الاضطرابات النفسية : انواعها

تعريف الاضطرابات النفسية

يستخدم مصطلح ( الاضطرابات النفسية ) أحيانا للإشارة إلى ما هو أكثر شيوعا والمعروف باسم الاضطرابات الذهنية أو الاضطرابات العقلية، والاضطرابات النفسية هي أنماط من الأعراض السلوكية أو النفسية التي تؤثر على مجالات متعددة من الحياة، وهذه الاضطرابات تخلق ضائقة للشخص الذي يعاني من هذه الأعراض، وفي حين أنها لا يوجد قائمة شاملة لكل الاضطرابات النفسية،

 

و لكن القائمة التالية تشمل بعض الفئات الرئيسية من الاضطرابات المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، والنسخة الأخيرة من هذا الدليل التشخيصي تم إصدارها في مايو من عام 2013، و يعتبر الدليل التشخيصي والإحصائي واحد من أكثر النظم استخداما على نطاق واسع لتصنيف الاضطرابات النفسية كما أنه يوفر معايير تشخيص موحدة.

 

اضطرابات النمو العصبي

 

هي تلك الاضطرابات النفسية العصبية التي يتم تشخيصها عادة خلال مرحلة الرضاعة أو الطفولة أو المراهقة، وتشمل الاضطرابات النفسية التالية:

 

1) الإعاقة الفكرية:

نوع من الاضطرابات النفسية و يعرف باضطراب النمو الفكري وكان يشار إليها سابقا بالتخلف العقلي، وهذا النوع من الاضطراب التنموي ينشأ قبل سن 18 عاما، ويتميز بقيود في كل من الأداء الفكري والسلوكيات التكيفية، وغالبا ما يتم تحديد القيود على الأداء الفكري من خلال استخدام اختبارات الذكاء، حيث تشير درجة الذكاء بين 70 و 75 في كثير من الأحيان إلى وجود قيود، والسلوكيات التكيفية هي تلك التي تنطوي على المهارات العملية اليومية مثل الرعاية الذاتية والتفاعل الاجتماعي والمهارات المعيشية.

 

2) التأخير التنموي العالمي:

و هو تشخيص الإعاقة التنموية لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وتتعلق هذه التأخيرات بالإدراك، والأداء الاجتماعي، والكلام، واللغة، والمهارات الحركية، وينظر عموما باعتباره التشخيص المؤقت للأطفال الذين لا يزالون صغارا جدا لاتخاذ اختبارات الذكاء القياسية، ولكن بمجرد وصول الأطفال إلى السن الذي يكونون قادرين فيه على إجراء اختبار ذكاء موحد قد يتم تشخيصهم بإعاقة ذهنية.

 

3) اضطرابات التواصل:

و هي تلك الاضطرابات التي تؤثر على القدرة على استخدام وفهم واكتشاف اللغة والكلام، ويحدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية أربعة أنواع فرعية مختلفة من اضطرابات التواصل وهي: اضطراب اللغة، واضطراب صوت الكلام، واضطراب كلام الطفولة مثل التأتأة، واضطراب الاتصالات الاجتماعية.

 

4) اضطراب طيف التوحد:

و يتميز بالعجز المستمر في التفاعل الاجتماعي والتواصل في مجالات الحياة المتعددة، فضلا عن أنماط محدودة ومتجددة من السلوكيات، ويشير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلى أن أعراض اضطراب طيف التوحد يجب أن تكون موجودة خلال فترة النمو في وقت مبكر، وأن هذه الأعراض قد تسبب ضعف كبير في مجالات هامة من الحياة بما في ذلك الأداء الاجتماعي والمهني.

 

(مقال متعلّق)  الامراض النفسية : انواعها و دلالاتها

5) اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

نوع من الاضطرابات النفسية و يتميز بنمط مستمر من فرط النشاط أو الاندفاع أو عدم الانتباه الذي يتعارض مع العمل ويكون في اثنين أو أكثر من المواقف في المنزل والعمل والمدرسة إلى جانب المواقف الاجتماعية، ويشير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلى أن العديد من هذه الأعراض يجب أن تكون موجودة قبل سن ال 12 وقد يكون لها تأثير سلبي على الأداء الاجتماعي أو المهني أو الأكاديمي.

 

الاضطرابات ثنائية القطب

 

1) الاضطراب ثنائي القطب:

من الاضطرابات النفسية و يتميز بالتحولات في المزاج وكذلك التغيرات في مستويات النشاط والطاقة، وغالبا ما يؤدي هذا الاضطراب إلى حدوث تحولات بين المزاج المرتفع وفترات الاكتئاب، ويمكن أن تكون هذه الأمزجة مرتفعة بشكل واضح ويشار إليها إما بالهوس أو الهوس الخفيف، وبمقارنة النسخة السابقة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية مع الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس، سيتضح لنا أن معايير النوبات الهوسية والهوس خفيف تشمل زيادة التركيز على التغيرات في مستويات الطاقة والنشاط وكذلك التغيرات في الحالة المزاجية.

 

2) الهوس:

و يتميز بشعور مفرط متحمس بشكل مبالغ فيه، كما تتسم فترات الهوس أحيانا بمشاعر الإلهاء، والتهيج، والثقة المفرطة، والناس الذين يعانون من الهوس هم أيضا أكثر عرضة للانخراط في الأنشطة التي قد يكون لها عواقب سلبية على المدى الطويل مثل القمار والتسوق المسرف.

 

3) نوبات الاكتئاب:

و تتميز بمشاعر الحزن الشديد والذنب والتعب والتهيج، وخلال فترة الاكتئاب قد يفقد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يتمتعون بها في السابق، كما أنهم يواجهون صعوبات في النوم إلى جانب معانتهم من الأفكار الانتحارية، وقد تكون نوبات الهوس والاكتئاب مخيفة لكل من الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض وكذلك الأسرة والأصدقاء، والأحباء الآخرين الذين يراقبون هذه السلوكيات والتحولات المزاجية، ولحسن الحظ هناك العلاجات المناسبة والفعالة، والتي غالبا ما تشمل كل من الأدوية والعلاج النفسي، والتي يمكن أن تساعد الناس الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب على إدارة أعراضهم والتخلص منها.

 

اضطرابات القلق

 

اضطرابات القلق هي تلك الاضطرابات التي تتسم بالخوف المفرط والمستمر، و القلق الشديد، والاضطرابات السلوكية ذات الصلة، و هي نوع من انواع و ه من الاضطرابات النفسية . كما أن الخوف سيؤدي إلى استجابة عاطفية للتهديد، سواء كان هذا التهديد حقيقيا أو متصورا، وينطوي القلق على توقع حدوث تهديد مستقبلي، وفي دراسة واحدة نشرت في أرشيف الطب النفسي العام تشير التقديرات إلى أن 18 في المئة من البالغين يعانون من اضطراب قلق واحد على الأقل، وتشمل أنواع اضطرابات القلق ما يلي:

 

1) اضطراب القلق العام:

و الذي يتميز بالقلق المفرط بشأن الأحداث اليومية، في حين أن بعض التوتر والقلق هو جزء طبيعي وشائع في الحياة، وفي العادة يتعارض هذا القلق المفرط مع حياة الشخص وعمله.

(مقال متعلّق)  تعريف المرض النفسي و انواعه

 

2) الخوف من الأماكن المكشوفة:

نوع من انواع الاضطرابات النفسية و يتميز بخوف واضح من مجموعة واسعة من الأماكن العامة، والناس الذين يعانون من هذا الاضطراب غالبا ما يخشون من أنهم سوف يعانون من هجوم شديد بحيث قد يكون الهروب صعبا، ومن ثم يحاول أولئك الذين يعانون من الخوف من الأماكن المكشوفة غالبا إلى تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى هجوم القلق، وفي بعض الحالات يمكن لسلوك التجنب هذا أن يصل إلى نقطة لا يستطيع الفرد فيها حتى مغادرة منزله.

 

3) اضطراب القلق الاجتماعي:

وهو اضطراب نفسي شائع إلى حد ما يؤدي إلى خوف غير عقلاني من المراقبة أو الحكم، ويمكن أن يكون للقلق الناجم عن هذا الاضطراب تأثير كبير على حياة الفرد ويجعل من الصعب عليه التأقلم في المدرسة والعمل وغيرها من الأماكن الاجتماعية.

 

4) الرهاب المحدد:

والذي يتسم بالخوف الشديد من كائن معين أو الوضع في البيئة، بعض الأمثلة على الرهاب المحدد الشائع تشمل الخوف من العناكب، والخوف من المرتفعات، أو الخوف من الثعابين، كما أن الأنواع الأربعة الرئيسية من الرهاب المحدد تشمل الخوف من الأحداث الطبيعية مثل الرعد والبرق والأعاصير، أما الرهاب الطبي فقد يشمل الخوف من الإجراءات الطبية، وإجراءات طب الأسنان، والمعدات الطبية.

 

ورهاب الحيوانات يشمل الخوف من الكلاب والثعابين والبق، أما رهاب المواقع فيشمل الخوف من المساحات الصغيرة، وترك المنزل، والقيادة، وعندما يواجه الشخص المصاب بالرهاب كائن أو وضع رهابي قد يشعر بالغثيان ويرتجف، وتزداد معدل ضربات قلبه بشكل سريع، إلى جانب خوفه من الموت.

 

5) اضطراب الهلع:

وهو اضطراب نفسي من الاضطرابات النفسية , يتميز بنوبات الذعر التي غالبا ما يبدو أنها نابعة من الحزن و الاكتئاب وبدون سبب على الاطلاق، وبسبب هذا فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع غالبا ما يعانون من القلق والانشغال بشأن احتمال وجود هجوم آخر للذعر، ولذلك فقد يبدأ الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب في تجنب المواقف والأماكن التي وقعت فيها الهجمات في الماضي أو حيث قد تحدث في المستقبل، وهذا يمكن أن يخلق انحطاطات كبيرة في العديد من مجالات الحياة اليومية ويجعل من الصعب تنفيذ الروتين العادي.

 

6) اضطراب قلق الانفصال:

و هو نوع من اضطراب القلق الذي يؤدي إلى الخوف الشديد أو القلق المرتبط بالانفصال عن شخصيات معينة، في الغالب ما يكون الناس على دراية بفكرة قلق الانفصال من حيث صلته بخوف الأطفال الصغار من الابتعاد عن والديهم

 

و يمكن للأطفال الأكبر سنا والبالغين أن يمروا بذلك أيضا، لكن عندما تصبح هذه الأعراض شديدة لدرجة أنها تتداخل مع الأداء العادي، يمكن تشخيص الفرد باضطراب قلق الانفصال، ومن ثم فإن الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض قد يتجنب الابتعاد عن المنزل أو الذهاب إلى المدرسة أو الزواج بسبب قلقله من فكرة الانفصال عن الحبيب أو الصديق.

(مقال متعلّق)  امراض نفسيه تصيب المراهقين

 

اضطرابات ما بعد الصدمة

 

وتشمل الاضطرابات المرتبطة بالصدمات النفسية عند التعرض لحادث مجهد أو مؤلم، وتشمل الاضطرابات المدرجة في هذه الفئة ما يلي:

 

1) اضطراب الإجهاد الحاد:

من الاضطرابات النفسية و الذي يتسم بظهور قلق شديد في غضون شهر واحد بعد التعرض لحادث صادم مثل الكوارث الطبيعية والحروب والحوادث والتعرض للموت، ونتيجة لذلك قد يواجه الفرد أعراض انفصالية مثل إحساس الواقع المتغير، إلى جانب معاناته من مشاهد حية من الحادث والتي تطارد خياله باستمرار، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ردود فعل عاطفية سلبية وذكريات مؤلمة من الصدمة.

 

2) اضطرابات التكيف:

والتي يمكن أن تحدث كرد فعل على تغيير مفاجئ مثل الطلاق، وفقدان الوظيفة، ونهاية علاقة غرامية، أو فقدان شخص ما أو خيبة أمل أخرى، وهذا النوع من الاضطرابات النفسية يمكن أن يؤثر على كل من الأطفال والبالغين، ويتميز بأعراض مثل القلق، والتهيج، والمزاج المكتئب، والقلق، والغضب، واليأس، ومشاعر العزلة.

 

الاضطرابات الإنفصامية

 

هي تلك الاضطرابات النفسية التي تنطوي على التفكك أو الانقطاع في جوانب الوعي، بما في ذلك الهوية والذاكرة، وتشمل الاضطرابات الانفصامية ما يلي:

 

1) فقدان الذاكرة الانفصالي:

من الاضطرابات النفسية الانفصامية و يتسم بفقدان مؤقت للذاكرة نتيجة للانفصال، والتي قد تستمر لفترة قصيرة فقط أو لسنوات عديدة، وهو نتيجة لنوع من الصدمات النفسية، وفقدان الذاكرة الانفصالي هو اضطراب أكثر من مجرد نسيان بسيط، وأولئك الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يتذكرون بعض التفاصيل حول الأحداث، ولكن قد لا يتذكرون أي تفاصيل أخرى حول فترة محددة من الزمن.

 

2) اضطراب الهوية الانفصامية:

و المعروف سابقا باسم اضطراب الشخصية المتعدد، ويتسم بوجود اثنين أو أكثر من هويات أو شخصيات مختلفة، وكل من هذه الشخصيات لديه طريقته الخاصة في الإدراك والتفاعل مع البيئة، والناس الذين يعانون من هذا الاضطراب يحدث لهم تغييرات في السلوك، والذاكرة، والتصور، والاستجابة العاطفية، والوعي.

 

اضطراب الأعراض الجسدية

كان يشار إليه في السابق تحت عنوان الاضطرابات الجسدية، واضطرابات الأعراض الجسدية هي فئة من الاضطرابات النفسية التي تنطوي على أعراض جسدية بارزة قد لا يكون لها سبب مرضي قابل للتشخيص، ولكن على النقيض من الطرق السابقة لتصور هذه الاضطرابات على أساس عدم وجود تفسير طبي للأعراض الجسدية، يؤكد التشخيص الحالي على وجود أفكار ومشاعر وسلوكيات سلبية والتي تحدث ردا على هذه الأعراض.

 

اضطرابات الأكل

وتتميز هذه الاضطرابات بمخاوف وسواسية حول الوزن وأنماط الأكل التخريبية التي تؤثر سلبا على الصحة البدنية والعقلية.

 

اضطرابات النوم

حيث تتسم هذه الاضطرابات بانقطاع في فترات وأنماط النوم والتي تؤدي إلى الضيق والتأثير على أداء النهار.

 

المراجع:

  1. verywell : A List of Psychological Disorders