اكزيما الوجه : الاعراض والعلاج
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
اكزيما الوجه
غني عن القول أن التهاب الجلد التأتبي، المعروف بالأكزيما، ليست حالةً جيدة بأي شكل من الأشكال ولكن عندما تصاب بهذه الحالة التي تظهر فيها بثور حمراء وحكة على وجهك بالتحديد.
فإن ذلك يجعل الأمر أكثر إحباطًا ويستحيل تجاهله في حين لا توجد دراسة تقيم مدى انتشار اكزيما الوجه على وجه التحديد؛ حيث يقول طبيب الأمراض الجلدية في مدينة نيويورك نيل ساديك إنه يعتقد أن هذا المرض يؤثر على حوالي ثلث سكان العالم.
ومثل الإصابة بحب الشباب، فإن وجود اكزيما الوجه مؤلم ويمكنه أن يكون قاتلًا للثقة بالنفس، كما لو كنا مضطرين للاعتقاد بأن عيوب وأمراض البشرة شيء يجب أن نخفيه ونشعر بالخجل منه ومع ذلك فإن أي شخص تصيبه اكزيما الوجه يعرف كيف بإمكانها أن تكون مرهقةً لعواطفه وإحساسه بالثقة في نفسه. ولكن الأخبار السارة هي أنك لست وحدك.
وهناك حلول لهذه الحالة، بالإضافة إلى طرق مختلفة لإبقائها تحت السيطرة وسنعرف في هذا المقال ما الذي يسبب بالضبط اكزيما الوجه، وما الذي يحفز الحالة، والأهم من ذلك كيفية إبقاء الأعراض تحت السيطرة.
كيف أعرف ما إذا كنت مصابًا باكزيما الوجه
صدق أو لا تصدق، فإن واحدة من أكثر الجوانب تعقيدا في اكزيما الوجه هو معرفة ما إذا كنت مصابًا بها بالفعل؛ فقد يكون جفاف جلدك أو تهيجه ناتجًا عن رد فعل سيئ لمنتج تجميلي تستخدمه، أو ناتجًا عن الطقس القاسي، أو بعض العوامل الشائعة الأخرى التي يمكن أن تؤثر على صحة الجلد.
قد يكون من الصعب التمييز بين الاثنين؛ حيث أن الجلد المتأثر بالإكزيما يكون جافًا ومتهيجًا ،لكن بوجه عام لا يتهيج الجلد الجاف ويسبب حكة في نفس مستوى الأكزيما، وسيستجيب بسهولة إلى المرطبات ومستحضرات العناية بالبشرة كما تقول سيجال شاه، أخصائية أمراض جلدية في مدينة نيويورك.
ويضيف نيل ساديك أنه بخلاف تقشر الجلد وبهتانه والضيق المرتبط بجفاف الجلد، فإن اكزيما الوجه عادةً ما تسبب حكة شديدة وتشقق الجلد وحتى النزيف، فإذا كنت لا تزال في حيرة من أمرك، أو تريد رأيًا آخر، فاذهب إلى طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك لتكتشف إصابتك من عدمها بالتأكيد.
ما هو التهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)؟
التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما التأتبية هو مرض مزمن غير معدي، حيث يكون الجلد على الوجه و / أو الجسم دائمًا جافًا وتشعر فيه بالحكة وسريع التهيج. بمعنى آخر، هو مرض التهابي، وهو مرض يزداد انتشارًا خاصةً في العالم الغربي. ويؤثر على 10% من سكان العالم (بين 10-20% من الأطفال و 2-5% من البالغين)، وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية زادت الحالات المصابة بنسبة 200-300%.
الأطفال الصغار هم الأكثر تضررًا من هذا المرض. حيث يتعرض 90% من المرضى لأعراض المرض قبل سن الخامسة، و 80% قبل عمر السنتين وفي الأطفال الصغار والرضع تكون أكثر مناطق الجلد تضررًا هي الوجه، ومع تقدمهم في السن قد ينتشر الطفح الجلدي إلى باقي أجزاء الجسم.
ويؤثر التهاب الجلد التأتبي على الوجه في جميع الأعمار، وعادةً ما يظهر على شكل بقع جافة ومتقشرة على فروة الرأس والجبهة وحول العينين وخلف الأذنين. كما أن تفشي المرض بشكل واسع يكون شائعًا جدا على الخدين، خاصة عند الرضع.
تختلف الأعراض من شخص لآخر، ومن موسم إلى آخر، وحتى من يوم لآخر. يصف المصابون مرحلتين متميزتين عند الإصابة بهذه الحالة، غير نشط وحاد عند حدوث حالات التهيج الحادة، يختبر المريض: الحكة الشديدة، وإحمرار الجلد، وتقشر الجلد، والتورم، والتقرح، وحتى ربما النزيف بشكل بسيط.
خلال مرحلة عدم نشاط المرض، تكون الأعراض جفاف البشرة، وتقشرها بشكل بسيط، وتهيجها، وقد تحتوي المنطقة المصابة على شقوق صغيرة ملتئمة بالإضافة إلى المشاكل التي يسببها تهيج الجلد نفسه.
يمكن أن يؤدي التهاب الجلد التأتبي إلى المزيد من المشاكل الجسدية والنفسية مثل قلة النوم والتعرض للعنصرية والضغط النفسي والافتقار العام إلى الثقة بالنفس، خاصة في حالة التهاب الجلد التأتبي للوجه أو اكزيما الوجه ايضاً.
ما هي أسباب اكزيما الوجه
مصطلح الاكزيما يشير إلى مجموعة من الحالات التي تتسبب في أن إحمرار الجلد، والشعور بالحكة، وتقشر الجلد والتهابه. وهناك عدة أنواع أيضا. التهاب الجلد التأتبي، وهو شكل غالباً ما يظهر في مرحلة المراهقة وهو أكثر انتشاراً بين أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للحالة، وهو النوع الأكثر شيوعاً.
غالباً عندما يقول الناس الأكزيما، ففي هذه الحالة هم يشيرون إلى التهاب الجلد التأتبي، والذي يمكن أن يصيب الوجه. ومع ذلك، فإن التهاب الجلد التماسي يمكن أن يؤثر أيضًا على الوجه؛ حيث أن هناك عددًا لا يحصى من الأشياء التي يمكن أن تحفز نوبات التهيج للمرض، بما في ذلك الطقس البارد، والماء الساخن، والحساسيات الغذائية، والتعرض للشمس، والعرق، والإجهاد، إلخ..
لا يوجد سبب واحد محدد للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي. وللأسف لا يوجد له علاج حتى الآن. ومع ذلك فإن تجنب المحفزات، والرعاية المكثفة الاستباقية اليومية يمكن أن يطيل أمد المراحل الصحية من الجلد التأتبي.
في حين أن العلاج المكثف يوفر الراحة السريعة والشفاء من أعراض نوبات التهيج للمرض هناك عدد من النظريات الوراثية والبيئية التي ربما تفسر لماذا يصاب بعض الناس بالتهاب الجلد التأتبي بينما لا يصاب به آخرون، وتشمل:
1. الروابط الجينية:
التهاب الجلد التأتبي هو أكثر أشكال الأكزيما شيوعًا، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالربو وحمى القش.
2. المناخ / التلوث:
يبدو أن العيش في بلد متقدم، أو مدينة (خاصة ذات مستويات تلوث عالية)، أو مناخ بارد يزيد من مخاطر الإصابة بالمرض. على سبيل المثال يتضاعف احتمال إصابة الأطفال الجامايكيين الذين يعيشون في لندن بالتهاب الجلد التأتبي عن كأولئك الذين يعيشون في جامايكا.
3. نوع الجنس:
الإناث أكثر عرضة قليلاً للإصابة بالمرض من الذكور.
4. عمر الأم عند ولادة الطفل:
كلما تقدمت الأم في العمر عند ولادة الطفل، كلما زادت احتمالات إصابة الطفل بالتهاب الجلد التأتبي فإذا كان كلا الوالدين مصابين بالتهاب الجلد التأتبي، فإن طفلهما لديه فرصة بنسبة 60-80٪ لوراثة هذا المرض.
هناك أربعة عوامل مسببة لمرض اكزيما الوجه كالآتي
-
نقص بروتين الفيلاجرين الوراثي، النقص في عوامل الترطيب الطبيعية (NMF) مثل الأحماض الأمينية.
-
تعطيل استقلاب الدهون في البشرة (سيراميد والكوليسترول والأحماض الدهنية الحرة) وضعف تكوين الدهون في البشرة.
-
نمو البكتيريا وإفراز المستضدات الفائقة.
-
التأثيرات البيئية مثل المهيجات والمواد المسببة للحساسية والتلوث.
البشرة الجافة والمتهيجة تؤدي إلى الالتهاب والحكة. الحكة المستمرة يمكن أن تؤدي إلى خدش الجلد. وهذا يعطل حاجز الجلد، مما يؤدي إلى بيئة رطبة تنمو فيها البكتيريا. وهذا بدوره يسبب التهيج والحكة والالتهابات اللاحقة. وهكذا تستمر الدورة التأتبية وهناك عدد من التأثيرات الأخرى التي يمكن أن تفاقم الأعراض الموجودة، على الرغم من أن هذه تختلف من شخص لآخر. وهي كالآتي:
-
بعض الأطعمة والمشروبات (خاصة منتجات الألبان والمكسرات والمحار والكحول).
-
المواد المسببة للحساسية (العث المنزلي، وحبوب اللقاح و / أو الغبار).
-
الفورمالدهيد.
-
بعض أنواع المنظفات.
-
الضغط النفسي.
-
الأرق.
-
التعرق.
-
دخان السجائر.
علاج اكزيما الوجه
يتطلب علاج الاكزيما الفعال تشخيصًا دقيقًا لنوع الاكزيما لديك؛ حيث أن أكثر من نوع من الأكزيما يمكن أن يصيبك في نفس الوقت، وفي الحالات الصعبة سوف تحتاج نصيحة طبيب الامراض الجلدية ليس هناك حاجة لإجراء اختبارات محددة عادةً، ما لم يكن هناك اشتباه في إصابتك بالتهاب الجلد التحسسي وبشكل عام يشمل علاج اكزيما الوجه ما يلي:
1. تجنب السبب إذا كان معروفًا لك:
على سبيل المثال تجنب المواد الكيميائية المسببة للحساسية، أو استخدام واقيات الشمس المناسبة للحد من التعرض لأشعة الشمس.
2. الاستخدام المنتظم لملطفات البشرة (المرطبات):
وقد تكون على شكل مراهم دهنية (للبشرة الجافة جدا)، أو بعض الكريمات الأقل دهنية للأشخاص الآخرين، ويفضل بعض الأشخاص استخدام الكريمات على الوجه خلال النهار، والمراهم أثناء الليل تجنب استخدام الصابون العادي، واستخدام بدائل الصابون مثل المرهم الاستحلابي، حيث يمكن أيضا استخدامها من قبل الرجال كبدائل للصابون عند الحلاقة.
3. استخدام أخف مرهم أو كريم ستيرويدي موضعي:
يمكن أن يكون فعالًا مع حالتك، إذا كانت المرطبات وحدها غير مفيدة بالنسبة لك، ومن الأفضل استخدام هذه الأدوية فقط على الوجه تحت اشراف الرعاية الطبية من قبل طبيب الأمراض الجلدية، ومن الممكن أن تستخدم الستيرويدات الموضعية ذات القوة المتوسطة فقط على الوجه إذا وصفها لك طبيب الأمراض الجلدية.
كما ينبغي مراعاة تجنب استخدام الستيرويدات الموضعية القوية، ما عدا في بعض الظروف الأكثر استثنائية وبالطبع تحت الإشراف الكامل لطبيب الأمراض الجلدية بسبب ان الستيرويدات الموضعية القوية على الوجه هي سبب رئيسي للإصابة بالدوالي الوريدية الدائمة، وحالة شبيهة بحب الشباب تسمى (العد الوردي) أو (التهاب الجلد الفموي).
يجب أيضًا استخدام الستيرويدات الموضعية بحذر على الجفون، لأن الأنواع المتوسطة والقوية منها قد تتسبب في الإصابة بأمراض إعتام عدسة العين والجلوكوما؛ حيث أن هذه الأمراض قد تؤثر بشكل خطير على الرؤية.
4. المثبط المناعي الموضعي:
هناك دواءًا بديل، وهو المثبط المناعي الموضعي غير الستيرويدي، كريم بيميكروليمس (pimecrolimus)، والذي يمكن أن يستخدم لعلاج اكزيما الوجه ولكنه لا يؤخذ إلا بناءًا على وصفة طبية من قبل الطبيب، وهو دواء غير قوي نسبيا؛ حيث أن دوره الحقيقي في علاج اكزيما الوجه، وما إذا كان أكثر فعالية من تلك الستيرويدات الموضعية الخفيفة الغير سامة مثل 1 ٪ هيدروكورتيزون، لا يزال محل دراسة.
كشف وعلاج اكزيما الوجه قد يتطلب أخذ عينة من قبل طبيبك، ووصفة طبية من المضادات الحيوية
علاج أكثر فعالية من اكزيما الوجه الشديدة، مثل الأكزيما التأتبية التي لم تستجب لأي من التدابير المذكورة أعلاه، وتسبب مشاكل كبيرة للشخص المصاب، قد يتضمن هذا العلاج المرهم الموضعي الجديد تاكروليموس (tacrolimus)، على الرغم من أنه مثبط قوي للمناعة، لكنه ليس له آثار جانبية كالتي تنتج من الستيرويدات الموضعية القوية.
كما تشير الأدلة الأولية إلى أنه غالباً ما يكون ذو فعالية عالية في علاج اكزيما الوجه الشديدة، ولكنه قد يسبب في البداية احساس بالحرقان، كما أن سلامة استخدامه على المدى الطويل ودوره في العلاج لا يزال في موضع الدراسة.
وفي النهاية، في حالات نادرة تكون اكزيما الوجه شديدة، ولا تستجيب للعلاج الموضعي، وتحتاج لأخذ دواء عن طريق الفم مثل دورات علاجية قصيرة من الستيرويدات (مثل بريدنيزولون) أو مثبطات المناعة مثل السيكلوسبورين؛ حيث يجب استخدام هذه الأدوية فقط تحت إشراف طبيب الأمراض الجلدية.
المراجع:
- Eucerin: Symptoms, Causes & Solutions For Atopic Dermatitis
- Allure: How to Treat Facial Eczema, According to Dermatologists
- Irish Health: Facial Eczema