
حساسية الحركة القصوى وهو ما يعني الغثيان أو الدوار عند الوقوف فجأة أو تحريك الرأس بسرعة.
-
الشعور بالارتباك نتيجة اختلاف الصور المنقولة إلى المخ عما تجمعه الحواس الخارجية بالفعل.
-
وجود حساسية شديدة للأصوات وعدم القدرة على تحمل أي ضجيج مهما كانت شدته.
ويمكن أن يحدث التهاب في العصب الدهليزي دون عدوى مباشرة مما يجعل الأطباء يحتارون في العلاج، ولكن في بعض الأحيان كان علاج الصداع النصفي مفيدا في علاج التهاب العصب الدهليزي أيضا غير المرتبط بفيروسات أو بكتيريا.
وهذه الحالة أكثر شيوعا لدى النساء عن الرجال وإذا كان المريض فوق الأربعين من العمر فإن التهاب العصب الدهليزي يمكن أن يرتبط أكثر بالدوخة والدوار عن الصداع، كما تتشابه أعراضها مع الكثير من الأمراض الأخرى مما يجعل الاحصاءات عنها غير دقيقة نظرا لعدم التعرف عليها في الكثير من الأحيان.
وسواء كان التهاب الاذن الداخلية والصداع نتيجة مرض أصاب الأذن فقط أو أصاب أي منطقة أخرى في الجسم أدت إلى ظهور مزدوج لهما، فإن فحص الأذن الداخلية والجيوب الأنفية مهم لعلاج الكثير من حالات الصداع، كما أن التعرف على السبب الحقيقي للصداع يمكن أن يخفف كثيرا من آلام الأذن.
ويمكن ألا يكون الصداع في منطقة الرأس أو الجبهة كما هو معتاد ولكن يمكن أن يكون خلف الأذن مباشرة، وهي من الحالات النادرة، ويمكن أن ترتبط أكثر بوجود ألم في الأسنان أو في فقرات العمود الرقبة أو في الفك، وإذا أثرت تلك الحالات على الأذن فإنها ستؤدي إلى انتشار الصداع في الرأس أيضا وليس خلف الأذن فقط.
كما يجب على الشخص الانتباه إلى بعض الأعراض الأخرى التي تتزامن مع التهاب الاذن الداخلية والصداع مثل الحمى والقشعريرة والتغيرات البصرية والتصلب المفاجئ في الرقبة، والتغيرات العقلية والدوخة والغثيان، حيث يمكن أن تكون نتيجة أمراض أكثر خطورة ومنها السرطان سواء في المخ أو بشكل نادر للغاية في أنسجة الأذن.
المراجع:
- Livestrong: Aching Ears and Headaches
- Christina Care News: Doctor finds unsolved ear pain is often migraine
- Web MD: Vestibular Migraines
- Health Line: Mastoiditis
- Medical News Today: What causes a headache behind the ears
دعاء رمزي
الكاتبة دعاء رمزي حاصلة بكالوريوس إعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 2004, عملت في موقع بص وطل الإلكتروني ابتداء من عام 2005 إلى عام 2013 كمسؤولة رئيسية عن الباب الاجتماعي والعلاقات الزوجية، والرد على مشاكل القراء وترجمة مواضيع اجتماعية وطبيّة متخصصة ومحررة في أبواب السياسة والفن والأدب والتكنولوجيا.
كما وعملت مترجمة لمدة عام في مكتب نشر متخصص في الترجمة داخل جمهورية مصر العربية موحررة ومترجمة أخبار متنوعة بالمراسلة في موقع أكشنها السعودي من ينايرعام 2014 إلى أبريل 2015
وأضاف الى خبراتها العمل كمحررة ومترجمة بالمراسلة في موقع ياللابوك وفي موقع اليوم العربي من أكتوبر 2017 حتى ديسمبر 2017 ومحررة ديسك مركزي بالمراسلة في موقع "العرب اليوم" من أبريل 2015 وحتى فبراير 2018.
الآن تتفرغ دعاء رمزي بالعمل مع موقع موثّق لإنتاج المحتوى المعرفي المعمّق كمحترفة في مجال الترجمة الطبية والإجتماعية.