اعراض السكتة القلبية
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
ما هي اعراض السكتة القلبية
السكتة القلبية هي التوقف المفاجئ وغير المتوقع لوظائف القلب والتنفس والوعي. تحدث السكتة القلبية عادةً كنتيجة لاضطراب كهربائي في عضلة القلب يعيق وظيفة الضخ التي يقوم بها القلب من أجل إيصال الدم إلى بقية أعضاء الجسم.
يعتبر القلب مضخة كهربائية، يتم فيها توليد السيالات الكهربائية من خلال خلايا خاصة تعمل كناظم خطا، توجد في الحجرة العلوية للقلب أو ما يدعى بالأذينة اليمنى، ويتم نقل تلك السيالات الكهربائية عبر سبل عصبية خاصة تسير ضمن عضلة القلب لتعطي أوامر للألياف العضلية الموجودة في القلب بالتقلص بشكل ملائم ومتناسق لإنتاج النبضة.
وفي حال اختلال هذا النظام الكهربائي لسبب أو لآخر، يحدث توقف في القلب وتسبب اعراض السكتة القلبية التي سنتحدث عنها لاحقاً في هذا المقال تعد السكتة القلبية حالة إسعافية يمكن أن تسبب الموت المفاجئ في حال لم تعالج بالوقت المناسب.
لكن تعتبر النجاة ممكنة مع العناية الطبية الصحيحة والسريعة يمكن للعلاج بواسطة الإنعاش القلبي الرئوي ومزيل الرجفان – أو حتى الضغط المباشر على الصدر – أن يحسن من فرص النجاة حتى وصول مقدمي الرعاية الصحية المتخصصين.
ما الفرق بين السكتة القلبية والنوبة القلبية؟
كثيراً ما يتم الخلط بين السكتة القلبية والنوبة القلبية، لكنهما مصطلحان مختلفان فالنوبة القلبية، أو ما يسمى طبياً باحتشاء العضلة القلبية، هو أذية في عضلة القلب ناجمة عن نقص تدفق الدم إليها، مما يحرم العضلة من الأوكسجين الذي تحتاجه لأداء وظيفتها بالشكل الملائم، أما السكتة القلبية فتعني أن القلب توقف عن الخفقان والموت وشيك.
ويمكن أن تؤدي النوبة القلبية في حال كانت شديدة إلى السكتة القلبية، وهذا ما يحدث عندما تكون النوبة القلبية قاتلة. كما يمكن لبعض الحالات المرضية الأخرى كاضطرابات النظم أو الصدمة القلبية أو تؤدي إلى السكتة القلبية أيضاً.
ما هي اسباب السكتة القلبية
السبب المباشر للسكتة القلبية المفاجئة هو اضطراب في نظم القلب، كنتيجة لمشكلة في النظام الكهربائي للقلب كما ذكرنا سابقاً والسبب الأكثر شيوعاً للسكتة القلبية هو اضطراب نظم يدعى الرجفان البطيني – الذي تسبب فيه نبضات عصبية سريعة وغير منتظمة حدوث ارتجاف عديم الفائدة في البطين بدلاً من ضخ الدم بالشكل الصحيح.
لا تحدث اضطرابات النظم المحرضة للسكتة القلبية لوحدها في معظم الأوقات، فاضطرابات نظم القلب لدى الأشخاص الأصحاء من الناحية القلبية لا تسبب السكتة القلبية دون محرض خارجي، كالصدمة الكهربائية أو استخدام الأدوية غير المسموح بها أو الرضوض على الصدر في الوقت الخاطئ من الدورة القلبية.
الحالات التي تسبب السكتة القلبية
1. أمراض الشرايين الإكليلية:
تحدث معظم حالات السكتة القلبية المفاجئة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الشرايين الإكليلية. حيث تصبح الشرايين مسدودة بالكوليسترول والرواسب الأخرى، مما يقلل تدفق الدم إلى القلب، ويعيق نقل السيالات العصبية بشكل سلس عبر عضلة القلب.
2. تضخم القلب:
تحدث هذه الحالة عندما تتمدد أو تتسمك جدران القلب. وعندما تتضخم أو تضعف حجرات نتيجة الضغط الناجم عن قصور أو تضيق الصمامات القلبية، يحدث خطر متزايد لحدوث اللانظميات التي تؤدي في النهاية لظهور اعراض السكتة القلبية وتوقف القلب.
3. أمراض القلب المتعلقة بالصمامات:
يمكن أن يؤدي قصور أو تضيق أحد الصمامات القلبية إلى توسع أو تضخم الحجرات القلبية، وبالتالي حدوث اللانظاميات وتوقف القلب بالطريقة التي ذكرت سابقاً.
4. أمراض القلب الخلقية:
عندما تحدث السكتة القلبية المفاجئة عند الأطفال أو المراهقين، يمكن أن يكون ذلك ناجماً عن مرض قلبي خلقي موجود منذ الولادة. كما أن البالغين الذين خضعوا لجراحات تصحيحية من أجل أمراض القلب الخلقية، يكونون تحت خطر أكبر لحدوث السكتة القلبية المفاجئة.
ما هي اعراض السكتة القلبية وعلاماتها
اعراض السكتة القلبية التي تحدث بشكل باكر تعد علامات إنذارية، والحصول على العلاج المناسب قبل توقف القلب يمكن أن ينقذ الحياة تشمل اعراض السكتة القلبية في ما يلي:
-
الشعور بالدوار.
-
الشعور بضيق النفس.
-
الشعور بالتعب أو الضعف.
-
الإقياء.
-
حدوث خفقان في القلب.
من الضروري تقديم الرعاية الإسعافية الفورية في حال حدوث أي من الأعراض التالية لدى المريض:
-
حدوث ألم في الصدر.
-
توقف النبض.
-
غياب التنفس أو وجود صعوبة فيه.
-
فقدان الوعي.
-
الانهيار.
-
لكن في بعض الحالات، قد لا تحدث أية أعراض قبل حدوث السكتة القلبية.
كيف يتم تشخيص اعراض السكتة القلبية
في حال إصابة المريض بأعراض السكتة القلبية دون علامات إنذارية ونجاته منها، سيقوم الطبيب بأجراء العديد من الاستقصاءات لمعرفة السبب الذي أدى لحدوث السكتة القلبية. فتحديد السبب المستبطن قد يساعد في الوقاية من ظهور اعراض السكتة القلبية وحدوثها مستقبلاً وتتضمن الاختبارات التي يمكن إجراؤها:
1. تخطيط القلب الكهربائي:
يجرى هذا الاختبار بشكل روتيني بعد ظهور اعراض السكتة القلبية ويتم خلال تخطيط القلب وضع حساسات على جدار الصدر والطرفين العلويين والسفليين، يمكنها تحديد الفعالية الكهربائية للقلب ويمكن لتخطيط القلب أن يكشف الاضطراب في نظم القلب أو يحدد الأنماط الكهربائية الشاذة فيه، والتي تشير إلى زيادة خطر حدوث السكتة القلبية المفاجئة.
2. الاختبارات الدموية:
يمكن تحليل عينة من الدم من أجل تحري مستويات الشوارد كالبوتاسيوم والمغنزيوم، إضافةً للهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى التي يمكن ان تؤثر على قدرة القلب على القيام يوظيفته بالشكل الصحيح. وهناك بعد الفحوص الأخرى التي يمكن أن تكشف وجود أذيات قلبية أخرى أو نوبات قلبية سابقة.
3. الصور الشعاعية:
الصورة الشعاعية البسيطة للصدر تسمح الصورة الشعاعية البسيطة بتحري حجم وشكل القلب وأوعيته الدموية، كما يمكنها أن تكشف وجود قصور في القلب.
ايضاً يمكن عمل تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (إيكو القلب) يساعد هذا النوع من التصوير على تحديد وجود أذية في أحد جدران القلب ناجمة عن نوبة قلبية سابقة، ولا تتقلص بالشكل الصحيح، أو في حال وجود أذيات صمامية.
4. اختبارات أخرى:
يمكن في بعض الحالات إجراء استقصاءات متقدمة إضافية في حال عدم القدرة على تحديد السبب بواسطة الاستقصاءات الروتينية، وتتضمن تلك الاختبارات:
- اختبار النظام الكهربائي الفيزيولوجي للقلب: يقوم الطبيب خلال هذا الاختبار بتحريض اضطراب نظم مع المراقبة اللصيقة للقلب. ويمكن أن يساعد هذا الاختبار على تحديد نقطة بدء اللانظميات القلبية التي سببت ظهور اعراض السكتة القلبية في المرة الأولى.
- قثطرة الشرايين الإكليلية: يتم خلال هذا الإجراء حقن صباغ سائل ضمن شرايين القلب من خلال أنبوب طويل ودقيق يدخله الطبيب إلى القلب عبر شريان محيطي موجود في الفخذ أو الذراع. وعندما يملأ الصباغ الشرايين تصبح مرئية بالتصوير الشعاعي وتظهر مناطق التضيق والانسداد فيها بشكل واضح. ويمكن أن يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بعلاج الانسداد إما من خلال التوسيع بالبالون أو وضع شبكة تبقي الشريان مفتوحاً.
- اختبارات الكسر القذفي: من أهم المؤشرات التي تحدد خطر الإصابة بالسكتة القلبية هي قدرة القلب على ضخ الدم. يمكن للطبيب أن يحدد ذلك من خلال قياس ما يسمى بالكسر القذفي. ويشير مصطلح الكسر القذفي إلى النسبة المئوية للدم الذي يضخه القلب إلى الشريان الأبهر نسبة للدم الكلي الموجود في البطين الممتلئ بالدم في كل نبضة.
يتم خلال هذا الاختبار إدخال أنبوب مرن دقيق عبر الأوعية الدموية إلى القلب، ويحتوي ذلك الأنبوب على إلكترودات أو مساري يمكنها رسم خريطة مرور السيالات الكهربائية عبر القلب.
وتبلغ قيمة الكسر القذفي الطبيعية حوالي 55-70 بالمئة. وتشير قيمة الكسر القذفي التي تبلغ أقل من 40 بالمئة إلى خطر ظهور اعراض السكتة القلبية وتوقف القلب.
ويمكن قياس الكسر القذفي بعدة طرق منها إيكو القلب والتصوير بالمرنان المغناطيسي (MRI) والتصوير الطبقي المحوري المحوسب (CT)، والقثطرة القلبية.
كيف يتم علاج اعراض السكتة القلبية وتدبيرها عند حدوثها
تتطلب السكتة القلبية العلاج المباشر والفوري من أجل إنقاذ حياة المريض ويتم ذلك من خلال الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) وإزالة الرجفان، والتي تساعد القلب على العودة إلى العمل مرة أخرى بعد توقفه.
1. الإنعاش القلبي الرئوي (CPR):
الإنعاش القلبي الرئوي هو الأساس في علاج السكتة القلبية فهو يقوم بتوفير ضخ غني بالأوكسجين إلى أعضاء الجسم الحيوية ريثما يتم توفير الرعاية المتقدمة المناسبة في وحدة الإسعاف.
في حال لم يكن المريض يتنفس بشكل طبيعي، يجب البدء مباشرة بالضغط على صدره بقوة وسرعة، بمعدل 100-120 ضغطة في الدقيقة، مع السماح للصدر بالصعود بشكل كامل بين الواحدة والأخرى. ويجب القيام بذلك ريثما يصبح الجهاز المزيل للرجفان جاهزاً للاستخدام.
2. إزالة الرجفان (Defibrillation):
يتم خلالها إجراء صدمة كهربائية للمريض من أجل تصحيح اضطراب نظم القلب الذي سبب السكتة القلبية، ويقوم بإيقاف القلب بشكل لحظي ليعود إلى نبضه الطبيعي بعدها.
يكون جهاز إزالة الرجفان مبرمجاً لتحديد حدوث الرجفان البطيني وإرسال الصدمة الكهربائية عندما يكون الوقت مناسباً. وتكون تلك الأجهزة موزعة في مناطق متفرقة في الشارع أو محطات المواصلات أو المراكز التجارية والمطارات وغيرها في الدول المتقدمة.
بحيث يستطيع أي شخص استخدامها في حال حدوث أي حالة طارئة ريثما يصل الإسعاف أو يتم نقل المريض إلى أقرب مستشفى أو وحدة صحية لإجراء ما يلزم.
3. التدبير في وحدة الإسعاف:
سيقوم الفريق الطبي في وحدة الإسعاف بالعمل على تحقيق استقرار العلامات الحياتية للمريض من نبض وضغط، وعلاج السبب المحتمل لتوقف القلب كالنوبة القلبية أو قصور القلب أو الاضطرابات الكهربية فيه. ومن الممكن إعطاؤه بعض الأدوية للسيطرة على نظم القلب.
4. العلاج طويل الأمد:
بعد النجاة من السكتة القلبية، سيقوم الطبيب بإعطاء المريض بعض الأدوية الوقائية من أجل منع تكرار حدوث السكتة القلبية مرة أخرى، وتتضمن الخيارات العلاجية المتوفرة:
-
الأدوية:
تتضمن الأدوية المضادة لاضطرابات النظم من أجل الحالات الطارئة وكعلاج طويل الأمد، ومن الأدوية المستخدمة حاصرات بيتا ومثبطات الأنزيم القالب للأنجيوتنسين وحاصرات قنوات الكالسيوم ومقويات القلب.
-
مزيل الرجفان القلبي القابل للزرع (ICD):
بعد استقرار الحالة، سينصح الطبيب في الغالب بزرع جهاز مزيل للرجفان القلبي، وهو جهاز يعمل بالبطارية يزرع قرب الترقوة اليسرى، وتمتد منه أسلاك عبر الأوردة إلى القلب.
يراقب هذا الجهاز نظم القلب بشكل مستمر، وعند وجود أي اضطراب أو تباطؤ في النظم يقوم بإرسال نبضات كهربائية منخفضة أو عالية السعة إلى القلب حسبما تتطلب الحالة من أجل إعادة القلب إلى النظم الطبيعي.
-
رأب الشرايين الإكليلية (Coronary angioplasty):
يقوم هذا الإجراء بفتح الشرايين القلبية المسدودة مما يسمح للدم بالتدفق إلى قلب بحرية أكبر، ويقلل بالتالي من خطر حدوث اللانظميات الخطيرة.
-
جراحة المجازة الإكليلية (Coronary bypass surgery):
تتضمن هذه الجراحة خياطة وعاء أو شريان في مكان وجود تضيق في أحد الشرايين الإكليلية ليمر الدم عبرها إلى المنطقة التي لا يصلها بشكل كافٍ نتيجة التضيق.
ما هو الإنذار طويل الأمد للسكتة القلبية
يمكن أن تكون السكتة القلبية قاتلة، لكن العلاج الفوري والمناسب يمكن أن يزيد من فرص النجاة، ويكون أكثر فعالية خلال الدقائق الأولى من ظهور اعراض السكتة القلبية على الشخص.
في حال حدوث السكتة القلبية، من الضروري فهم الأسباب التي أدت إليها، وسيعتمد الإنذار طويل الأمد على السبب الذي أدى إلى حدوثها. كما أن طرق الوقاية منها ستعتمد على ذلك أيضاً.
المراجع:
- Mayo Clinic: Sudden cardiac arrest
- British Heart Foundation: Cardiac arrest
- Health Line: Cardiac Arrest