منهج التغذية العلاجية وكيفية الاستفادة منها

التغذية العلاجية هي منهج قائم على أدلة علمية يمكن بواسطته الحصول على أعلى قدر من الفوائد الصحية من خلال تعديل النظام الغذائي ونمط الحياة اليومية التي نعيشها ليتمتع الانسان بالحيوية والنشاط ويتقدم على المستوى الجسدي والروحي والنفسي.

 

إن الالتزام بنمط صحي من المعيشة يمكنه أن يعود على الانسان بالخير والصحة والعافية، فتناول الأغذية الغير مصنعة مثل الخضراوات والفواكه الطازجة على سبيل المثال يمكنه أن يرفع من معدل استفادة الجسم من هذه الأغذية، كما يمكن لتناول بعض الأغذية أن يكون لها تأثير في علاج بعض المشكلات الصحية كما هو الحال في تناول الأغذية النية بالألياف لعلاج مرضى السكر.

 

إن التغذية العلاجية يمكنها أن تعالج الجسم كوحدة واحدة وفي نفس الوقت يمكن اقتفاء أسباب المشكلات الصحية التي يعاني منها الجسم بدلا من الاهتمام بمعالجة الأعراض الناتجة عن هذه المشكلة الصحية بدون ايجاد حل جذري ونهائي لها.

 

ان الاعتقاد بأن جميع الأجسام متشابهة، وأن ما يصلح لشخص يصلح للأخرين هو تفكير عفى عليه الزمان، فالعلم الحديث يرى أنه يجب التعامل مع كل انسان كوحدة مستقلة بذاتها ومعرفة ما يناسبه من نمط غذائي، ربما لا يأتي بنفس النتائج اذا ما اعتمده أشخاص أخرون.

 

التغذية العلاجية

 

حقائق حول التغذية العلاجية: 

 

  • تعتمد التغذية العلاجية على مد الجسم بالمغذيات التي يحتاج اليها.

  • والهدف الأساسي من التغذية العلاجية هو تحسين الصحة العامة وصيانة وظائف الجسم.

  • التغذية العلاجية ليست بديلا عن العلاج الطبي التقليدي ولكنها مكملة له.

 

لماذا يلجأ البعض الى التغذية العلاجية؟

إن التغذية العلاجية يمكنها أن تكون علاجا فعالا لبعض المشكلات الصحية مثل متلازمة الارهاق المزمن، وفقدان الطاقة، والأرق والاكتئاب، والربو، ومشكلات البشرة والصداع ويمكنها أن تحسن من حالتك العامة حتى ولو لم تكن تشتكي من أي أعراض مرضية.

 

حيث تحميك من العديد من المشكلات لصحية وتمدك بالطاقة والنشاط واللياقة وهي أمنة تماما ولكل الأعمار وحتى الأطفال ممن يعانون من مشكلات التمثيل الغذائي وغيرها من الأمراض.

 

من هو أخصائي التغذية العلاجية؟

ان اختصاصي التغذية العلاجية ينال دراسات في التغذية ويدرس مباديء الكيمياء الحيوية وعلم الأمراض وعلم وظائف الجسم كما يعمل تحت اشراف طبي ويمكن لاختصاصي التغذية العلاجية أن يعمل في تخصصه ويرشد عملاءه بشكل فردي أو جماعي لنمط التغذية السليم والذي يمكن الاعتماد عليه للتخلص من بعض المشكلات الصحية التي تواجههم.

(مقال متعلّق)  ما هو الاكل الصحي؟ نصائح هامة

 

ويمكن لاختصاصي التغذية العلاجية أن ينصح عملاءه بتغيير نظامهم الغذائي بناء على حالتهم الصحية ويعطيهم نصائح وارشادات حول نمط الحياة المناسب لهم والذي يمكن أن يحقق أهدافهم ويوائم احتياجاتهم الشخصية.

 

كيف يمكن أن تستفيد من التغذية العلاجية في حياتك؟

يمكن أن يستفيد كل انسان من التغذية العلاجية وبغض النظر عن المرحلة العمرية التي يمر بها، أو ما إذا كان يعاني من أعراض مرضية أو كان صحيحا جسديا ويود الحصول على قدر أكبر من اللياقة والرشاقة والكفاءة، فيمكن للتغذية العلاجية ان ترشدك الى الغذاء الذي يحقق لك شعورا أفضل ومظهر أفضل ويحسن من وظائف الجسم ومناعته.

 

المشكلات الصحية التي يمكن علاجها بواسطة التغذية العلاجية: 

 

1. مشكلات الجهاز الهضمي:

يمكن أن تفيد التغذية العلاجية في علاج حالات الامساك والاسهال والانتفاخ والحساسية ضد بعض أنواع الأغذية وصعوبات الهضم والمقاومة ضد اللاكتوز.

 

2. اضطرابات الوزن:

يمكن أن تعالج التغذية العلاجية مشكلة الوزن الزائد أو النحافة الزائدة وتتغلب على الرغبة في تناول السكريات وعدم اتزان مستويات السكر في الدم كما يمكنها أن تساهم في تحسين حياة مرضى السكر وغيره من الأمراض.

 

3. أمراض القلب والأوعية الدموية:

تعالج التغذية العلاجية مشكلة ارتفاع مستويات الكوليستيرول في الدم ومشكلة ارتفاع ضغط الدم، وعيوب التمثيل الغذائي.

 

4. عدم اتزان الهرمونات والعناية بصحة المرأة:

يمكن للتغذية العلاجية أن تعيد الاتزان الهرموني للجسم ما يساهم في علاج مشكلات العقم، وأعراض انقطاع الطمث والتهابات المثانة المتكررة.

 

5. مشكلات البشرة:

التغذية العلاجية يمكنها أن تساهم أيضا في علاج مشاكل البشرة مثل حب الشباب والاكزيما والصدفية وغيرها.

 

6. الصحة العقلية والصحة العامة:

يمكن أن تساهم التغذية العلاجية في تحسين المزاج ومقاومة الاكتئاب والقلق وتساهم في التغلب على مشكلات ضعف التركيز.

 

7. علاج الأمراض المناعية:

مثل مرض الذئبة ومتلازمة الارهاق المزمن والروماتويد وكلها مشكلات تنشأ من اضطرابات في الجهاز المناعي تجعله يهاجم بعض خلايا الجسم ويؤثر عليها.

 

ما هي النصائح الغذائية المتوقعة من اختصاصي التغذية العلاجية؟

إن اختصاصي التغذية العلاجية يبدأ بأخذ التاريخ المرضي للعميل ويتعرف على الأعراض التي يعاني منها بالتفصيل وما هي احتياجاته والأهداف التي يسعى للوصول اليها، وبعدها يمكنه أن يحدد له الاستراتيجية العلاجية المناسبة لحالته ويقدم له النصائح التي يمكنها أن تحسن من حياته وتخفف من الأعراض التي يعاني منها.

 

وعادة ما يركز اختصاصي التغذية على الأغذية الطازجة والغير معالجة والتي يمكنها أن تعزز من الصحة العامة للانسان وتشفى الجسم من المشكلات الصحية التي يعاني منها، ويمكنه أن يضع مع العميل خطة بالوجبات الغذائية التي تتناسب مع حالته، وتحقق له التوازن المطلوب ويمكن لاختصاصي التغذية أن ينصح عميله بالتوقف عن تناول أحد أنواع الأغذية لفترة من الزمن بسبب تأثيراته السلبية على صحته.

(مقال متعلّق)  نصائح غذائية هامة لكل انسان

 

وفي بعض الحالات قد ينصح اختصاصي التغذية عملائه بتناول بعض المكملات الغذائية بجرعات أمنة كما هو الحال في البروبيوتك أو الفيتامينات والأملاح المعدنية وذلك لعلاج بعض الأعراض الناتجة عن نقص في هذه المركبات.

 

وعموما فإن التغذية العلاجية تعتمد في المقام الأول على الأغذية الطبيعية وليس المكملات إن التغذية العلاجية ليس الغرض منها استبدال العلاج الطبي التقليدي ولكنها أمر مكمل له ويساهم في تحسين نتائجه.

 

فوائد التغذية العلاجية

يمكن للتغذية العلاجية أن تحمل الكثير من الفوائد للجسم وليس فقط على مستوى الصحة البدنية ولكن على مستوى الصحة النفسية والعقلية حيث يمكنها أن تخلص الانسان من القلق والضغط العصبي والشعور بالاجهاد.

 

– وفيما يلي بعض الفوائد التي يمكن أن تحققها التغذية العلاجية للانسان:

واحدة من أهم الفوائد التي يمكن للتغذية العلاجية أن تحققها للجسم هي تحسين أداء الجهاز المناعي، بالاضافة الى قدرتها على زيادة طاقة الجسم كما أنها تزيد من كفاءة وظائف الجسم ككل.

 

المساهمة في علاج مرضى السكر من النوع الأول المعتمد على الانسولين وعلاج مرضى السكر من النوع الثاني الذين لديهم مناعة ضد الانسولين أو لا ينتج جسمهم ما يكفي من هذا الهرمون والذي يحتاجون لنظاما غذائيا خاصا لضبط مستويات السكر في الدم عند الحد المطلوب.

 

ويحتاج هؤلاء الى تناول كميات وافرة من الألياف وتقليل السعرات الحرارية في نظامهم الغذائي وتقليل الدهون المشبعة والمحولة، وينصح هؤلاء بتناول خمسة الى ستة وجبات يوميا لضبط مستويات السكر في دمهم بشكل صحيح كما ينصحون بتناول الخضراوات الطازجة والفاكهة الحمضية.

 

ويمكن للتغذية العلاجية أن تحسن من البشرة وصحة الجلد حيث تزيل السموم من الجسم بشكل دوري كما يمكنها أن تحمي البشرة والشعر من العدوى الميكروبية وتمنح البشرة التألق والجمال والنقاء، وتبقي على بشرة وشعر صحيين ومفعمان بالجمال والحيوية.

 

– التغذية العلاجية للأطفال : 

يمكن استخدام التغذية العلاجية لعلاج العديد من المشكلات الصحية التي يعاني منها الأطفال أو للمساهمة في تحسين هذه المشكلات الصحية ومساعدة الجسم على مواجهتها، ومن هذه المشكلات السرطان والتوحد والوزن الزائد وعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

– تغذية العلاجية للطفل المتوحد : 

يمكن للتغذية العلاجية ان تخلص الطفل المصاب بمرض التوحد من العديد من الأعراض الغير مرغوب فيها مثل التقلبات المزاجية والميل للعنف وصعوبات التواصل والحساسية والأرق وبعض الأعراض الأخرى.

 

ويفضل اللجوء الى التغذية العلاجية في عمر مبكر للحصول على أفضل النتائج، ويمكن ملاحظة تحسن الأعراض بعد ثلاثة أسابيع من استخدام التغذية العلاجية وان كان في بعض الحالات قد يحتاج الأمر الى ستة اشهر الى عام قبل أن تحرز الحالة تقدما ملحوظا.

 

– التغذية العلاجية للأطفال المصابون بالسرطان : 

إن التغذية العلاجية هي بمثابة تحدي في حالة مرض السرطان إذ أن عليها أن تمنح أجساد الأطفال المرضى حاجتهم من المغذيات وفي نفس الوقت تخلصهم من بعض الأعراض التي تؤثر عليهم سلبا.

(مقال متعلّق)  ما هي فوائد وجبة الغداء

 

– خطوات التغذية العلاجية للأطفال :

 

  • تعديل النظام الغذائي للطفل لمنحه كل ما يحتاج اليه من مغذيات.

  • تحديد المشكلة الغذائية التي يعاني منها بدقة.

  • تعويد الطفل على تبني عادات غذائية سليمة.

  • ابعاد الأغذية التي يمكنها أن تكون سببا في ظهور الأعراض المرضية أو التي يمكنها ان تزيد من سوء هذه الأعراض.

  • تحضير نظام غذائي خاص لكل طفل يتضمن حصوله على أفضل رعاية ويحسن من حالته الصحية.

 

مميزات التغذية العلاجية: 

تتميز التغذية العلاجية بأنها ليست مثل أي نوع أخر من العلاجات تحتاج منك للمتابعة في عيادة الطبيب وانما يمكنك تنفيذها بنفسك في المنزل ويكون لديك الحرية في الاختيار من بين العديد من البدائل الغذائية بحسب رغبتك.

 

فعلى سبيل المثال اذا ما كنت تلتزم بالتغذية العلاجية بسبب مرض السكر وعليك تناول الدهون الصحية يمكنك الاختيار من بين بدائل عديدة مثل الأفوكادو أو زيت الزيتون أو اللوز أو زبدة الفول السوداني.

 

ويمكن لعلاج مشكلة صحية بواسطة التغذية العلاجية أن تساهم في حل مشكلة صحية أخرى أو التقليل من أعراض مشكلة صحية مختلفة، كما هو الحال في النظام الغذائي الخاص بمرضى السكر إذ يمكنه أن يحسن من مستويات الدهون الثلاثية بالدم كما يمكنه أن يساهم في التخلص من الوزن الزائد ويقلل من مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

عيوب التغذية العلاجية: 

يمكن أن تعد التكلفة العالية للأغذية الصحية من أهم عيوب التغذية العلاجية فعليك في بعض الأحيان ان تشتري أشياء محددة ومكلفة من الأغذية الصحية كما يمكن للمواعيد المنتظمة مع اختصاصي التغذية أن تضيف تكلفة اضافية الى تكلفة الغذاء.

 

ولكن وعلى أي حال فان الحفاظ على الصحة العامة وتحسين أداء الجسم من الأمور التي لا يجب أن يبخل عليها الانسان بالمال، كما يمكن لبعض شركات التأمين الصحي أن تتحمل جزء من نفقات التغذية ما يساهم في حل المشكلة.

 

ومن المهم للغاية أن يضع الشخص الذي ينال التغذية في اعتباره أن هذا النوع من العلاج لا يمكنه وحده علاجه من بعض الأمراض المختلفة ولكنه يسير جنبا الى جنب مع العلاج الطبي التقليدي كما أن التغذية العلاجية يجب أن يرافقها تغيير في نمط الحياة واعتماد نمطا صحيا يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام والامتناع عن التدخين وتناول الكحول والمخدرات، واعتماد خيارات صحية في حياتك ككل.

 

المراجع:

  1. Only My Health: Health benefits of nutritional therapy
  2. Livestrong: What Are the Advantages & Disadvantages of Nutritional Therapy