اعراض مرض الزهري
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
اعراض مرض الزهري
تعد الأمراض المنقولة جنسيا من أكثر الأمراض التي تحمل غموضا كبيرا لدى قطاعات كبيرة من الناس، نظرا لغياب المعلومات الكاملة عن طبيعة هذه الأمراض التي تتفاوت في خطورتها وقابليتها للعلاج، ومن بينها مرض الزهري.
وعلى الرغم من توفر سبل علاج مرض الزهرى إلا أنه يشترك مع غيره من الأمراض المنقولة جنسيا في الخطورة، خاصة إذا لم يتلقى المريض العناية الكاملة والمناسبة، الأمر الذي قد يعرض حياته للخطر.
ولذلك يجب على المريض وذويه أن يكونوا على دراية كافية بطبيعة المرض وحقيقته ومراحل الخطر وكيفية العلاج وهو ما سنبينه في المقال التالي.
مرض الزهري. ما هو؟
هذا المرض عبارة عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي يحدث مرض الزهري نتيجة الإصابة ببكتيريا تعرف بـ “اللولبية الشاحبة- Treponema pallidum.
ينتقل الزهري عن طريق الاتصال المهبلي أو الفموي أو الشرجي مع الشخص المصاب يمكن للمرض أن ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها في مرحلة ما قبل الولادة على الرغم من إمكانية علاج المرض إلا أن المتعافين منه لا يحصلون على مناعة من المرض بعد التعافي ومن الممكن أن يتعرضوا له مرة أخرى.
يعد مرض الزهري من أقل الأمراض المنقولة جنسيا شيوعا لكنه يحتاج لسرعة العلاج إذا ترك المريض دون علاج تتفاقم تتفاقم حالته ويتعرض لمشكلات صحية كثيرة وخطيرة جدا سواء للمصابين من الرجال أو النساء على حد سواء.
كيف ينتقل مرض الزهري؟
يمكن أن ينتقل مرض الزهري من شخص مصاب إلى شخص سليم دون أن يعرف الأخير أنه أصيب بالمرض خاصة أن أعراض مرض الزهري تكون عادة خفيفة خاصة في مراحلها الأولية يمكن للمرض أن ينتقل سواء قبل ظهور الأعراض بشكل ملحوظ أو في حالة اختفائها.
قد ينتقل المرض من خلال ملامسة الطرف السليم، لبشرة الطرف الآخر المصاب بالقروح أو الطفح الجلدي الناتجين عن المرض أثناء العلاقة الحميمة.
لا يمكن لمرض الزهري أن ينتقل عن طريق الممارسات اليومية العادية، مثل العناق أو التقبيل أو مشاركة الحمامات والمناشف أو أحواض السباحة، أو مقعد المراحيض، ومشاركة الأكواب أو الأطباق أو أدوات المائدة.
اعراض مرض الزهري حسب مراحله:
تختلف اعراض مرض الزهري لدى البالغين، حسب مراحل المرض، وهي كالتالي:
1-المرحلة الأولية
تتمثل اعراض مرض الزهري في المرحلة الأولية في العلامات التالية:
في هذا المرحلة يمكن أن تظهر قرحة أو عدة تقرحات في الأعضاء التناسلية للمصابين بالمرض تكون القروح عادة (وليس دائما) ثابتة، ومستديرة، وغير مؤلمة، ويمكن أن تتواجد دون أن تتم ملاحظتها قد تصبح القرحة أو القروح مؤلمة ويستمر الألم من 3 إلى 6 أسابيع وتشفى.
ينصح الاطباء بالاستمرار في تلقي العلاج حتى وإن اختفت آلام القرح من أجل إيقاف المرض في مرحلته الأولية دون الانتقال للمرحلة التالية.
2. المرحلة الثانوية:
اعراض مرض الزهري في المرحلة الثانوية، يمكن أن تظهر في غضون من 2 إلى 10 أسابيع من ظهور الأعراض الأولية، إذ تتطور لما يلي:
-
طفح جلدي يسبب تقرحات صغيرة حمراء وبنية اللون.
-
تقرحات في الفم أو المهبل أو الشرج.
-
الإصابة بالحمى.
-
تورم الغدد.
-
فقدان الوزن.
-
تساقط الشعر.
-
صداع مستمر.
-
التعب الشديد.
-
آلام العضلات.
من المعروف أنه عند الوصول إلى المرحلة الثانوية من مرض الزهري، قد تختفي الأعراض لبعض الوقت (قد تصل إلى سنة كاملة) قبل أن تعود مجددا، وذلك في حالة ترك المريض دون علاج.
حتى لو لم تظهر الأعراض المشار إليها لفترة من الزمن، تبقى العدوى داخل الجسم، ولاحقا تزداد اعراض مرض الزهري سوءاً، كما تصبح أي ممارسة جنسية خطيرة على الطرف الآخر، إذ قد تنقل له العدوى سريعا.
3. المرحلة الكامنة:
في هذه المرحلة لا يعاني مريض الزهري من أي أعراض ظاهرة ايضاً لا يمر جميع المصابين بمرض الزهري بالمرحلة الكامنة.
من الممكن أن تستمر هذه المرحلة لفترة قد تصل إلى سنوات، دون ظهور الأعراض، بينما يتقدم المرض ويزداد سوءاً في الخفاء وصولا إلى المرحلة التالية الخطيرة.
4. مرحلة الزهري الثالثي (Teritary Syphilis):
معظم الأشخاص المصابين بمرض الزهري لا يمرون بهذه المرحلة التي تعد الأخطر من بين جميع مراحل المرض قد يصل المريض إلى هذه المرحلة خلال فترة تتراوح بين 10 و 30 سنة من بدء العدوى وتشمل اعراض مرض الزهري في هذه المرحلة ما يلي:
-
مشاكل عصبية بالدماغ.
-
الجلطة الدماغية.
-
العدوى والتهاب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي.
-
مشاكل بصرية قد تصل للعمى.
-
الصمم.
-
التغيرات الشخصية.
-
تمدد الأوعية الدموية.
-
التهاب الأوعية الدموية.
-
الأمراض العقلية.
اعراض مرض الزهري لدى الأطفال:
يعرف الزهري الذي يصيب الأطفال بالزهري الخلقي، إذ يصاب به الجنين في مرحلة الحمل، نتيجة انتقال العدوى إليه من الأم المصابة قد يتسبب انتقال مرض الزهري للأجنة في وفاتهم قبل أو أثناء الولادة، إذا لم تعالج الأم بشكل عاجل.
وتشمل الأعراض والمضاعفات التي تصيب الأطفال ما يلي:
-
طفح جلدي على راحتي اليد أو باطن القدم.
-
تضخم الكبد.
-
اليرقان (اصفرار الجلد وملتحمة العين).
-
إفرازات الأنف.
-
تورم الغدد.
-
تشوهات العظام.
-
مشاكل عصبية بالدماغ.
كيف يتم تشخيص مرض الزهري؟
لا توجد أي وسيلة لفحص الإصابة بالزهري من عدمها سوى إجراء الاختبارات الطبية التي يتقدمها اختبار الدم في بعض الأحيان قد يطلب الطبيب إجراء اختبار سوائل القرحة للتعرف على حقيقة الإصابة.
يقوم الطبيب المختص بفحص الأعضاء التناسلية، بالنسبة للنساء قد يشمل ذلك فحصا داخليا للمهبل وللرجال يشمل الاختبار فحص القضيب ومخرج البول كما يقوم الطبيب بفحص الجسم بشكل عام للبحث عن أي طفح جلدي.
من المهم عدم التأخر في إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة، علما بأن الزهري قد لا يظهر في الاختبارات على الفور، ولذلك قد يتكرر الاختبار أكثر من مرة للتأكد يجب على المتعافين من المرض إجراء اختبارات التحقق من والمتابعة للتأكد من خلو الجسم تماما من العدوى.
في حالة التعافي من الزهري، تبقى بعض اختبارات الدم إيجابية الأمر الذي يتطلب الحصول على وثائق رسمية من الطبيب المعالج بشفاء الحالة وخضوعها للاختبارات المنتظمة، خاصة في حالات تقديم طلبات السفر والهجرة.
إلى أي مدى يمكن علاج مرض الزهري؟
تتمثل أولى وأهم مراحل الشفاء من المرض في التشخيص السريع والعاجل وفقا لدراسات عدة يمكن الشفاء من مرض الزهري عن طريق استخدام المضادات الحيوية المناسبة قد يتم علاج الزهري وإيقاف العدوى عن التطور داخل الجسم، ولكن يمكن أن تستمر بعض المضاعفات المشار إليها، التي سببها المرض دون علاج.
خطوات علاج مرض الزهري؟
1. المرحلتين الأولية والثانوية:
في حالة الإصابة بمرض الزهري في المرحلتين الأولية والثانوية، يتم علاج المرض إما عن طريق حقنة واحدة من المضادات الحيوية، أو عبر دورة من الحقن، أو كبسولات المضادات الحيوية. يعتبر البنسلين هو العلاج الأكثر شيوعا لمرض الزهري.
ولكن هناك العديد من المضادات الحيوية التي يتم وصفها لعلاج المرض قبل الحصول على البنسلين لعلاج الزهري، يجب التأكد من عدم معاناة المريض من حساسية للبنسلين.
في الغالب يستمر علاج مرض الزهري في مرحلتيه الأولية والثانوية من 10 إلى 14 يوما، إلا أن هذه المدة تستمر لفترة أطول في حالة المعاناة من مضاعفات يجب الحرص عند تعاطي أي أدوية أو مضادات حيوية، كما يجب الامتناع عن تناول أي أدوية لعلاج الزهري دون استشارة الطبيب.
عند اكتشاف المرض في وقت مبكر، والحصول على العلاج الصحيح والمناسب، يتم الشفاء من الزهري تماما، خاصة في المرحلتين الأولية والثانوية.
2. في المرحلة الكامنة:
يمكن مكافحة الزهري وإيقاف تطوره عن طريق الالتزام بتوصيات الطبيب والعلاج المناسب. في المرحلة الثالثة (الأخطر) يمكن إيقاف خطورة المرض والشفاء منه، إلا أنه في حالة تسبب الزهري في أي أضرار عصبية أو عقلية أو غيرها فلا يمكن عكسها.
علاج الزهري أثناء الحمل؟
- في حالة التأكد من إصابة النساء الحوامل بمرض الزهري يجب البدء فورا في تلقي العلاج اللازم لإنقاذ الجنين.
- يمكن منح الحوامل العلاج المناسب للزهري دون وجود أي خطورة على الجنين، بل يحول العلاج المبكر دون إصابة الأجنة بالمرض.
- في حالة تجاهل المرض أو عدم المعرفة بالإصابة به وتأخر العلاج تتزايد الخطورة على الأم والجنين، وقد تفقد الأم طفلها أو يولد مصابا بالمرض ومضاعفاته.
ابرز طرق الوقاية من مرض الزهري:
تشمل طرق الوقاية من مرض الزهري، العناية بعدم التعرض للأسباب المؤدية للمرض، وأبرزها:
-
الامتناع عن الاتصال الجنسي بطرقة المختلفة المشار إليها سابقا.
-
اتخاذ إجراءات الوقاية المناسبة خلال العلاقات الحميمة.
-
الامتناع عن الممارسات الجنسية غير المشروعة، وتعددها.
-
الامتناع عن المواد الكحولية والإفراط فيها.
-
تجنب تعاطي المخدرات بأنواعها نظرا لآثارها الصحية.
-
إجراء الاختبارات المتخصصة المشار إليها في حالة الشك في الإصابة بالمرض.
حقائق تاريخية عن الزهري:
- سجلت أول إصابة رسمية بمرض الزهري في عصر النهضة في إيطاليا عام 1495م، لعدد من الجنود خلال الغزو الفرنسي لنابولي.
- يفترض بعض المؤرخين أن مرض الزهري كان موجودا بالفعل في نابولي قبل الغزو الفرنسي، بينما ألقوا باللوم على اليهود المهجرين من إسبانيا عام 1492.
- في العام التالي 1496م أخذ المرض في الانتشار في أنحاء أوروبا، وأخذت البلدان المصابة به تلقي باللوم على البلاد المجاورة (المعادية)، ولذلك أطلق عليه (المرض الفرنسي) في كل من إيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، بينما سماه الفرنسيون (مرض نابولي)، في حين أطلق عليه الروس (المرض الألماني).
- مع تطور المرض وحصده للمزيد من الأرواح في تلك الفترة، استخدم الزئبق كعلاج للقضاء عل الزهري إلا أنه جاء بنتائج عكسية وتسبب في مزيد من الوفيات بتسمم الزئبق.
- مع التأكد من النتائج المميتة للزئبق تم التوقف عن وصفه كعلاج للزهري في القرن السابع عشر تقريبا.
- نظرا لحداثة المرض في هذه الحقبة كان يتم الخلط بينه وبين مرض الجذام في بداية الأمر، كما تم الخلط بينه ومرض السيلان.
- بحلول القرن الثامن عشر تم تشخيص الزهري والسيلان على أنهما مرضين منفصلين.
- في عام 1831 صمم ريكورد دراسة أكبر فرق فيها بين أسباب المرضين، وأثبت أن الإصابة بالزهري تحدث بعد الاتصال بالمرضى المصابين به فقط.
- في عام 1905 توصل العالمين فريتز شودين، وإريك هوفمان إلى البكتيريا المسببة لمرض الزهري، التي أطلقوا عليها لاحقا اسم “اللولبية الشاحبة”.
- في عام 1910 أجري أول اختبار مصلي لمرض الزهري عن طريق العالم الألماني أوجست واسيرمان، بينما تم تصوير أول اختبار محدد لبكتيريا اللولبية الشاحبة “TPI” بواسطة العالمين ماير ونيلسون.
- مثلت هذه الاختبارات نقلة كبيرة في تطوير مكافحة المرض واكتشافه لدى المرضى المشبته في إصابتهم بالزهري، وكذلك لدى غيرهم من الأفراد الأصحاء، وفي رصد استجابة مرض الزهري للعلاج.
المراجع:
- Mercola : Facts You Need to Know About Syphilis: An Introduction
- CDC : Syphilis – CDC Fact Sheet
- Web MD : What Are the Symptoms of Syphilis
- Collage Center : 5 Things Everyone Needs to Know About Syphilis
- Medical News Today : Syphilis: What you need to know
- NCBI : Brief History of Syphilis