اسباب الطلاق

اسباب الطلاق
اسباب الطلاق

اسباب الطلاق المختلفة وتأثيرها على العلاقة بين الطرفين

تتعدد اسباب الطلاق حول العالم مع وجود بعض الخصوصية لتلك الاسباب من مجتمع إلى آخر، فمن المشاكل الجنسية إلى المادية إلى غياب التواصل وغيرها تتعدد المبررات التي يمكن فيها لطرفي الزواج أو احدها اتخاذ قرارا فوريا بإنهاء الزواج والحصول على الطلاق.

 

هو يكون عادة مؤذٍ لكلا الطرفين حتى من قرر فيهما الطلاق، إذ أنه في الغالب لا أحد يُقبل على الزواج وفي نيته الطلاق، وإذا وقعت المشاكل فإنهما عادة يأملان في حلها والوصول إلى منطقة وسط تجمع بينهما.

 

وقد ارتفعت معدلات الطلاق على مستوى العالم رغم زيادة تكاليف الزواج والمبالغ الهائلة التي يتم صرفها وصعوبة الزواج من الأصل، ومع هذا يتم الطلاق بعد أو عام أو عامين على الأكثر في خلال العشر أو 20 سنة الأخيرة.

 

فقد وصلت في أمريكا إلى 40-50%، وأيضا في مصر والمنطقة العربية وصلت إلى النسبة نفسها تقريبا، وهذا يعني أن نصف المتزوجين يقررون الانفصال، وهذا يؤدي إلى المزيد من التدمير الاجتماعي.

 

اسباب الطلاق

فجأة يختفي الود والحب ويسود الفتور العلاقة بين الطرفين، ومع عدم وجود حلول مرضية سواء لطرف منهما أو الآخر فإن الأمور تتفاقم سريعا، وحتى مع وجود أطفال يكون الطلاق هو الحل الذي يُنهي العلاقة التي بدأت بالحب والرغبة في الحياة معا على الخير والشر، ومن أهم اسباب الطلاق:

 

1. المشاكل الجنسية:

تعتبر المشاكل الجنسية هي أول وأحد أهم أسباب الطلاق على مستوى العالم، ورغم أن الاعتراف بهذه المشكلة لا يتم في الكثير من الأحيان إلا أن الكثير من الدراسات أثبتت أنه في حالة كانت العلاقة الحميمة مستقرة ومنتظمة بين الزوج والزوجة فإنهما يستطيعان في الغالب التخلص من الكثير من المشاكل التي يمران بها والتي لا يخلو منها أي منزل ولا تتفاقم الأمور بينهما إلى الطلاق.

 

حيث أن كلا الزوجين يبدآن في الشعور بالاكتئاب من تراجع معدلات ممارسة العلاقة الحميمة، ويمكن أن يستطيعا معا حل هذا الموضوع بالانفتاح والتحدث بصراحة، لكن انتظار كل طرف للآخر أن يبدأ يزيد من تعقيد الأمور بينهما ويزيد من المشاكل.

 

يمكن للكثير من الأمور أن تؤدي إلى الفتور الجنسي بين الزوجين مثل الزواج لفترة طويلة من الزمن وعدم تجديد الأوضاع الجنسية، أو تغير شكل جسم الرجل أو المرأة بعد الزواج وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو صورة كل منهما أمام الأخر على اعتبار أنهما يريان بعضهما البعض في أسوأ الأوقات.

 

كما أن البرود الجنسي أو العجز الجنسي أو وجود أي مشاكل صحية تعوق إتمام العلاقة الحميمة مع عدم الاعتراف بأهمية هذه المشكلة يزيد من التباعد بين الزوجين وعند أي مشكلة تواجههما يقرران الطلاق لعدم وجود أي دافع للاستمرار، أي أن الجنس لا يكون عادة السبب الواضح لإنهاء العلاقة، ولكن التحجج بأي سبب آخر كان يمكن حله بهدوء إذا كانت العلاقة الجنسية مرضية للطرفين.

(مقال متعلّق)  كيفية التعامل مع الاطفال بعد الطلاق

 

2. المشاكل المادية من اسباب الطلاق:

لا يعتبر المال كل شيء في العلاقة الزوجية، ولكنه للأسف من اسباب الطلاق الشائعة أيضا، حيث أن عادات الإنفاق المختلفة والأهداف المالية المتضاربة للزوجين يمكن أن تؤدي إلى الكثير من الصراع على السلطة والوصول بالزواج إلى حافة الانهيار.

 

كما أن تناقص الموارد المالية يمكن أيضا أن يتسبب في الطلاق خصوصا مع إلقاء كل طرف اللوم على الآخر في عدم ازدهار الأحوال المالية للعائلة، ومع الاجهاد الذي يتسبب فيه اللهاث لجلب المال يمكن أن يتناسا الزوجين أي علاقة ودية بينهما وتتباعد المسافة النفسية والجسدية، أي أن اللهاث وراء المال يمكن أن يتسبب أيضا في المشاكل الجنسية التي تزيد من النفور بين الزوجين.

 

3. غياب التواصل:

يعتبر التواصل من الأمور المهمة للغاية للحفاظ على العلاقة بين الزوجين، وهذا لا يعني فقط العلاقة الحميمة الروتينية، ولكن التحدث في أمور الحياة المختلفة سواء ما يتعلق منها بالمنزل والأطفال أو الأمور الحياتية العامة من رياضة وسياسة وفن ودين وغيرها من أمور تزيد من التقارب بين الزوجين ويمكن أن تجعلهما صديقين أكثر منهما زوجين.

 

لكن الصراخ الدائم في وجه كل منهما الآخر وانعدام أي حوار بنَّاء بينهما يزيد من تدهور العلاقة خصوصا إذا وجد أي طرف منهما فردا خارج الأسرة يستمع إليه ويمنحه الاهتمام.

 

4. التدخل من الأصدقاء والعائلة:

يمكن لأي مشكلة صغيرة بين الزوجين أن تصبح بحجم جبل كبير إذا خرجت من بينهما لأي سبب من الأسباب سواء إلى أحد الأصدقاء أو إلى فرد من أفراد العائلة، حيث أن الأمر ببساطة أن من يتدخل من الخارج لا يمكن أن يعرف كل أبعاد الأمور التي أوصلت الأمر إلى هذه المشكلة ولا ما يدور بين الزوجين خلف الأبواب المغلقة.

 

لذا يمكن أن يتبنى وجهة نظر خاطئة ويحاول إقناع الطرفين بها، ويحاول كل طرف إثبات وجهة نظره الصحيحة أمام الطرف الغريب وتزيد حدة المشكلة. ومن النادر للغاية أن ينجح أحد الأصدقاء والأقارب في حل مشكلة بين زوجين.

 

إذ أن الحياد سيكون دائما شبه مفقود، ولكن إذا لزم الأمر يمكن الاستعانة بمستشار علاقات زوجية أو حتى بأحد رجال الدين وذلك لضمان أكبر قدر من الحياد دون التأثر بوجهة نظر الزوج أو الزوجة، وهذا بالطبع إذا كان كلا الطرفين حريصا على العبور بالعلاقة إلى بر الأمان وإنهاء المشكلة بسلام.

(مقال متعلّق)  كيفية التعامل مع الاطفال بعد الطلاق

 

5. محاولة تغيير العيوب:

إن الزواج هو عادة بداية حياة جديدة بمهام مختلفة لكلا الطرفين والذي يكونان في غالب الأحيان من عالمين مختلفين، وتنجح العلاقة عندما يُكمِّل كل منهما الآخر ويتخذا من الفروق بينهما وسيلة أكثر للتقارب من خلال أن يحرص كل طرف على معرفة والاهتمام بما يحبه الطرف الآخر فتزيد مجالات الاهتمام المشترك.

 

لكن إذا حدث العكس وبدأ كل طرف منهما أو أحدهما في محاولة تغيير عادات الآخر بشكل فج دون تمهيد فإن العلاقة تبدأ في التفتت وظهور الكثير من الشروخ التي ربما لا تصمد أمام أي مشكلة جدية، فصحيح أن الزوجين يكتسبان عادة جديدة بعد الزواج وربما يغيران بعض العادات أيضا، لكن ستظل هناك فروق يجب التكيف معها وعدم تغييرها وقبول كل طرف للآخر بعيوبه قبل مزاياه، حيث أن الطبع يغلب التطبع.

 

6. الزواج للأسباب الخاطئة:

من اسباب الطلاق أيضا أن يكون الزواج مبنيا على أسس خاطئة من البداية، فيظن الزوج أو الزوجة أنه سيكون سعادة دائمة دون أي مسؤوليات، أو يقوم أحد الطرفين بالارتباط بالآخر لأجل المال أو لأنه غني وعند أي مشكلة مادية يفقد اهتمامه به.

 

أو تكون الوسامة والجمال هو السبب الأهم في الزواج، حيث أن الزواج الناجح يجب أن يكون بين شخصين لديهما رؤية مشتركة وواضحة وحقيقية أيضا، أي لا يجب لطرف أن يدعي شيئا ليجذب الطرف الآخر ثم تظهر حقيقته بعد ذلك فيكون الطلاق هو نهاية القصة.

 

7. الاهتمام الزائد بالأطفال:

يمكن أن يكون الاهتمام الزائد بالمنزل والأطفال من اسباب الطلاق التي لا يتوقعها الكثيرون، حيث أن الانخراط التام في المسؤوليات كوالدين يمكن أن يُنسي الطرفين وخصوصا المرأة أنها زوجة في البداية، وأن علاقتها بزوجها هي أساس هذا المنزل، ولكن أيضا مع المجهود الزائد في تربية الأبناء والعناية بهم وتلبية طلبات المنزل يمكن ألا تجد المرأة خصوصا إذا كانت عاملة الوقت الكافي للعناية بزوجها وبنفسها أيضا.

 

مما يؤدي إلى الطلاق، لذا يجب على الطرفين محاولة الموازنة قدر الإمكان بين طلبات الزواج وطلبات الأبناء، فحتى عندما يكبر الأطفال وتصير العناية بهم أقل يكون الزوجين انفصلا جسديا بالفعل ونسيا السبب الرئيسي وراء الزواج.

 

ومن ناحية أخرى فإن الكثير من الأشخاص يُقبلون على الزواج من أجل الإنجاب فقط، وهذا ليس عيبا في حد ذاته، لكن مع معرفة أن الإنجاب أو الأطفال ليسوا فقط السبب في الحفاظ على الزواج خصوصا في العصر الحديث وعدم اعتماد المرأة بشكل أساسي على الرجل للإنفاق عليها، أي أن الطلاق صار أسهل حتى مع وجود الأبناء، بل هم أنفسم يمكن أن يكونوا من اسباب الطلاق.

 

8. الإهانة من اسباب الطلاق:

الإهانة والإيذاء البدني منتشرة أيضا في جميع دول العالم، وقد أصبحت مؤخرا مستهجنة بشدة في جميع المحتمعات بعد أن كانت أمرا عاديا أو منتشرا دون أن يؤدي إلى الطلاق، لكن كثرة تعرض الزوجة إلى الإهانة أو الضرب من زوجها لم يعد من الامور المقبولة على الإطلاق خصوصا إذا كانت تعمل أو لديها أي مورد مالي.

(مقال متعلّق)  كيفية التعامل مع الاطفال بعد الطلاق

 

لكن الكثير من الأزواج لا يزالون يعيشون في الماضي حيث المرأة هي الكائن الأضعف ويطالبون بالاستمتاع بجسدها وأن تقوم على خدمتهم وأحيانا أو غالبا الانفاق معهم على المنزل وفي النهاية يكون جزائها الإهانة والضرب، ويفاجأون يوما بالمنزل خالٍ مع رفع طلب الطلاق.

 

9. عدم التكافؤ:

يمكن لبعض الأزواج أن تستمر حياتهم بنجاح حتى مع وجود تفاوت اجتماعي أو مادي أو تعليمي بسبب وجود مشاعر قوية وقبول ووعي من كل طرف لهذا الفرق ووجود خطة واضحة للتغلب عليه، لكن في الكثير من الأحيان وبعد فتور لهفة الجنس وتراجع الأشواق وزيادة المسؤوليات تبدأ الفروق وعدم المساواة في الوضوح بين الطرفين.

 

فإذا كانا من مستويات اجتماعية مختلفة يمكن أن يشعر الطرف الأعلى بالإحراج من الطرف الأقل، وهذا بدوره يشعر الآخر بالدونية ويبدأ في ترصد عيوب الطرف الأعلى لتوصيل رسالة أنه أيضا ليس كاملا.

 

لذا إذا كان الزواج بين طرفين غير متكافئين ماديا أو اجتماعيا أو تعليميا ممكن، فإن الحفاظ عليه يتطلب مجهودا أكبر وتقبل أكبر من الطرفين وعدم الانخداع بالأحلام الوردية أو زيادة التوقعات.

 

 

وأيا كانت اسباب الطلاق فهي لابد أن تتعلق بكل من الرجل والمرأة بنسبة متساوية أو على الأقل متقاربة، فليس من الممكن لوم طرف على إنهاء العلاقة دون وجود أخطاء أيضا من الطرف الآخر، حيث أن العلاقة بين اثنين تتطلب المجهود الضروري منهما معا لإتمام الأمر بنجاح والتغلب على أي مشاكل.

 

كما أنه يجب العلم قبل الزواج أنه لا يوجد زواج سهل على الإطلاق، وحتى الأزواج الذين لديهم أفضل النوايا قد لا يستطيعون التغلب على الكثير من التحديات التي تواجههم وقد ينتهي بهم الأمر إلى قاعة المحكمة، لذا من المهم المحاولات الجادة لحل أي مشاكل في بدايتها ومعرفة كل طرف لحقوقه وواجباته.

 

أن تكون الحميمية في العلاقة هي الهدف الأول وليس جني المال أو حتى إنجاب الأطفال، فكلما كان الحب والود متوافرا مع قدر من التكافؤ العقلي والمادي كانت الأمور أسهل بكثير والتغلب على المشاكل أكثر قابلية.

 

المراجع:

  1. Marriage: 10 Most Common Reasons for Divorce
  2. MSN: The 7 Main Causes of Divorce