الارق للحامل في الشهر الخامس وأسبابه وكيفية التغلب عليه

تتراجع مشكلة الارق في الشهر الخامس للكثير من السيدات، حيث حيث يبدأ الجسم في الاعتياد على التغيرات الهرمونية التي حدثت، وتستقر الهرمونات إلى حد كبير، فإذا عانت الام من الأرق طوال الثلث الأول من الحمل نتيجة التغيرات الجسدية الكثيرة.

 

فإن الأمر يبدأ في الاستقرار عادة في نهاية الشهر الرابع وبداية الخامس، ولكن للأسف يمكن أن يستمر الارق للحامل في الشهر الخامس نتيجة الكثير من الظروف الأخرى سواء الناتجة عن وضع الجنين وطريقة سيير الحمل عموما أو الضغوط الأخرى التي تتعرض لها المرأة.

 

اسباب الارق للحامل في الشهر الخامس

يمكن أن تنحصر اسباب الارق للحامل في الشهر الخامس في:

 

1. تشنجات الساق:

يمكن للمرأة في الثلث الثاني من الحمل أو في الشهر الخامس أن تعاني من تشنجات في الساق نتيجة بدء زيادة وزن الجنين وإرهاق العضلات ويزيد الأمر سوءا إذا لم تكن الأم تتناول الغذاء الصحي والذي يؤدي إلى وهن في العضلات وعدم القدرة على تحمل زيادة وزنها ووزن الجنين وزيادة الدم في الجسم.

 

2. التبول الليلي:

المفترض أن تقل رحلات التبول الليلي للحامل في الشهر الخامس، حيث يكون الرحم قد صعد من الحوض، وفي الوقت نفسه لم يكبر حجم الجنين للدرجة التي تضغط على المثانة.

 

رغم ذلك يمكن لبعض النساء أن تستمر في الحاجة إلى كثرة التبول بعد الوصول إلى الشهر الخامس نتيج سمات شخصية ربما لا تتعلق بالحمل مثل زيادة أملاح الجسم أو عدم التعرق أو حتى برودة الجو أو التهاب المثانة والمسالك البولية أو أي شيء آخر.

 

3. انسداد الأنف:

بعض الأمهات يكتسبن وزنا أكثر بكثير من الطبيعي في الثلث الأول من الحمل، مما يؤثر بالتالي على الرئة والتنفس أثناء الليل مع دخول الثلث الثاني أو في الشهر الخامس، حيث يزيد الشعور بانسداد الأنف وعدم القدرة على التنفس مما يؤدي بالطبع إلى الأرق.

 

لذا إذا كنتي تعانين من انسداد الأنف في الشهر الخامس فيمكن استخدام محلول ملحي لتقطيره في الأنف قبل النوم لتسليك الممرات الهوائية وتطهيرها من أي شوائب وزيادة القدرة على التنفس، ويكون بخلط نصف ملعقة من الملح على كوب من الماء الدافئ واستخدام قطارة لتقطير نطقتين أو ثلاثة في كل فتحة.

 

4. حركة الجنين:

تشعر معظم النساء الحوامل ببدء حركة الجنين بين الأسبوع الـ16 والـ24 من الحمل، وإذا كان الطفل شديد النشاط ليلا فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى أرق شديد لوالدته أو إيقاظها أكثر من مرة خلال الليل من شدة الضربات، وتزيد هذه الحالة إذا كانت الأم شديدة النشاط نهارا وتسترخي تماما في الليل.

 

حيث يمكن للحركة المنتظمة للأم أن تساعد في نوم الجنين نهارا ثم يستيقظ عندما تخفت الحركة، لذا يمكن تقسيم المهمات خلال النهار بحيث تعمل بعض الوقت وترتاح ساعة أو أكثر ليستيقظ الجنين ولا يظل نائما طوال النهار ويستيقظ ليلا ليبدأ مهمة الركل من جديد.

 

5. استمرار حالة الغثيان وحرقة المعدة:

من المفترض أن تقل حالة الغثيان كثيرا بعد الشهر الثالث، ولكن يمكن لبعض العادات الغذائية الخاطئة والتوتر أثناء الحمل أن يجعل هذه الحالة مستمرة وتعاني المرأة وقتها من حرقة في المعدة نتيجة ارتفاع أحماض المعدة، وتزيد هذه الحالة عند الاستلقاء والنوم ليلا، لذا يمكن تناول وجبات صغيرة كل ساعتين على الأكثر لتنظيم حموضة المعدة وتقليل الشعور بالغثيان ومن ثم الحصول على ساعات نوم جيدة.

 

6. القلق من الإنجاب:

يمكن أن يكون القلق على الجنين والخوف من الحمل والإنجاب عموما من أسباب الارق للحامل في الشهر الخامس ويزيد الأمر سوءا في حالة المرور بتجربة اجهاض سابقة أو يكون الحمل غير مستقرا أو يكون من خلال التلقيح الصناعي فيزيد قلق الأم وتعرضها إلى الأرق.

 

كيف يمكن علاج الارق للحامل في الشهر الخامس

كما ذكرنا فإن الطبيعي أن تقل مشكلة الارق للحامل في الشهر الخامس، لكن إذا استمرت يمكن لبعض التقنيات البسيطة أن تساعد في حل المشكلة:

 

1. التمارين الرياضية:

يمكن لممارسة بعض التمارين المخصصة للحامل أن تساهم في زيادة قدرتها على التنفس ليلا بشكل أفضل وتجنب انسداد الأنف، كما تساعد التمارين خلال فترة النهار على الاسترخاء ليلا والتخلص من كل التوتر الذي تصاب به الحامل أثناء اليوم ويقلل من قدرتها على النوم بعمق مما يؤثر على صحتها عموما وتزيد بالتالي مشكلة الأرق.

 

2. اليوجا وأساليب الاسترخاء:

يمكن لتعلم أساليب الاسترخاء والتخلص من التوتر وممارسة اليوجا أن يقلل من قلق الأم الحامل على جنينها، ويجعلها تتعامل بشكل أسهل مع الضغوط اليومية التي تتعرض لها وبالتالي زيادة قدرتها على حل المشاكل أو حتى زيادة قدرتها على تجاهلها وبالتالي تنام بشكل أسرع ليلا.

 

3. تصغير حجم الوجبات:

من الطبيعي أن تشعر المرأة برغبة شديدة في تناول الطعام بعد انتهاء الشهر الثالث وتراجع الشعور بالغثيان، ولكن هذا لا يعني الشراهة الشديدة في الطعام، حيث سيؤدي هذا إلى عسر الهضم وحرقة المعدة، لذا يمكن أن تحاول المرأة تناول وجبة صغيرة بحجم كف اليد كل ساعتين، وذلك لهضم أفضل وضبط مستوى السكر في الدم وعدم الشعور بالغثيان ولا بحرقة المعدة، وبالتالي النوم دون مشاكل ليلا.

 

4. اتخاذ وضع نوم مناسب:

أفضل وضع للنوم للحامل هو الجانب الأيسر، حيث يقلل من تشنجات الساق وآمن على الجنين ويساعد على تدفق الدم جيدا، كما يجب الحذر الشديد من النوم على البطن أو الظهر بعد الأسبوع الـ16 من الحمل حيث يمكن للجنين أن يضغط على الوريد الأجوف ويتسبب في الاغماء أو انقطاع التنفس. كما يمكن لوضع وسائد إضافية بين الساقين أن يدعم منطقة الحوض والوركين ويقلل من الضغط عليهما أثناء النوم.

 

5. تثبيت موعد النوم والاستيقاظ:

يمكن لدخول الفراش يوميا في نفس الموعد وتهدئة الأضواء تماما والاسترخاء وقراءة كتاب خفيف أو تشغيل فيلم مسلٍ أن يساهم في الحصول على نوم جيد، وبمجرد استخدام الروتين لمدة أسبوع أو 10 ايام ستشعري أن جسمك يتثاقل قبل موعد النوم ويتهيأ للاستلقاء ويدخل في النوم سريعا.

 

كما لابد من تجنب الأنشطة المكثفة قبل النوم بـ3 أو 4 ساعات على الأقل، فجيب أن تكوني في قمة النشاط نهارا لإنجاز مختلف الاعمال المطلوبة ثم ممارسة أعمال خفيفة وأنت جالسة بقية اليوم.

 

6. ممارسة العادات الجيدة:

يمكن لتناول حليب دافئ قبل النوم أو يساعدك على الاسترخاء، كما يمكن لتجنب القهوة والكافيين خلال اليوم أن يقلل من الأرق أيضا، وعدم تناول الأطعمة السكرية لأنها تزيد من النشاط ليلا وتزيد من نشاط الجنين أيضا فتبدأ الركلات الليلية التي لا تنتهي.

 

لذا يمكن تناول كوب واحد فقط من القهوة بعد الإفطار، والامتناع عنها طوال اليوم وأي مصدر آخر للكافيين مثل الشوكولاتة أو الشاي الأخضر حيث يزيد من الأرق ويعيق القدرة على النوم.

 

كما أن استخدام غرفة النوم للنوم فقط وليس للجلوس على الأجهزة اللوحية أو العمل يساعد في اعتياد المخ على أنها مصدر للراحة وليس النشاط مع تهدئة الأضواء تماما، ويمكن أن تضعي قطعة من القطن في الأذن حتى يقل التأثر بأي صوت إلى جوارك أو في المنزل.

 

المراجع:

1. Baby Center: Sleep in the second trimester