ما هو مرض البلهارسيا ؟ و ما علاجه
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
- 1 البلهارسيا
- 1.1 طرق العدوى بمرض البلهارسيا
- 1.2 أنواع البلهارسيا التي تصيب الإنسان:
- 1.3 اعراض الإصابة بمرض البلهارسيا
- 1.4 دورة حياة البلهارسيا
- 1.5 أماكن انتشار المرض:
- 1.6 تشخيص البلهارسيا
- 1.7 تفاعل الجسم مع البلهارسيا
- 1.8 علاج البلهارسيا
- 1.9 مضاعفات الإصابة بطفيل البلهاريسيا
- 1.10 الوقاية من البلهارسيا
- 1.11 البلهارسيا أحد أسباب الوفاة الرئيسية في العالم
البلهارسيا
البلهارسيا: هي مرض ينشأ عن الإصابة بأحد أنواع الطفيليات التي تصيب الجهاز الهضمي أو البولي بحسب نوعها، ويمكن للبويضات أن تنتقل عبر الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتصيب الرئة أو الحبل الشوكي أو المخ أو الجهاز العصبي المركزي أو الكبد أو غيرها من الأعضاء الحيوية مسببة تلف هذه الأعضاء.
ولا يعد مرض البلهارسيا من الأمراض التي تسبب موت المريض مباشرة، ولكن الإصابة المزمنة تدمر العضو المصاب وقد تؤثر بشكل كبير على نمو الأطفال المصابين مسببة لهم سوء التغذية وفقر الدم الشديد ما يؤثر على استيعابهم ونموهم العقلي.
طرق العدوى بمرض البلهارسيا
يمكن للبشر أن يلتقطوا العدوى بصورة مباشرة من التعامل مع الماء الملوث والذي تعيش فيه القواقع التي تعد العائل الوسيط للطفيل وتعيش هذه القواقع في الماء العذب في المناطق المدارية.
ويمكن أن تنتقل العدوى من الماء الملوث للإنسان بسبب السباحة في الماء الملوث أو شربه أو أكل أغذية مغسولة بالماء الملوث ويمكن ليرقات الطفيل أن تخترق الجلد بعد خروجها من القوقع إذا كان الشخص يسبح في الماء الملوث، وبعدها يكتمل نموها وتتحول إلى الدودة الناضجة وتعيش في الدم.
في حالة إصابة البلهارسيا للجهاز البولي ترتفع لدى المصاب إحتماليات الإصابة بمرض سرطان المثانة، ويمكن أيضا أن تصيب البلهارسيا الجهاز الهضمي والكبد.
أنواع البلهارسيا التي تصيب الإنسان:
1. شيستوسوما مانسوناي:
وهو النوع الذي يصيب الجهاز الهضمي من البلهارسيا.
2. شيستوسوما هيماتوبيام:
وهي النوع الذي يصيب الجهاز البولي.
3. شيستوسوما جابونيكم وشيستوسوما ميكونجاي:
والتي تسبب النوع الأسيوي من البلهارسيا المعوية.
إذا تعرض الإنسان للعدوى بأي من الأنواع السابقة قد تؤثر الإصابة على الكبد أو الرئة أو المخ أو الحبل الشوكي.
اعراض الإصابة بمرض البلهارسيا
تظهر أعراض الإصابة بالبلهارسيا بحسب نوع الطفيل وتحدث الأعراض نتيجة تفاعل الجسم مع وجود الطفيل أو نتيجة لما تحدثه البويضات من أثر، وليس بسبب الدودة نفسها.
والأعراض الأولية للمرض تتمثل في حكة جلدية وطفح يمكن أن يظهر بعد ساعات قليلة من الإصابة، ويستمر لمدة تصل إلى سبعة ايام تقريبا وبعد مرور من ثلاثة إلى ثمانية أسابيع على الإصابة قد يختبر المريض الأعراض التالية:
1. تعب.
2. حمى وقشعريرة.
3. كحة.
4. حكة في العضلات.
5. فقدان الوزن.
6. تضخم في الكبد أو الطحال.
7. إسهال.
8. ألم في البطن.
9. وقد ينزل الدم في البول في مرحلة لاحقة بسبب مرور البويضات إلى خارج الجسم.
دورة حياة البلهارسيا
- تنزل البويضات إلى الماء العذب بسبب تبول أو تبرز الشخص المصاب بالمرض في هذا الماء.
- تفقس البويضات في الماء ثم تصيب الدودة القواقع التي تعمل كعائل وسيط لها، وبعد استكمال دورتها داخل القوقع تخرج اليرقات إلى الماء لتصيب الإنسان، ويمكن لهذه اليرقات أن تعيش في الماء 48 ساعة ثم تموت إذا لم تجد العائل.
- يمكن لليرقة أن تخترق جلد الإنسان وتصل إلى الدورة الدموية وتسير مع تيار الدم لتصل إلى الرئة أو الكبد ومنها إلى الأوردة القريبة من الأمعاء أو المثانة.
- بعد أسابيع قليلة تنضج الدودة وتبدأ في البحث عن التزاوج مع الجنس الأخر، وبعد ذلك تبدأ الإناث في وضع البيض والذي يخترق جدار المثانة أو الأمعاء ويخرج من الجسم مع البول أو البراز، وتكرر دورة حياتها مرة أخرى.
- ولا يمكن للعدوى بمرض البلهارسيا أن تنتقل من شخص مريض إلى شخص سليم مباشرة ولكن تحدث الإصابة من الماء العذب الملوث الذي تعيش فيه القواقع التي تعمل كعائل وسيط.
أماكن انتشار المرض:
بحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن أعداد المصابين بمرض البلهارسيا تقدر بحوالي 207 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وتعد البلهاريسيا من أكثر الطفيليات انتشارا بعد الملاريا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك 258 مليون شخص أخرين في حاجة لعلاج وقائي من مرض البلهارسيا، وذلك بحسب احصائيات عام 2014.
وهذه هي المناطق التي ينتشر فيها مرض البلهاريسيا :
1. القارة الأفريقية:
وخاصة في الجنوب والوسط وغرب القارة ومنطقة جنوب الصحراء ومنطقة البحيرات العظمى وضفاف الأنهار، كما هو الحال في ضفاف نهر النيل في كل من مصر والسودان وكذلك في المغرب وشمال أفريقيا.
2. أمريكا الجنوبية:
شاملة البرازيل وسورينام وفنزويلا.
3. أسيا:
وخاصة في إندونيسيا وأجزاء من الصين وجنوب شرق أسيا وكامبوديا ولاوس.
4. الشرق الأوسط وخاصة اليمن.
5. الكاريبي:
وينتشر المرض بدرجة أقل في الكاريبي وجمهورية الدومنيكان وسانت لوسيا وغيرها.
يصيب طفيل البلهارسيا الأشخاص من جميع الأعمار، ولكن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم الأطفال في الدول النامية وكذلك الأشخاص الذين يسبحون في الأنهار والبحيرات العذبة والقنوات في المناطق التي ينتشر بها المرض معرضون للإصابة بالمرض.، والفلاحون والصيادون أيضا من أكثر ألأشخاص عرضة للإصابة.
تشخيص البلهارسيا
إذا تعرض الإنسان للأعراض السابقة بعد السباحة في الماء في منطقة ينتشر بها المرض فعليه مراجعة الطبيب على الفور، ويفضل أن يبحث عن اختصاصي أمراض معدية أو أمراض باطنية من أجل تلقي العلاج.
وحتى بدون ظهور أعراض، إذا كنت قد سافرت إلى مناطق ينتشر بها المرض أو مناطق مدارية، فيفضل أن تقوم بالفحوصات بعد مرور ثلاثة أشهر على عودتك من السفر للتأكد من خلوك من الأمراض المعدية، لأن الأعراض قد تظهر بعد فترة.
وسيسأل الطبيب عن المنطقة التي سافرت إليها والمدة التي قضيتها هناك وما إذا كنت قد تعرضت للماء الملوث وعلى المريض أن يحدث الطبيب عن أي أعراض غريبة شعر بها وحتى لو كانت حكة أو طفح أو حرقان أثناء التبول والتبرز.
ويمكن لفحص البول والبراز أن يظهر ما إذا كانت هناك بويضات خاصة بالبلهارسيا أو غيرها من الطفيليات وتستغرق الدودة حوالي 40 يوما للوصول إلى مرحلة النضج. ويعني ذلك أن متوسط المدة التي تظهر خلالها الأعراض حوالي ثلاثة أشهر تقريبا من التعرض للماء الملوث، ويمكن عمل فحص دم خاص بالبلهارسيا حيث يعطي نتيجة أكثر دقة.
تفاعل الجسم مع البلهارسيا
عندما تنتقل بويضات البلهارسيا الى أنسجة الجسم يقوم الجهاز المناعي بمهاجمتها باستخدام الخلايا التائية والماكروفاج أو الخلايا الأكولة، وبعض الخلايا المناعية الأخرى وهو ما يسبب التهاب النسيج المصاب بالبويضات، وبعد فترة ينتهي الالتهاب ويحدث تليف في أنسجة العضو المصاب ما يسبب تلف هذا العضو.
ويمكن أن ينتهي الحال بالبويضات في المخ أو في نسيج الجلد أو العضلات أو الغدة فوق الكلوية أو العين، كما أن البويضات تخترق الجهاز البولي للمريض، وقد تجد طريقها الى الجهاز التناسلي للمرأة وتكون تليفات في الرحم أو قنوات فالوب أو المبايض، وقد تصيب أيضا الجهاز العصبي المركزي.
علاج البلهارسيا
يتم علاج البلهارسيا بدواء برازيكونتال والذي يعطي لفترة قصيرة ويتخلص الجسم من العدوى الطفيلية حتى في المراحل المتقدمة من المرض ويكون هذا الدواء كافي وفعّال طالما أن المرض لم يحدث المزيد من الأضرار بأعضاء الجسم، ولم تظهر مضاعفاته الخطيرة على المريض.
ويمكن للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي ينتشر فيها المرض أن يأخذوا جرعة وقائية من دواء برازيكونتال سنويا للحفاظ على أنفسهم من المرض ويعمل الباحثون في الوقت الحالي على إيجاد تطعيم يمكنه أن يقي الجسم من الإصابة بطفيل البلهارسيا بشكل نهائي.
مضاعفات الإصابة بطفيل البلهاريسيا
إذا لم يتلقى المصاب العلاج اللازم وبقيت البويضات داخل جسمه يمكنها أن تسبب العديد من المضاعفات له مثل:
1. نزيف من المثانة
2. قروح في المثانة
3. تلف الكبد
4. فشل الكلى
5. سرطان المثانة
6. نزيف الجهاز الهضمي
7. سوء التغذية
8. اعتلال الكلية بسبب البلهارسيا
9. التهاب الكلية
10. البول الدموي
11. المني الدموي
12. ارتفاع ضغط الدم الرئوي
13. التهاب النخاع الشوكي
14. العقم
15. فقر الدم الشديد
16. اخفاض وزن المواليد
17. الإجهاض
18. الحمل خارج الرحم
19. ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي
20. سرطان الكبد أو المرارة.
ويمكن للبويضات إذا سرت في مجرى الدم أن تصيب الأعضاء الحيوية المختلفة مثل الرئة والقلب والمخ والجهاز العصبي المركزي وتصيب هذه الأعضاء بالتلف وتكرار الإصابة بالمرض قد يحدث مشاكل خطيرة وخاصة إذا استمرت الإصابة لأكثر من عام وذلك بسبب قدرتها على تدمير الأعضاء الحيوية.
الوقاية من البلهارسيا
إن أهم سبل الوقاية تجنب مصادر الماء الملوث في المناطق التي ينتشر فيها المرض، وفي بعض المناطق من العالم تقوم السلطات بمكافحة القواقع التي تعمل كعائل وسيط للدودة وذلك باستخدام مركب يعرف باسم الأكرولين أو بواسطة كبريتات النحاس أو النيكولوزأميد.
وفي مناطق أخرى تنقل السلطات نوع من الأسماك يعرف بإسم أسماك الكراي والتي تتغذى على القواقع التي تعمل كعائل وسيط للمرض، وكل هذه الطرق يجب أن تتم تحت المراقبة والتحكم.
وتعمل منظمة الصحة العالمية على علاج المرض والوقاية منه باستخدام العلاج الجماعية وعلى نطاق واسع في المناطق التي يعد فيها المرض من الأمراض المتوطنة، وتقوم بتقديم العلاج الدوري للمرضى للتقليل من مخاطر انتشاره.
وتستهدف المنظمة شرائح معينة بالعلاج الوقائي ومنها:
- طلاب المدارس في المناطق التي يتوطن فيها المرض.
- الأشخاص الأكثر عرضة للمرض والذيني يضطرون للتعامل مع الماء الملوث مثل العاملين في مجال الزراعة والصيادين.
- الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ينتشر فيها المرض بصورة وبائية.
وتقيس المنظمة درجة انتشار المرض بفحص طلاب المدارس في المناطق المدارية التي ينتشر بها المرض، وفي حالة انتشار المرض بصورة وبائية تعطي المنظمة الدواء بشكل وقائي للسكان كل عام.
ويعد دواء برازيكونتال دواءا مناسبا لكل أنواع البلهارسيا وهو أيضا فعّال وأمن على الصحة ومنخفض التكلفة، وحتى إذا تكررت الإصابة وتم علاجها في مرحلة مبكرة لا يعاني المريض من المضاعفات الخطيرة للمرض.
وتمكنت منظمة الصحة العالمية من التخلص من مرض البلهارسيا في خلال الأربعين عاما الماضية في عدة دول من ضمنها البرازيل وكمبوديا ومصر وموريشيوس وإيران وعمان والأردن والسعودية.
وتضع منظمة الصحة العالمية مرض البلهارسيا ضمن أولوياتها للقضاء على الأمراض المهملة التي تنتشر في المناطق المدارية.
البلهارسيا أحد أسباب الوفاة الرئيسية في العالم
تعد الإصابة بمرض البلهارسيا أحد أسباب الموت الرئيسية على مستوى العالم، وبسبب دورة حياتها الفريدة، تتواجد البلهارسيا في المناطق المدارية وتحت المدارية فقط، ولكن لا يمنع هذا انها تنتشر في مناطق واسعة من العالم.
وتتواجد البلهارسيا من نوع مانسوناي التي تصيب الجهاز الهضمي في 52 دولة مختلفة في أنحاء العالم، وتتواجد الأنواع الأخرى مثل جابونيكوم وميكونجاي التي يمكنها اصابة الجهاز الهضمي في عشرة دول أخرى.
أما بالنسبة للبلهاريسيا من نوع هيماتوبايم والتي تصيب الجهاز البولي فتتواجد في 54 دولة مختلفة حول العالم وتصل أعداد المصابين بالمرض في مختلف أنحاء العالم إلى حوالي 207 مليون شخص في 74 دولة ويظهر على 60% من هؤلاء أعراض المرض بما فيها المضاعفات الخطيرة التي تسببها البلهارسيا.
المراجع:
- Medical News Today : What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis
- (Med Scape : Schistosomiasis (Bilharzia
- Who Int : Schistosomiasis
حنان محمد
حنان محمد تمتلك قاعدة معرفية ذات اساس طبّي, تخرجت من جامعة عين شمس في مصر بتخصص علم الأحياء الدقيقة المجهري عام 1991 و عملت لسنوات عديدة في المختبرات الطبية مما ادى الى اثراء معلوماتها الطبيّة بشكل واسع. وتمتلك حنان محمد مهارات اجراء التحاليال الطبية بأنواعها وتحليل ارتباطاتها ونتائجها بالتغذية والأمراض المختلفة. تعمل حنان مع موقع موثق ككتاتبة محترفة في المجال الطبي المتخصص والتغذية.