اسباب صعوبات التعلم حسب نوعها

عندما يكون طفلك ذو ذكاء متوسط ​​أو فوق المتوسط، ولكنه في نفس الوقت يعاني من صعوبات التعلم، ولا يمكنه مواكبة أقرانه في التعلم بالمدرسة، سواء في مادة دراسية واحدة أو أكثر، فإن عليك القيام بتشخيص لطفلك للتعرف على اسباب صعوبات التعلم التي يعاني منها.

 

في البداية قبل أن نذهب إلى الدراسات النفسية والتعليمية لنتعرف على اسباب صعوبات التعلم، من الضروري أن نفهم أن صعوبة التعلم لا تعني أن هناك أي إعاقة لدى الطفل، كل ما في الأمر أنه في حاجة إلى التعلم أو التدريس بطريقة مختلفة.

 

ولنقترب أكثر من اسباب صعوبات التعلم، لنتعرف عليها.. وصحيح أن الدراسات تشير إلى أن سببها لا يزال غير مفهوم أو واضح حتى الآن، لكن في كثير من الأحيان يمكن أن تتعلق الاسباب بما يلي:

 

1. اسباب صعوبات التعلم الجينية

يمكن أن تحدث صعوبات التعلم بسبب مشاكل جينية وراثية في العائلة، ويكنك التعرف على تلك الاسباب وكشفها بسهولة من خلال كشف التاريخ الأسري وإن كان هناك أخ أكبر أو الأب والأم أو أقارب يعانون من نفس المشكلة في صعوبة التعلم في أحد تلك المواد، فمن الواضح أن السبب هنا جيني أو وراثي.

 

2. اسباب صعوبات التعلم البيئية

كذلك فإن العوامل البيئية يمكن أن تلعب دورًا كبيرا في ظهور صعوبات التعلم على الطفل. منها أن الطفل يعاني من التشتيت في البيئة الخاصة بالدراسة أو داخل المنزل.

 

كذلك من الممكن أن الطفل لا يتلقى الدعم الكامل في الأسرة في واحدة من تلك المواد، خاصة التي يحتاج للدعم فيها، فقد تتحول الصعوبات البسيطة والعادية المتراكمة في مادة الحساب مثلا إلى مشكلات كبيرة لاحقا أثناء التعلم.

 

كذلك فإن الإصابات الجسدية للطفل قد تتسبب في حدوث صعوبات التعلم، سواء كانت بسبب المشكلات أثناء الحمل والولادة، أو الإصابة أو التعرض للسموم، وكلها عوامل تؤدي إلى صعوبات في التعلم.

 

3. اسباب صعوبات التعلم النفسية

يلعب الجانب النفسي دورا مهما في حدوث صعوبات التعلم، مثلا حدوث موقف ما مع الطفل أثناء تعلم أحد المواد الدراسية، أو كراهية الطفل أو خوفه لأحد معلمين المواد، كلها اسباب قد تلعب دورا كبيرا.

 

4. اسباب صعوبات التعلم الحسية

تحدث صعوبات التعلم بسبب مجموعة كبيرة من مشكلات الضعف المعرفي لدى الأطفال. فالحواس التي تستخدم في التعلم مثل السمع والبصر، قد يكون بهما مشكلات تتسبب في حدوث صعوبات التعلم.

 

هذه الحواس الإدراكية للأطفال في الحالات العادية، تكون كافية للمهام التي يفترض أن ينجزها الأطفال في المدرسة، ولكن في بعض حالات الاطفال الأخرى يكون هذه الحواس بها قصور.

 

5. اسباب صعوبات التعلم لفرط الحركة والنشاط

تعد واحدة من أهم اساليب وشروط التعلم هي التركيز والانتباه، الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو النشاط الزائد، هم في الأساس يعانون بالتبعية من قلة الانتباه وإن كان الطفل يعاني من النشاط الزائد أو فرط الحركة فهو قد يعاني من صعوبات التعلم في أكثر من مادة تعليمية سواء القراءة والكتابة أو الحساب.

 

كذلك قد تختلف اسباب فرط النشاط والحركة، سواء كانت جينية أو بسبب فرط النشاط الكهربي في المخ، وقد يحدد الطبيب السبب بعد التشخيص.

 

هل يمكن علاج صعوبات التعلم

من الضروري أن نعرف أن كل الشر قابلون للتعديل، خاصة حينما تكون تلك المشكلات أو اسباب صعوبات التعلم غير ناتجة عن إعاقة حسية أو عقلية يمكن مساعدة الأطفال من خلال العديد من التدخلات للتربوية والنفسية التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق التحصيل والتعلم وفقا لإمكاناتهم. كذلك فإن كل حالة من الأطفال المصابون بصعوبات التعلم من الضروري أن يكون لها طريقة علاج مختلفة وخاصة بها.

 

قبل أي تخطيط لعلاج صعوبات التعلم، من الضروري أولا تحديد اسباب صعوبات التعلم التي يعاني منها الطفل، سواء كانت نفسية أو إدراكية أو بيئية أو جينية، كذلك تحديد نوع صعوبة التعلم، هل هي مثلا خاصة بالتهجئة، أم بالكتابة أو الكلام والنطق. خاصة وأن لكل حالة من تلك الحالات استراتيجية عمل مختلفة معها.

 

من الضروري مراعاة أن الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم قد يواجهون مشكلات نفسية بسبب تلك الصعوبات، وهي شعورهم بالأحباط أو شعورهم بأنهم مختلفون أو متأخرون عن أقرانهم، وهو ما يسبب لهم الضرر العاطفي أو النفسي.

 

أو قد يشعر الأطفال أنهم أغبياء، بسبب نعتهم أو وصفهم بتلك الكلمة في الفصل الدراسي أو من قِبل الأسرة، وهو ما يسبب لهم مشكلات نفسية تعمل على تفاقم مشكلتهم التعليمية.

 

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بصعوبات التعلم؟

من الضروري الانتباه إلى أن صعوبات التعلم قد تحدث لأي طفل، في أي مرحلة عمرية، فلا يعني أن الطفل متفوق في أحد المواد الدراسية أنه قد لا يصاب بمشكلة تعلم فيها لاحقا.

 

لكن في الغالب يتم الكشف عن اسباب صعوبات التعلم وتظهر المشكلة مع الصف الثاني أو الثالث الابتدائي، لكن في بعض الأطفال قد تظهر المشكلة في وقت مبكر أكثر من هذا، وحتى قبل التعليم المدرسي الرسمي. لدى بعض الحالات من الطالب، قد تظهر مشكلة صعوبات التعلم في المرحلة الإعدادية.

 

كذلك في الغالب يعاني الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي وراثي خاص بصعوبات التعلم من مشكلات في التعلم، في حين تشير الدراسات النفسية والتربوية أن الأطفال الذكور أكثر عرضة لصعوبات التعلم.

 

إن كانت هناك حالات مرضية لدى الأطفال فهم معرضون أكثر للإصابة بصعوبات التعلم، وهي ترتبط مع اسباب صعوبات التعلم في الحالات العصبية الأخرى مثل مرض الصرع.

 

ما مدى شيوع الإصابة بصعوبات التعلم؟

من الصعب تحديد عدد الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، خصة وأن معايير تحديد تلك المشكلة مختلفة ومتغيرة من مكان لآخر لمن تشير الدراسات النفسية والتربوية إلى أن نسبة 10٪ من الطلاب أو الأطفال، يمكن ان يصابوا بصعوبات التعلم، في مادة تعليمية أو أكثر، في مرحلة من حياتهم.

 

كيف يمكنني معرفة إذا كان طفلي مصاب بصعوبات التعلم؟

هناك بعض الاختبارات التشخيصية التي يمكنك الاستعانة بها، وهي اختبارات معدة من قِبل الأطباء النفسانيون لتشخيص صعوبات التعلم، وهي تتحدد وفقا لأربعة معايير، وهي:

 

• إن كانت الاعراض تستمر لمدة 6 أشهر على الأقل بالرغم من حصول الطفل على المساعدة الإضافية.

• ما هي المهارات المتأثرة ؟ وهل هي أقل من توقعات أو مستوى عمر الطفل إلى أي مدى؟

• هل تسبب ضعف أو مشكلات في الأنشطة الأكاديمية اليومية؟

• هل بدأت المشكلة فقط خلال سنوات الدراسة

• هل المشكلة لا تعود إلى أسباب أخرى، مثل الإعاقة الذهنية أو مشكلات في الرؤية أو ضعف السمع.

 

ما هي التوقعات الدراسية مستقبلا للأطفال المصابين بصعوبات التعلم؟

تعتمد تلك التوقعات على العديد من العوامل، لكن في الغالب إن كان الطفل يتلقى دعمًا تربويًا في المدرسة وعائليًا داخل الأسرة، فهو يمكن أن يحظى بفرصته المساوية لأقرانه في التعليم والتفوق.

 

في بعض الحالات التي ترتبط مع اسباب صعوبات التعلم الجينية والخاصة بالحواس، فيمكن مستقبلا توجيه الأطفال إلى التعليم المناسب لهم، سواء كان تعليم مهني أو نوع آخر، وهي أنواع التعليم التي تراعي نقاط ضعفهم وقوتهم في التحصيل الأكاديمي.

 

المراجع:

1. Children Support Solution: Learning Disabilities
2. Children Hospital: Symptoms and Causes for Learning Disorders and Disabilities in Childrens