اسباب المرض النفسي
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:

اسباب المرض النفسي والعوامل التي تؤثر علية
أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن 25% من المجرمين الذكور في السجون الفيدرالية مرضى نفسيين، وقد يطرأ على تفكير البعض عندما يقرأ مصطلح المرض النفسي، اضطرابات مثل القلق أو اضطرابات الأكل أو الاكتئاب المؤقت، ولكن في الواقع أوضحت الدراسات أن هناك ما يقارب 400 إضطراب نفسي، بعضها فقط يمكن تعريفه بـ(المرض).
المرض النفسي هو الإضطرابات النفسية التي تسبب ضعف في أداء المريض، وتتنوع أسبابها ما بين بيولوجية وشخصية وبيئية، ومن الأمثلة الشائعة لها مرض الهوس الاكتئابي والشيزوفرنيا (انفصام الشخصية)، أما الاضطرابات الأخرى فيمكنها أن تضعف الأداء، ولكنها تتحدد من مجموعة من الأسباب ذات طبيعة نفسية واجتماعية وثقافية، ولا يغلب على تعريف هذه الحالات مصطلح (مرض نفسي) حقيقي.
وطبقًا للأبحاث يشكل المرضى النفسيون من عموم السكان حوالي 1%، بينما من المجرمين الذكور في السجون الفيدرالية حوالي 25%، ويتم وصف المرض النفسي على إنه إضطراب في الشخصية لا يستطيع الشخص بسببه التفرقة بين الصواب والخطأ، وغالبًا ما ينتهك أصحاب هذه الاضطرابات القانون والحقوق الشخصية، كما يتصف أصحاب المرض النفسي في كثير من الأحيان بقلة التعاطف والسلوك غير الاجتماعي.
اسباب المرض النفسي
كان التعرف على اسباب المرض النفسي والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة به مصدر حيرة للعلماء والباحثين، إلا أنهم اتفقوا على أن هذه العوامل هي خليط ما بين العوامل الوراثية والجينية، والعوامل البيئية، وبعض من السمات الشخصية، أما الأطفال الذين يعانون من المرض النفسي فيكون الاحتمال الأكبر لمسبب هذا المرض التأثير الجيني.
وأرجع الباحثون إلى أن هناك بعض الخبرات المبكرة في حياة الطفل تزيد من خطر الإصابة بالمرض النفسي، مثل سوء رعاية الأبوين، أو نمط التربية المعتمد على العقاب بدلًا من المكافأة، وغيرها من أنماط التربية غير السليمة والتي قد تكون سببًا رئيسيًا من اسباب المرض النفسي هذا بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى الخطرة مثل سوء المعاملة بين الوالدين، أو الانفصال بين الوالدين، والاعتداء الجسدي على الأطفال وإهمالهم.
وقد يسمى المرض النفسى أحيانًا باضطراب الشخصية، بل ويمكن تصنيفه ضمن الأمراض والاضطرابات العقلية، وهذه الاضطرابات الشخصية لها أسباب وعوامل متعددة، تتفاعل فيها كما ذكرنا سابقًا العوامل الوراثية والبيئية.
بل وهناك عدد من العوامل البيولوجية الأخرى التي تعتبر من اسباب المرض النفسي وهي: الإصابات، المشاكل أثناء الحمل والولادة، تعاطي المخدرات، والنمط المعرفي أما العوامل البيئية التي تشكل خطرًا على صحة الإنسان النفسية فهي: سوء التغذية، والتعرض للسموم، وضغوط الحياة المجهدة، والقلق المزمن، والإساءة، والفقر، والحرب.
تأثير العوامل البيولوجية والبيئية في الإصابة بالمرض النفسي
لا تعمل العوامل البيولوجية والوراثية والبيئية بشكل منفرد، فتصيب كل واحدة على حدة باضطراب نفسي، بل يحدث التفاعل بين العوامل الجينية والوراثية مع المسببات البيئية، فتؤثر هذه العوامل البيئية على الجينات.
لفهم ذلك التأثير اهتمت الأبحاث النفسية الحديثة بالآليات البيوكيميائية التي قد تؤثر بها العوامل البيئية على الجينات فينتج عنها الاضطرابات النفسية وقدمت عينة من هذه الأبحاث بعض المعلومات حول اسباب المرض النفسي مثل الفصام أو الاكتئاب، وتعتبر الأمراض السابقة ضمن أولويات الصحة النفسية التي حددتها منظمة الصحة العالمية، ومن هذه المعلومات:
1. العوامل الوراثية والإصابة بالفصام (الشيزوفرنيا):
أظهرت نتائج بعض الدراسات التي أجريت على التوائم أن حوالي 45% إلى 60% من الحالات التي شُخصت بالفصام كان توأمها المتماثل مصاب بنفس المرض، في حين كانت النسبة في التوائم غير المتماثلة من حوالي 10% إلى 15%، وهذه النتائج تؤكد جزء من النظرية القديمة التي تُرجع سبب الفصام إلى العامل الوراثي.
وعلى الرغم من النسبة الكبيرة التي احتلتها العوامل الوراثية كمسببات للفصام، تم التأكيد على وجود مسببات بيئية إلى جانب هذه العوامل الوراثية، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 1944 على ظاهرة الجوع الشتوي في هولندا، ووجدت أن التعرض للمجاعة في بداية الحمل كان مرتبطًا بزيادة كبيرة في الإصابة بانفصام الشخصية بين الذكور والإناث.
ولكن لم تتمكن الدراسة من تحديد أي من المتغيرات المرتبطة بالمجاعة وقتها كان له سبب أكبر في التسبب بالفصام، فهل كانت نقص المغذيات، أو الإجهاد العام، والعدوى، أو ابتلاع المواد السامة، أو مزيج من هذه العوامل؟
وكما ذكرنا أن من الأعراض المصاحبة للمرض النفسي عدم التعاطف مع مشاعر الآخرين، استنتجت دراسة أجريت في عام 2003 أن العامل البيولوجي هو المسئول عن ذلك المرض، حيث ربطت الأدلة البحثية بين الاضطراب النفسي والتشوهات في اللوزة المخية، وهي البنية الدماغية المسئولة عن استجابة الشخص نحو مشاعر الخوف والحزن لدى الآخرين.
كما إنها المسئولة عن الاستجابات العاطفية لدى الفرد نفسه كما أظهرت دراسة أخرى قامت على تجارب الرنين المغناطيسي على المرضى النفسيين أن الدرجات الأعلى من المرض النفسي ارتبطت بحجم أقل للوزة الدماغية.
2. العوامل البيئية ومسببات للاكتئاب:
الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة والمنتشرة بين الناس، وقد تصل شدة هذا المرض لدرجة تدفع بالمريض إلى الانتحار، ولذلك حاول الباحثون فهم سبب انتشار ذلك المرض، فأظهرت الدراسات أن هناك عدد من العوامل البيئية يمكن تصنيفها بأنها الأكثر خطرًا للإصابة بالاكتئاب وهي ضغوط الحياة المبكرة، والاعتداء الجسدي أو الجنسي على الأطفال، والإهمال الأبوي.
كما تبين أن فقدان أحد الأبوين قد يتسبب بشكل كبير في الإصابة بالاكتئاب، وتؤثر هذه العوامل البيئية في أداء الجينات فتسبب انخفاض في وظيفة جينات بعينها مما يسبب الاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك إلا أن العوامل الوراثية من أسباب هذا المرض النفسي أيضًا، بل تصل نسبتها إلى حوالي 30 إلى 40%.
3. الجنس كسبب من اسباب المرض النفسي:
بينت بعض الأبحاث الإحصائية أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية عن الإناث، ولكن يجب تكثيف هذه الأبحاث لتحديد ما إذا كانت الأعراض الخاصة بالمرض النفسي تظهر بشكل أكثر تكرارية لدى الذكور، أم أن الرجال أكثر جرأة لإظهار المعاداة للمجتمع من الإناث، كما يجب التأكد من إذا ما كانت الأعراض والصفات المميزة للمرض النفسي تختلف بين الجنسين.
كيف يتم علاج الامراض النفسية
غالبًا ما يختلف المختصون حول إمكانية العلاج من المرض النفسي، حيث يعتقد البعض أنه ليس هناك أي علاجات يمكنها أن تغير أدمغة المصابين بشكل جذري، ولكن يعتقد آخرون أن هناك تقنيات يمنكها الحد من السلوكيات المعادية للمجتمع التي يندفع نحوها المرضى النفسيون.
ومن هذه التقنيات نموذج إلغاء الضغط، حيث تعتمد هذه التقنية على استخدام التعزيز الإيجابي لتعديل السلوك، فنظرًا لأن الأشخاص المصابين بالمرض النفسي لا يستجيبون عادة مع العقاب أو الخوف، تقوم التقنية على أسلوب المكافأة عند قيام الفرد بكل فعل إيجابي تجاه المجتمع، وقد أظهرت الدراسات أن هذا الأسلوب من الممكن أن يحد من تحول سلوكيات المريض النفسي إلى الإجرام ومعاداة المجتمع.
وعلى الرغم من هذه النتائج التي توصل إليها الباحثون عبر السنين، إلا أن أسباب المرض النفسي وعلاجه لا زالت تحديًا ومجالًا للنقاش بين العلماء ومتخصصي علم النفس.
قد تبين أن العوامل البيئية وخاصة تأثير الأهل فهم البيئة الأقرب للشخص، وهم المكون الأول للشخصية ونفسية الطفل، لذلك يجب إبعاد الأطفال عن الخلافات بين الوالدين وعدم إهمالهم أو التعدي عليهم بالضرب، حتى لا نساهم في إخراج مجرم جديد للمجتمع.
المراجع:
- Healthy Place: PSYCHOPATHY: DEFINITION, SYMPTOMS, SIGNS AND CAUSES
- Good Therapy: Psychopathy