كثيراً ما نسمع كلمة ضغط الدم ، أو شخص ما ضغطه مرتفع أو منخفض ، أو مريض يتناول أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم ولكننا لا ندرك حرفياً ما هو ضغط الدم ؟ وما هي اعراض هبوط الضغط ؟ .

 

ما هو ضغط الدم 

يقسم ضغط الدم إلى قسمين أساسيين هما ضغط الدم الانقباضي و ضغط الدم الانبساطي :

 

1. ضغط الدم الانقباضي:

و هو القوة التي يدفع القلب فيها الدم إلى الشريان الأبهر و الشريان الرئوي، حيث أن الشريان الأبهر يوصل الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة فيما يوصل الشريان الرئوي الدم إلى الرئتين و يبدو ذلك واضحاً بالنظر إلى اسم الشريان.

 

2. ضغط الدم الانبساطي:

و هو القوة التي تدفع بها الشرايين الدم إلى أنحاء الجسم ، و ذكرنا الشرايين لأن ضغط الأوردة مختلف تماماً عن ضغط الدم في الشرايين، حيث أن جدار الوريد يعتبر رخواً أكثر من جدار الشريان لذلك قوة الدفع فيه ستكون مختلفة، كما أن الشريان يحتوي على ألياف و خلايا عضلية تزيد من قوة المرونة لديه فيستطيع دفع الدم بسلاسة أكبر.

 

الأرقام المتعلقة بضغط الدم الطبيعي

من المهم جداً المحافظة على ضغط دم طبيعي و التأكد من ذلك يكون عبر استخدام جهاز قياس الضغط المتوافر بكثرة، و لا يجب أن يخلو أي منزل منه
و كثيرا ً ما نسمع أن نتيجة قياس الضغط لشخص ما كانت مثلاً 12 8 أو 14 9 فما هي هذه الأرقام؟ الرقم الأكبر دائماً يشير إلى ضغط الدم الانقباضي.

 

أما الرقم الأصغر يشير إلى ضغط الدم الانبساطي والواحدة التي يقاس بها الضغط هي إما ميلي متر أو سانتي متر زئبق أما عن قيمة الضغط الانقباضي الطبيعية فهي عادة 120 ميلي متر زئبق أما الضغط الانبساطي فيكون 80 أو 85، وتختلف المراجع العملية كثيراً حول تلك الأرقام.

 

مبدأ الحفاظ على الضغط ما هو؟

الجفاظ على ضغط دم طبيعي من أهم أولويات أجهزة جسم الإنسان ، و يقوم بذلك عبر العديد من الآليات، منها الهرمونية و منها العصبية، فعند ارتفاع الضغط يقوم الجسم بتفعيل الآليات الخافضة له، و بالعكس عند انخفاضه يقوم بآليات ترفع من ضغط الدم، و بما أن اسباب ارتفاع ضغط الدم أكثر من أسباب انخفاضه فإن ارتفاع الضغط أكثر شيوعاً من انخفاضه.

 

و القلب هو العضو الأهم المحفاظ على الضغط كما أن للكليتين دور أساسي أيضاً عن طريق جملة الرينين أنحيوتنسين التي قد نتحدث عنها احقاً وسنركز في الحديث عن أعراض هبوط الضغط و المعلومات الهامة عنه.

 

هبوط الضغط

يعتبر هبوط الضغط كما ارتفاعه من المشاكل الخطيرة جداً، فالإنسان بحاجة إلى الدم و ما يحمله من الاوكسجين ومواد غذائية خاصة سكر الغلوكوز الذي تعتمد عليه أغلب الخلايا، وعند حدوث انخفاض في الضغط يعني ذلك أن الأوكسجين لن يصل إلى الخلايا.

 

وبالتالي سيعاني المريض من اعراض هبوط الضغط و هبوط الضغط له درجات، و يعتبر الحد الذي يمكن اعتباره مشكلة بالنسبة لضغط الدم الانقباضي هو أن تقل قيمته عن الرقم 90 ميلي متر زئبقي ، أما الانبساطي أن تقل قيمته عن الرقم 60 ميلي متر زئبقي.

 

ما يهم معرفته بالنسبة لمن يحدث لديهم اعراض هبوط الضغط 

يختلف المرضى في استجابتهم لهبوط الضغط، و لو أردنا تبسيط الفكرة يمكن أن نقول أن استجابة المرضى لعلاج معين ضد مرض معين تحتلف من مريض إلى آخر فبعض المرضى عندما يحدث لديهم هبوط بسيط في الضغط نجد أن علامات الدوخة و الإغماء ظهرت عليهم و البعض الآخر من المرضى نجد أن تلك الأعراض ظهرت لديهم بعد حدوث انخفاض مهم في ضغط الدم.

 

و من الحالات الشائعة جداً و المتعلقة بهبوط الضغط هي حالة شخص لم يتناول طعامه المعتاد أو لم يشرب قهوته المحلاة الصباحية، وذهب إلى عمله، ونجد أنه فجأة سقط مغمياً عليه، حيث يجب عينها إراحته على سرير أو أريكة و رفع قدميه للأعلى لمدة قصيرة حتى يستعيد وعيه، و بعدها يعطى طعة سكر أو كأس ماء محلى، لأن المريض هنا كان يعاني من هبوط في الضغط و خصوصاً في أوعية الرأس مع انخفاض في سكر الدم.

 

اعراض هبوط الضغط

 

حالات عامة يمكن أن تسبب لديك ظهور اعراض هبوط الضغط 

تقسم تلك الحالات إلى حالات غير مرضية و حالات مرضية و نذكر من أهمها:

 

1. الحمل:

من المعروف أن نظام الدورة الدموية عند المرأة الحامل يتوسع مع نمو الجنين و زيادة متطلباته و سيرافق ذلك زيادة كمية الدم و لكن بالطبع ليش بشكل كبير جداً، لذلك من المرجح حدوث هبوط الضغط عند المرأة الحامل، على أن يعود ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي كما كان قبل الحمل و ذلك بعد الولادة بفترة معينة، لأنه كما نعلم فإن المواد المخدرة التي تستخدم في العمليات الجراحية سواء كانت ولادة طبيعية او قيصيرية تسبب هبوطاً في الضغط.

 

2. الاضطرابات المتعلقة بالقلب:

علينا أن نفهم أن عمل القلب سيؤثر على الضغطين الانقباضي و الانبساطي معاً، فعندما تقل كمية الدم التي يدفعها القلب إلى الأوعية سيتأثر أيضاً الضغط الانبساطي الناجم عن دفع تلك الشرايين للدم، و بالتالي ستظهر اعراض هبوط الضغط و من المشاكل القلبية المحتملة الصدمة القلبية، قصور القلب الاحتقاني، التهاب التامور العاصر، خناق الصدر و احتشاء العضلة القلبية و غيرها الكثير.

 

3. إنتانات الدم:

و نطلق هذه التسمية عندما تدخل جراثيم بغض النظر عن نوعها إلى مجرى الدم و تنتشر فيه، وتفرز تلك الجراثيم مواد مختلفة تدعى الذيفانات الجرثومية تسبب مشاكل في تقلص العضلات الملساء في الأوعية الدموية و بالتالي حدوث انخفاض في الضفط، عدا عن تأثيرها على عضلة القلب، وعند حدوث انخفاض شديد في الضغط ندعو ذلك في هذه الحالة باسم (الصدمة الإنتانية) وتكون تالية لحدوث اعراض هبوط الضغط للمصاب.

 

4. الأدوية:

و منها الأدوية التي تعالج مشكلة ارتفاع الضغط الشرياني إذا أخذ المريض جرعة عالية منها عن طريق الخطأ عندها ستتحول الحالة لديه من ارتفاع ضغط إلى هبوط ضغط حاد، و يتعلق التأثير بشكل كبير بكمية الجرعة التي حصل عليها المريض من تلك الأدوية، ومن الأدوية التي تسبب انخفاضاً في الضغط نذكر:

 

• الأدوية حاصرات قنوات الكالسيوم.

• الأدوية المضادة للاكتاب.

• الأدوية من مثبطات أنزيم التحويل.

• الأدوية المدرة للبول و منها اللازيكس.

 

5. انخفاض ضغط الدم المفاجئ نتيجة الوقوف المديد:

و أكثر ما يتعرض له الأشخاص الذين يعانون من دوالي الساقين، حيث أن جدار الأوردة ليس جيداً بشكل كاف لدفع الدم و بالتالي يحدث هبوط للضغط في أوعية القسم العلوي من الجسم.

 

6. الاضطرابات المتعلقة بالغدد الصم:

حيث أن الغدد الصم كالغدة الدرقية التي تفرز هرمون التيروكسين و الغدة الكظرية التي تفرز الأدرينالين وأدرينالين تلعبان دوراً مهماً في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي و عند نقص هذه المواد من المؤكد ظهور أعراض هبوط الضغط كما أن دور تلك الهرمونات يرتكز في زيادة عمل القلب وبالتالي زيادة عدد ضرباته مما يؤمن أكسجة جيدة لجميع أنسجة جسم الإنسان.

 

هل انخفاض الضغط جيد أو سيء

عندما نعني بانخفاض الضغط أي عدم ارتفاعه يكون المعنى بأنه أمر جيد كما عند الرياضيين، أما عندما نعني هبوط الضغط فالمعنى يختلف تماماً و يتحول إلى أمر قد يكون طبيعياً في حالات سنذكرها في المقال، و قد يكون مرضياً.

 

ما هي اعراض هبوط الضغط التي يمكن للمريض أن يتعرض لها ؟

كما ذكرنا فإن ظهور تلك الأعراض يختلف من مريض إلى آخر و ذلك حسب حالته الصحية و الأدوية التي يتعاطاها، أو حتى الأمراض الوراثية التي يعاني منها، كما أن اعراض هبوط الضغط تتعلق بشكل كبير بمكان حدوث ذلك الهبوط، وسنشرح أهم الأعراض التي من الممكن أن ترافق هبوط الضغط:

 

1. الدوخة و الدوار:

من اعراض هبوط الضغط الشائعة جداً، والتي قد تظهر عند هبوط الضغط الخفيف، وبشكل أساسي عند انخفاض الضغط في أوعية الدماغ، فيشعر المريض بخفة الرأس، و الدوار بالتعريف هو شعور المريض بأن الأجسام حوله تدور و هو ثابت أو العكس أنه هو الثابت و الأجسام حوله تدور.

 

2. الغشي:

الغشي هو ما يسمى بفقدان الوعي و نسمع كثيراً جملة (سقط مغشياً عليه)، وليس هذا العرض دائماً خطيراً، فإذا كان ناجماً عن هبوط ضغط طفيف كما ذكرنا في مثال هبوط الضغط عند الوقوف المديد، فيمكن للمريض استعادة وعيه بسهولة، أما الإغماء الشديد والناجم عن هبوط ضغط حاد أو عن إصابة شديدة في الرأس يتطلب عناية طبية عاجلة و يعرف الأطباء المختصون الإغماء الناتج عن إصابة رضية في الرأس بارتجاج الدماغ.

 

3. ألم الصدر:

أكثر ما يشعر مريض هبوط الضغط الانتصابي بألم في الصدر عندما يكون ذلك الهبوط ناجماً عن مشكلة قلبية كخناق الصدر مثلاً حيث يشعر بألم تختلف شدته تبعاً لدرجة خناق الصدر، و يرتاح المريض عندما يأخد الموسعات الوعائية و خاصة الدواء الهام في علاج خناق الصدر و هو النيتروغليسيرين أو حدوث النوبة القلبية عندما لا تستطيع أوعية القلب أن تقوم بترويته ليقوم بعمله و بالتالي تضعف قدرته على التقلص وتظهر اعراض هبوط الضغط.

 

4. الوهن:

الوهن أو الضعف العام في الجسم قد يحدث لأسباب عديدة و لكن الوهن المتعلق بحدوث الضغط أكثر ما يحدث عندما لا يصل الدم الكافى إلى الكلى لكي تقوم كل كلية بعملها في تنقية الجسم من الفضلات، و مع هبوط الضغط يصبح جريان الدم بطيئاً و تتوسع الأوعية.

 

وتتراكم الفضلات كاليوريا و البيليروبين في الدم و تلك المواد تعتبر من المواد السامة للجسم كما أن نقص الأكسجة النسيجية يشهر المريض بالتعب لأن الخلايا بحاجة إلى الأوكسجين و الغذاء للقيام بمختلف النشاطات.

 

5. تسرع القلب:

عند توسع الأوعية و انخفاض الضغط فيها يحاول القلب القيام بعملية معاوضة أي أنه يحاول أن يعوض النقص الحاصل في كمية الدم المدفوعة، وذلك عن طريق زيادة ضرباته مترافقاً مع زيادة الفعالية الودية في الجسم، وقد يسأل البعض ما هي المشكلة في هبوط الضغط الوعائي طالما أن القلب قادر على المعاوضة؟

 

المشكلة أن القلب يسير وفق نظام معين و هو كأي عضو من أعضاء الجسم له طاقة مجددة و كمية الدم التي تصل إليه محددة للقيام بوظيفته، أما عند زيادة الحمل عليه فإننا سنصل إلى مرحلة قصور القلب و الصدمة القلبية، و حينها سيتحول التسرع المعاوض إلى تباطئ في معدل ضربات القلب.

 

6. تشوش الرؤية:

من اعراض هبوط الضغط الهامة ، فالنسيج العيني يتحسس لانخفاض الضغط، كما أن ارتباط عمل العين مع الدماغ عبر أعصاب حسية و حركية يجل تأثير انخفاض الضغط على النسيج الدماغي مؤثراً على النسيج العيني حسياً و حركياً.

 

7. الصدمة:

يمكن القول أن الصدمة هي عرض من اعراض هبوط الضغط من جهة ونتيجة له من جهة أخرى فتفاقم حالة انخفاض الضغط مع تفاقم الأعراض و أذية الأعضاء الأساسية في الجسم بنقص الأكسجة يؤدي إلى ظهور أعراض الصدمة و من أهمها:

 

• الجلد الشاحب و الأطراف الباردة.

• غياب الوعي.

• تنفس سريع و إذا استمر الوضع بهذا السوء نصل إلى مرحلة قصور تنفسي.

• النبض الضعيف الذي يلي مرحلة المعاوضة.

 

و يذكر أن الصدمة من الحالات الإسعافية الخطيرة جداً و يجب تدبيرها بسرعة ، كما يجب معرفة نوعها ومن أهم أنواعها نذكر :

 

• الصدمة الإنتانية.

• الصدمة القلبية.

• الصدمة التأقية.

 

8. زيادة العطش:

في انخفاض الدم الناجم عن نقص في سوائل الجسم، فكما نعلم أن السائل المدفوع في الأوعية الدموية ليس فقط هو الدم و إنما الدم مع البلازما الدموية التي هي عبارة السوائل والبروتنات و السكريات و غير ذلك، و عندما ينخفص تركيز السوائل في الدم سيشعر المريض بالعطش لأن الخلايا لديه تريد تعويض ذلك النقص، فيتحرض مركز العطش في الدماغ بعد التنبيه من قبل الخلايا.

 

متى يجب عليك مراجعة الطبيب فيما يتعلق بأعراض هبوط الضغط

 

1. ظهرت لديك بعض مؤشرات الصدمة لا تتهاون في طلب المساعدة الطبية.

2. إذا تكررت لديك نوبات هبوط الضغط ليس ذلك طبيعياً فلا يمكنك إهماله.

3. تكرار أعراض هبوط الضغط من دوخة و ألم صدري يشير إلى مرض بحاجة إلى علاج.

4. ليست كل دوخة أو فقدان وعي بحاجة إلى مساعدة طبية.

5. مرضى مرض السكر قد يحدث لديهم نوبات من نقص السكر و هبوط ضغط عندما يأخذون جرعة أنسولين زائدة أحياناً ويجب حينها حقنهم بالغلوكاكون أو تناول قطعة من الحلوى لإصلاح الخلل.

 

المراجع:

1. Medicine Net: Low Blood Pressure
2. Mayo Clinic: Low blood pressure