اعراض هشاشة العظام المبكرة والمتأخرة

على الرغم من أن النسيج العظمي يتمتع بالصلابة والقوة، إلا أنه عبارة عن نسيج حي يتجدد باستمرار حيث يتم استبدال الخلايا التالفة بأخرى جديدة وصحيحة، وعندما تزيد معدلات الهدم عن معدلات البناء.

 

هو ما يحدث عادة بسبب التقدم في العمر أو بسبب بعض العوامل الأخرى تتكون فراغات داخل النسيج العظمي ويصبح أكثر قابلية للتعرض للكسر، ويزيد تفاقم الحالة وحتى تظهر اعراض هشاشة العظام عند الانسان.

 

ويطلق على هشاشة العظام اسم المرض الصامت حيث لا يشعر المصاب بأعراض المرض الا بعد ان يفقد جزءا من طول جسمه أو يتحدب ظهره أو يصاب بكسور خطيرة وكلها من اعراض هشاشة العظام المتأخرة التي تحتاج لعلاج مكلف على المستوى المادي والجسدي.

 

وبتقدم المرض تزداد اعراض هشاشة العظام سوءا ولكن اذا ما تم علاج المرض في مراحله المبكرة يمكن أن نحمي الجسم من عواقب المرض الوخيمة مثل فقدان نسبة من طول الجسم وتعرض العظام للكسور والتي تعد مسألة خطيرة لدى كبار السن الذين لا تلتأم لديهم الكسور بسهولة.

 

ويمكن لمرض هشاشة العظام أن يحد من حركة الانسان ما يساهم في شعوره بالوحدة والاكتئاب، ويحتاج المريض لفترة طويلة للتعافي من الكسر سواء بسبب الكسر نفسه أو بسبب الخطوات التي تتخذ في سبيل علاجه من جراحات وغيره من الوسائل العلاجية.

 

ويعد مرض هشاشة العظام من الأمراض المنتشرة على نطاق واسع حيث تصاب به واحدة من كل امرأتين فوق سن خمسين عاما ورجل من كل اربعة رجال فوق سن الخمسين عاما ومن المهم للغاية ان يتعرف كل شخص على اعراض هشاشة العظام وخاصة النساء للحفاظ على هيكل عظمي سليم وصحي ويتمتع بالقوة.

 

اعراض هشاشة العظام في مراحله المبكرة

من الصعب التعرف على علامات فقدان الكتلة العظمية وخاصة في بداية حدوث الأعراض، وقد لا يشعر المصاب بأي شيء على الاطلاق في بداية المرض وحتى تتعرض احدى العظام للكسر مثل عظمة الفخذ او الكف أو العمود الفقري، وبعدها قد تتأخر عملية الالتئام أو تظهر صور الأشعة علامات المرض ما يساهم في تشخيصه وعموما يمكن ملاحظة بعض اعراض هشاشة العظام في المراحل المبكرة والتي تتضمن التالي:

 

• انحسار اللثة:

تتعرض اللثة للانحسار في حالة فقدان الكتلة العظمية في منطقة الفك، ويمكن لمن يتعرض لهذه المشكلة أن يطلب من طبيبه اجراء أشعة على الفك للتأكد من التشخيص.

 

• ضعف قوة القبضة:

أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من النساء في اعراض سن اليأس، أن أكثر اعراض هشاشة العظام وضوحا لديهن كانت تتمثل في ضعف قوة القبضة، وعلى الجانب الأخر يمكن للقبضة القوية أن تساهم في حماية الجسم من السقوط.

 

• ضعف الأظافر وهشاشتها:

إن قوة الأظافر تعد بمثابة علامة على قوة العظام ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أيضا العوامل البيئية التي تتعرض لها الأظافر مثل ممارسة البستنة والسباحة وبعض الأنشطة الأخرى التي قد تؤثر على قوة الأظافر دون ان تؤثر على صحة العظام.

 

اعراض هشاشة العظام في المراحل المتأخرة

عندما تفقد العظام جزء كبير من كثافتها تبدأ اعراض أخرى في الظهور بوضوح ومن هذه الأعراض:

 

• فقدان نسبة من طول الجسم:

يمكن لكسور الانضغاط التي يتعرض لها العمود الفقري بسبب نقص كثافة عظامه أن تتسبب في فقدان نسبة من طول الجسم ويعد هذا العرض من اكثر اعراض هشاشة العظام وضوحا.

 

• التعرض للكسر بسبب السقوط:

ان التعرض للكسر من أهم علامات هشاشة العظام الشائعة ويمكن أن يحدث الكسر من سقطات بسيطة أو حركات عادية، وفي الحالات الحادة من هشاشة العظام قد يصاب الانسان بالكسر بسبب الكحة أو العطس.

 

• ألم الظهر والرقبة:

يمكن أن تسبب كسور الانضغاط التي تحدث في العمود الفقري ألما مبرحا للمريض في منطقة الظهر لأن هذه الكسور قد تضغط على أحد الأعصاب فيتم الدفع به بعيدا عن الحبل الشوكي، والألم هنا يتراوح ما بين خفيف وحاد.

 

• انحناء الظهر:

ان كسور الانضغاط التي يتعرض لها العمود الفقري يمكنها أن تسبب انحناء الظهر في المنطقة العليا من الظهر، وهو ما يطلق عليه اسم حدبة الظهر، ويمكن أن تسبب هذه الحدبة ألما في العنق والظهر وتؤثر على قدرة الانسان على التنفس بسب الضغط على مداخل ومخارج الهواء وتقليل قدرة الرئتين على التمدد.

 

متى عليك التوجه الى الطبيب لفحص اعراض هشاشة العظام

ان هشاشة العظام قد تسبب الما وشعور بعدم الراحة وعلى من يعاني من الأعراض السابقة أن يتوجه الى الطبيب للفحص وخاصة إذا ما كان يعاني من ألما حادا في العنق أو الظهر أو الفخذ أو راحة اليد، فقد يشير ذلك الى تعرض المنطقة المؤلمة للكسر ما يستوجب علاجها على الفور.

 

عوامل الخطورة التي ترفع من احتمالية الاصابة بهشاشة العظام 

يمك للرجال والنساء أن يصابا بمرض هشاشة العظام ولكن بصفة عامة فإن النساء أكثر عرضة للاصبة بالمرض بسبب ما تتعرضن له من تغيرات هرمونية وخاصة في عمر انقطاع الطمث، وكذلك فإن بعض الأعراق يكن عرضة بصورة أكبر للاصابة بالمرض مثل العرق الأبيض، وللنساء النحيلات أكثر عرضة ايضا للاصابة بهشاشة العظام.

 

وعندما يعجز الجسم عن تعويض النسيج العظمي التالف بأخر جديد، يصاب الجسم بهشاشة العظام ويمكن لبعض العوامل أن ترفع من مخاطر اصابة الانسان بهشاشة العظام مثل:

 

• الفشل الكلوي

• سوء امتصاص الجسم للعناصر الغذائية

• مرض التصلب المتعدد

• اللوكيميا

• مرض السكر

• زيادة نشاط الغدة الدرقية

• زيادة نشاط الغدة فوق الدرقية

• مرض الروماتويد

• مرض السلياك

• جراحات تخفيض الوزن

• سرطان الثدي او البروستاتا

• السكتة الدماغية

• مرض باركنسون

• اصابات الحبل الشوكي

• مرض انيميا الخلايا المنجلية

• مرض انيميا البحر الأبيض المتوسط

• الاكتئاب

• اضطرابات الهرمونات

• الايدز

• النساء الرياضيات اللاتي فقدن دورتهن الشهرية

• اضطرابات التغذية

• امراض الكبد

• انخفاض الوزن

 

تشخيص مرض هشاشة العظام

يمكن للطبيب تشخيص مرض هشاشة العظام عبر قياس كثافة العظمة ويوجد جهاز يمكنه اداء هذه الوظيفة اعتمادا على الأشعة السينية كما يوجد أجهزة اخرى مخصصة لقياس كثافة العظمة ومقارنتها بكثافة العظام لدى الأشخاص الأخرين ولا يحتاج التشخيص لأكثر من ربع ساعة تقريبا ويمكن للطبيب أن يطلب صور اشعات اخرى لدعم التشخيص ومن ضمنها:

 

• أشعة الموجات الفوق صوتية وخاصة على منطقة الكعب.

• عمل أشعة مقطعية على منطقة أسفل العمود الفقري.

• صور الأشعة السينية النقليدية.

 

ويمكن للطبيب من خلال هذه الأشعات أن يتوصل الى التشخيص السليم ويتعرف على نقص كثافة العظام، وما إذا كانت أقل من المعدلات الطبيعية وفي بعض الحالات تكون العظام ليست مصابة بالمرض ولكنها فقط لا تتمتع بالقوة المطلوبة.

 

مضاعفات الاصابه هشاشة العظام:

يمكن لهشاشة العظام أن تزيد من احتمالية التعرض للكسور، وخاصة في راحة اليد والعمود الفقري والفخذ، كما يمكن أن تسبب انخفاضا في طول المصاب بسبب تعرض المصاب لكسور الانضغاط في العمود الفقري ما يؤثر على طول العمود الفقري، وفي بعض الأحيان يحتاج العمود الفقري لعملية جراحية لاصلاحه.

 

يمكن لهشاشة العظام أيضا أن تتسبب في ألام للمريض وتؤثر على قدرة الشخص على القيام بمهامه اليومية ويمكن للكسور ان تزيد من مخاطر الاصابة بالإعاقات المختلفة وقد تؤيد الى الموت.

 

علاج وكيفية الوقاية من هشاشة العظام

يتضمن علاج هشاشة العظام تناول بعض الأدوية التي تساعد على بناء النسيج العظمي وزيادة الكتلة العظمية وعادة ما تحتوي هذه الأدوية على بعض الهرمونات التي تساهم في بناء العظام مثل هرمون الاستروجين ومثال على الأدوية التي تعالج هشاشة العظام:

 

• بايفوسفونات

• كالكيتونين

• استروجين

• هرمونات الغدة فوق الدرقية

• رالوكسيفين

 

العلاج الجراحي لهشاشة العظام

يتضمن العلاج الجراحي ادخال بالونات في الفقرات المنهارة لدعمها وعلاجها لاستعادة الطول الطبيعي والشكل الطبيعي للعمود الفقري.

 

الوقاية من هشاشة العظام

من المهم للغاية أن يتخذ الانسان خطوات فعالة لحماية العظام والحفاظ على كثافتها وكتلتها بحالة صحية، ومنع ظهور اعراض هشاشة العظام ومن ضمن الخطوات التي يمكن أن يتخذها في هذا المجال:

 

1. ممارسة التمرينات الرياضية:

يمكن لممارسة تمارين حمل الأثقال أن تساهم في بناء الكتلة العظمية بما في ذلك تمرينات رفع الحديد والرقص وممارسة الأكروبات والركض ولعب كرة المضرب وتعد ممارسة تمرينات المشي واستخدام العجلة الثابتة من التمرينات التي يمكنها أن تفيد للصحة العامة ولكنها ليست كافية لمنح الجسم العظام القوية والقدرة على مقاومة الكسور.

 

2. تناول كميات كافية من الكالسيوم:

يحتاج الشخص الناضج الى 1000 ملليجرام من عنصر الكالسيوم يوميا وحتى يبلغ الخامسة والستين من العمر وبعد ذلك العمر يحتاج الجسم من 1200 الى 1500 ملليجرام يوميا من عنصر الكالسيوم والأغذية الغنية بالكالسيوم تتضمن:

 

• منتجات الألبان القليلة الدسم

• السردين المعلب والسالمون

• البروكلي

• الفول والبقوليات

• الكرنب الأخضر

• الكرنب

• البوك تشوي

• الأغذية المدعمة بالكالسيوم مثل الخبز وحبوب الافطار وحليب اللوز.

 

3. الحصول على كميات كافية من فيتامين د:

يعد فيتامين د حيويا وهاما لمساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم وأغلب الناس يحتاجون الى حوالي 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميا ويمكن بالتعرض لربع ساعة يوميا لأشعة الشمس المباشرة أن يحفز انتاج فيتامين د طبيعيا بالجسم، كما يمكن أن ينال الانسان حاجته من الفيتامين من الحليب المدعم وبياض البيض والسالمون.

 

4. تجنب الأغذية الغير صحية:

تناول المشروبات الكحولية والتدخين يمكنها ان تزيد من مخاطر الاصابة بمرض هشاشة العظام.

 

5. حماية الجسم من السقوط في حالة الاصابة بهشاشة العظام:

يمكن ان تحمي نفسك من السقوط في المنزل بعمل التالي:

 

• ارتداء حذاء أو جوارب لا تسمح بالانزلاق

• الاهتمام بوضع أسلاك الكهرباء بطريقة لا تسبب التعثر بها.

• اضائة الغرف بشكل جيد

• الاهتمام بأن تكون البسط مفروشة بشكل صحيح على الأرض.

• ترك ضوء يمكنك التحكم به بجوار الفراش

• وضع قضبان بالحمام يمكن التمسك بها في حالة الانزلاق.

 

ويمكنك أيضا حماية نفسك من السقوط خارج المنزل بالسبل التالية:

 

• استخدام ادوات لدعم الجسم أو مشاية

• ارتداء احذية مطاطة غير قابلة للانزلاق.

• تجنب السير على العشب الرطب والمبلل

• تمليح الأسطح الجليدية في المناطق التي يتساقط فيها الجليد.

 

عليك ايضا التأكد من ارتداء النظارات الطبية المناسبة لك لتجنب السقوط الناتج عن صعوبة الرؤية يمكن أيضا ممارسة بعض التمرينات الرياضية التي تساهم في حفظ الاتزان وتقوية قبضة اليد ما يساهم في منح الجسم القوة والقدرة على حماية نفسه من السقوط في المنزل وخارجه ويمكن لاختصاصي العلاج الطبيعي أن يساعدك على ممارسة هذا النوع من التمرينات ووضع برنامج مناسب لحالتك.

 

المراجع:

1. Health Line: Osteoporosis Symptoms
2. Web MD: Osteoporosis Health Center