الامساك بعد الولادة وعلاجه

اسباب الامساك بعد الولادة وكيفية علاجه والوقاية منه

الامساك بعد الولادة حالة تصيب الكثير من النساء حتى لو لم يعانين منها أثناء الحمل، ويمكن أن يستغرق الإمساك بضعة أيام ثم تعود الأمور إلى طبيعتها من جديد، وهذا يتوقف على سبب الإمساك وكيفية الالتزام بعلاجه.

 

حيث أن البواسير وهرمونات الحمل والتدخل الجراحي سواء في الولادة القيصرية أو المهبلية ومكملات الحديد أثناء الحمل وبعد الولادة يمكن كلها مع غيرها أن تكون من اسباب الامساك بعد الولادة حيث تؤدي تلك التغيرات إلى تلف عضلات قاع الحوض أو وهن في العضلة العاصرة الشرجية أثناء الولادة.

 

أهم أسباب الامساك بعد الولادة

الألم الذي تشعر به المرأة عند التبرز بعد الولادة يمكن أن يزيد من حالة الإمساك سوءا نتيجة خوفها من فتح الجرح، ومن الأسباب الأخرى للامساك بعد الولادة:

 

1. مدة المخاض الطويلة:

يمكن أن يستغرق المخاض من 12-24 ساعة، وكلما كانت فترة المخاض طويلة منذ بدء الشعور بأول آلام في المخاض أو الطَلْق، فعادة ما يتم الامتناع عن الطعام وانعدام الشهية تماما بعد بدء طلْق الولادة.

 

كلما طالت المدة من دون طعام زادت احتمالية بطء حركة الأمعاء وبالتالي الإصابة بالإمساك، كما أن استخدام الحقنة الشرجية يؤدي أيضا إلى الإمساك حيث تتسبب في إفراغ الأمعاء تماما مما يؤدي إلى عدم حركتها والمعاناة من الإمساك.

 

2. الولادة القيصرية:

الولادة القيصرية تؤدي إلى بطء شديد في حركة الأمعاء، مما يستغرق من 3 إلى 4 أيام حتى تعود الامعاء إلى العمل بشكل طبيعي، كما أن الخوف من فتح جرح البطن عند التبرز يزيد من حالة الإمساك.

 

3. التغيرات الهرمونية:

يرتفع مستوى هرمون الاستروجين بشدة أثناء الحمل، ثم تنخفض مستوياته كثيرا أثناء الولادة مما يمكن أن يؤدي إلى الامساك بعد الولادة.

 

4. أدوية التخدير:

يمكن للطبيب سواء أثناء الولادة القيصرية أو المهبلية أن يمنح المرأة بعد أدوية التخدير لتسكين الألم مثل البيثيدين والديامورفين، وهي تساهم في إبطاء حركة الأمعاء أيضا.

(مقال متعلّق)  نصائح بعد الولادة (لا غنى عنها)

 

5. فيتامينات الحمل والرضاعة:

إذا اتخذت قرارا بإرضاع طفلك فإن الفيتامينات التي تؤخذ قبل الولادة مباشرة وأثناء الحمل يمكن أن تسبب الإمساك، لذا إذا كنت من الذين يعانون عموما من بطء حركة الأمعاء فيمكن استشارة الطبيب لوصف أنواع أخرى من المكملات الغذائية أو تقديم نصائح لتقليل الإمساك.

 

6. الولادة بالملقط:

الولادة بالملقط أو جهاز الشفط هي وسيلة لتقليل الحاجة إلى تقلصات الرحم، حيث يتم شفط الجنين بواسطة جهاز وليس دفعه من الرحم بواسطة والدته، وهي لها الكثير من المميزات لكن من اهم مشاكلها التسبب في ضرر كبير للأمعاء يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هضمية ومشكلة عند دخول المرحاض.

 

7. التمزق الشديد أثناء الولادة:

يمكن لجرح الولادة الطبيعية أن يمتد إلى العجان ويتسبب في تمزق شديد مما يتسبب في قرحة داخل تلك المنطقة وتؤدي بالتالي إلى الإمساك.

 

كيف يمكن علاج الامساك بعد الولادة

هناك بعض الطرق التي يمكن لاتباعها سواء في الأسبوع الأخير من الحمل أو بعد الولادة مباشرة أن تخفف إلى حد كبير من حالة الإمساك، ومن هذه الطرق:

 

1. تناول الأطعمة الغنية بالألياف:

تعتبر الأطعمة الغنية بالألياف خط الدفاع الأول ضد الإمساك والمساهمة في علاجه، حيث تحسن كثيرا من حركة الأمعاء، فيمكن لتناول الحبوب والكاملة والخبز والفاصوليا والأرز البني وايضا الفواكه الطازجة والخضروات يوميا أن يقي من الإمساك ويعالجه، كما أن البقول والحمص والعدس وفول الصويا تضم الألياف القابلة للذوبان مما يساعد على حركة أمعاء منتظمة والتخلص من الغازات.

 

2. تناول الكثير من الماء لعلاج الامساك بعد الولادة:

كثرة الماء والسوائل سواء الاعشاب أو العصائر الطازجة تجعل البراز أكثر نعومة فيعبر الأمعاء بسلاسة دون معاناة ويخرج من الجسم دون الحاجة إلى معاناة في دفعه عبر المستقيم.

(مقال متعلّق)  العناية بالجسم بعد الولادة

 

أثناء الولادة تفقد المرأة كمية هائلة من الماء سواء الذي ينزل مع الجنين أو بسبب المجهود الجبار الذي تبذله لساعات متواصلة والألم الذي تشعر به والذي يُنسيها تناول الماء، لذا على المحيطين بها تشجيعها على تناول الماء والعصائر كل نصف ساعة قبل الولادة.

 

وايضا عند الرضاعة الطبيعية لابد من تناول ما لا يقل عن 8 أكواب من المياه يوميا بالإضافة إلى الأعشاب الدافئة عند الاستيقاظ من النوم لتشجيع الأمعاء على التحرك بنعومة وسلاسة.

 

3. تناول البرقوق والخوخ:

البرقوق والخوخ من الفواكه المعروفة بمحتوى الالياف العالي، ويمكن تناولها على شكل عصير أو مجففة أو طازجة للتخلص من الامساك بعد الولادة، كما أنهما يحتويان على مركب السوربيتول وهو بمثابة مليِّن طبيعي ويمكنه المساعدة في تسيير حركة الأمعاء، كما أن الفواكه المجففة عموما مثل الزبيب والمشمش وغيرها يساعد في تخطي هذه الحالة أيضا.

 

5. ممارسة رياضة المشي:

تحريك الجسم والبقاء نشطة بعد الولادة يساعد في التخفيف من الامساك، ومع المعاناة من جرح الولادة وصعوبة التعامل مع الرضيع الجديد فإن المرأة لا تتصور قدرتها على المشي، خصوصا عند الولادة المهبلية حيث احتكاك منطقة الفرج يمكن أن يسبب المعاناة، لذا يمكن تأجيل المشي لما بعد شفاء الجرح، لكن يجب التأكد أن الجلوس لفترة طويلة سيزيد من شدة الإمساك، وبالتالي يمكن أن يزيد من سوء الجرح بعد الولادة.

 

6. مرققات البراز:

ويمكن للأم أن تطلب من الطبيب أو ممرضة التوليد منحها دواء يرقق البراز، وهو عادة يوصف إذا كانت تعاني من البواسير أو تمزق شديد في العضلة العاصرة.

 

7. الرضاعة الطبيعية:

يمكن للانتظام في الرضاعة الطبيعية أن يحفز الرحم على الانقباض مما يؤثر بشكل إيجابي على حركة الأمعاء.

 

8. تجنب الأطعمة المصنعة:

المعجنات والخبز الأبيض ورقائق البطاطس والشوكولاتة والبرجر، وغيرها من أطعمة عالية السكريات والدهون مثل الآيس كريم والجبن يجب الابتعاد عنها تماما في آخر فترة من الحمل وبعد الولادة للوقاية من الامساك وتقليل مخاطره.

(مقال متعلّق)  الفتور الجنسي بعد الولادة

 

9. عدم تجاهل الرغبة في التبرز:

إن الخوف من فتح الجرح بعد الولادة يمكن أن يؤدي بالأم إلى محاولة تأجيل التبرز وتجاهل الأمر، وهذا يجعل الحالة أكثر سوءا، فكلما بقي البراز في الأمعاء زاد امتصاص الماء من البراز وأصبح أكثر جفافا وبتالي يُصبح خروجه مستحيله، لذا لابد من دخول المرحاض فور الشعور بتحرك الأمعاء ومحاولة إخراج أي شيء حتى لا يتراكم داخل الأمعاء.

 

لابد من الجلوس بشكل صحيح على المرحاض ومحاولة تجاهل الخوف من الألم حتى لا تزيد حالة الإمساك سوءا كما أن منطقة العجان تكون شبه مخدرة بعد الولادة بسبب تلف الأعصاب بها فيمكن ألا تشعري بأي ألم، كما يمكن رفع الركبتين إلى البطن لتحريك الأمعاء ومحاولة إخراج جزء صغير في البداية.

 

وعموما فإن الامساك بعد الولادة لا يكون عادة حالة خطيرة، ويُشفى خلال يومين أو 4 أيام على الأكثر، ولكن في بعض الاحيان يمكن أن يكون مؤشرا على حالة صحية خطيرة وذلك إذا استمر لأكثر من 5 أيام، أو ارتبط بنوبات إسهال شديد، أو ألم شديد في البطن، كما أن رؤية مخاط أو دم في البراز يستدعي استشارة الطبيب فورا دون تأخر للبحث عن الأسباب وعلاجها وتجنب المضاعفات.

 

المراجع:

  1. Mom Junction: Postpartum Constipation: How Long Does It Last & How To Treat It