اسباب الصرع الأكثر شيوعاً
ما هي اسباب الصرع الأكثر شيوعًا؟ وما هي المتلازمات الصرعية المرتبطة بها؟
الصرع هو اضطراب مزمن، والسمة المميزة له هي حدوث نوبات متكررة وغير مبررة ويتم تشخيص الإصابة بالصرع إذا حدثت للشخص نوبتين غير مبررتين (أو نوبة واحدة غير مبررة مع احتمال حدوث المزيد من النوبات)، وهي النوبات التي لا تكون بسبب بعض الحالات الطبية المعروفة مثل حالة الانسحاب من آثار الكحول، أو انخفاض نسبة السكر في الدم.
قد تكون اسباب الصرع مرتبطة بإصابة دماغية أو بسبب الوراثة العائلية، لكن اسباب الصرع الحقيقية غالبًا ما تكون غير معروفة. حيث لا تشير كلمة (الصرع) لأي شيء متعلق بسبب النوبات التي تصيب الشخص أو شدتها.
اسباب الصرع
تختلف اسباب الصرع حسب عمر الشخص؛ حيث قد يمتلك بعض الأشخاص أسبابًا وراثية، وهم من لا يُعرف ما هي اسباب الصرع لديهم بشكل واضح. ولكن ما ينطبق على كل الأعمار هو أن السبب غالبًا يكون غير معروف لحوالي نصف المصابين بالصرع.
حيث أن بعض الأشخاص الذين ليس لديهم سبب معروف للمرض، قد يكون لديهم شكل وراثي من الصرع. فقد يتسبب واحد أو أكثر من الجينات في حدوث الإصابة بالصرع، أو يمكن أن تحدث الإصابة به بسبب الطريقة التي تعمل بها بعض الجينات في الدماغ.
يمكن أن تكون العلاقة بين الجينات ونوبات الصرع معقدة للغاية، كما أن الاختبارات الجينية غير متوفرة بعد لكثير من أشكال الصرع.
فحوالي 3 من أصل 10 أشخاص يكون لديهم تغيير في بنية أدمغتهم، والتي تسبب العواصف الكهربائية لهذه النوبات.
وقد يولد بعض الأطفال الصغار مع تغير هيكلي في منطقة ما من المخ ينتج عنه نوبات الصرع وقد يعاني أيضًا حوالي 3 من أصل 10 أطفال مصابين باضطراب طيف التوحد من نوبات الصرع، فاسباب الصرع الدقيقة والعلاقة بين الجينات لا تزال غير واضحة.
العدوى التي تصيب الدماغ تعتبر أيضًا من اسباب الصرع الشائعة؛ حيث يتم علاج العدوى الأولية عن طريق الأدوية، لكن هذه العدوى يمكن أن تترك ندبًا على الدماغ والتي بإمكانها أن تسبب النوبات في وقت لاحق.
يمكن أن يصاب الأشخاص من مختلف الأعمار بجروح في الرأس، على الرغم من أن إصابات الرأس الشديدة تحدث في معظم الأحيان لدى الشباب وفي منتصف العمر، تكون السكتات الدماغية والأورام والإصابات أكثر احتمالية للحدوث.
حيث أنه في الأشخاص فوق سن 65 سنة، تكون السكتة الدماغية هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بنوبات جديدة من الصرع. كما أن حالات أخرى مثل مرض الزهايمر، أو غيرها من الحالات التي تؤثر على وظائف الدماغ يمكن أن تسبب هذه النوبات.
1. اسباب الصرع المتعلقة بعلم الوراثة:
تابع القراءة لاكتشاف كيف تلعب الوراثة دورًا في العديد من أنواع الصرع والنقاط الرئيسية هي:
-
الاضطرابات الوراثية:
يمكن للاضطرابات الوراثية أن تكون من اسباب الصرع وحده، أو يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة مع عدد من التأثيرات المختلفة على أعضاء الجسم ووظائفه، بما في ذلك الصرع.
-
يحدث الصرع بشكل مباشر أو غير مباشر:
ويمكن أن يحدث الصرع بشكل مباشر أو غير مباشر (كأعراض لحالة مرضية أخرى) بسبب الاضطرابات الوراثية المرتبطة بجين معين، أو مزيج من العوامل الوراثية والعوامل البيئية، أو طفرات الحمض النووي التي تحدث في الميتوكوندريا، أو الكروموسومات المفقودة أو المتحورة، أو التغيرات في نشاط الجينات المختلفة.
وقد تم تحديد الطفرات في بعض الجينات كأسباب لتشوهات الدماغ، والتي يمكن أن تؤدي إلى الصرع وغالبًا ما يمتد مرض الصرع في العائلات، وقد أظهرت الدراسات العائلية أن بعض متلازمات الصرع يتم تحديدها بالكامل عن طريق علم الوراثة.
كما أن الجينات تعتبر عامل رئيسي في الإصابة بمتلازمات أخرى وبعض حالات الأيض الموروثة تزيد من احتمالية حدوث النوبات، كما تفعل بعض الاضطرابات الصبغية.
ما الدور الذي يلعبه علم الوراثة في الإصابة بالصرع؟
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة بالعديد من أنواع الصرع، فيبدو من المرجح أن الحد الأدنى من الإصابة بالنوبات – على سبيل المثال – يتم تحديدها جزئيًا بواسطة علم الوراثة.
-
فإذا كان أحد الوالدين مصابًا بالصرع مجهول السبب، فهناك احتمال بنسبة تتراوح بين 9٪ إلى 12٪ أن يصاب الطفل أيضًا بالصرع.
-
على الرغم من أن الصرع الذي ينتشر في العائلات غير شائع، فإذا كان الطفل مصابًا بالصرع، فإن إخوته يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض أيضًا.
-
وإذا كان أحد التوأمين مصابًا بالصرع المجهول السبب، فمن المحتمل جدًا أن يكون توأمه المتماثل مصابًا بالمرض.
-
لسبب ما، تكون فرصة الأطفال أكبر في الإصابة بالصرع إذا كانت أمهم مصابة به، أكثر من الأطفال الذين يكون آبائهم مصابين بالمرض.
ما هي أنواع الاضطرابات الوراثية الموجودة والتي تعتبر من اسباب الصرع
هناك خمسة أنواع من الاضطرابات الوراثية والتي يمكن أن تكون من اسباب الصرع في ما يلي:
-
اضطرابات الجين الواحد أو الاضطرابات المندلية:
وهي تحدث عندما تتسبب طفرة في تغيير جين واحد أو فقده. وعادة ما توصف اضطرابات الجين الواحد بأنها موروثة في العائلات، حيث يتم تمريرها من جيل إلى الجيل التالي في العائلة.
-
الاضطرابات متعددة العوامل أو الاضطرابات المعقدة:
وهي ترتبط بتشوه عدد من الجينات، وغالبًا ما تقترن بتأثير بيئي. وتشمل العوامل البيئية أشياء مثل الكحول أو تعاطي المخدرات، والعدوى التي تصيب الأم أثناء الحمل، والتعرض للمواد الخطرة. هذه الاضطرابات تميل إلى الانتقال في العائلات، على الرغم من صعوبة تحديد نمط الوراثة.
-
اضطرابات الميتوكوندريا:
وهي تنتج من طفرات في الحمض النووي الموجود خارج نواة الخلية في الميتوكوندريا. الميتوكوندريا هي هياكل تقوم بإنتاج الطاقة من أجل الخلايا. وإذا كان هناك طفرة جينية في الميتوكوندريا، يتأثر إنتاج الطاقة. يتم وراثة الحمض النووي في الميتوكوندريا من الأم فقط.
-
الاضطرابات الصبغية (الكروموسومية):
وهي تحدث عند اختفاء أو تغيير كروموسومات كاملة أو أجزاء منها. وعادة ما تحدث الاضطرابات الكروموسومية بشكل عفوي، ومع ذلك في حالات نادرة يتم توريثها للأبناء.
-
اضطرابات التخلق المتوالي:
هي اضطرابات مرتبطة بالتغيرات في نشاط الجينات، وليست طفرة في بنية الحمض النووي.
ما هي متلازمات الصرع المرتبطة بالاضطرابات الوراثية؟
يمكن للاضطرابات الوراثية أن تكون من اسباب الصرع وحده، أو يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة مع عدد من التأثيرات المختلفة على أعضاء الجسم ووظائفه، بما في ذلك الصرع.
وراثة مرض الصرع غالبًا ما تكون معقدة، فقد يُطور طفلان مصابان بطفرات في جينات مختلفة نفس متلازمة الصرع ويمكن أن يصاب شخصان من نفس العائلة مع نفس الطفرة الجينية بالصرع، ولكن التأثيرات في كل شخص قد تكون مختلفة تمامًا.
من المعروف أن بعض متلازمات الصرع لها أساس جيني، ولكن لم يتم التعرف على الجين أو الجينات المحددة التي تسببها بالإضافة إلى ذلك، لا يتم توريث بعض الحالات الوراثية، ولكنها تحدث تلقائيًا من خلال طفرات جديدة في الجينات.
وفيما يلي بعض الأمثلة على متلازمات الصرع التي قد تنتج عن الاضطرابات الوراثية؛ حيث يتوسع مجال علم الوراثة الخاص بمرض الصرع بسرعة، ويتم التعرف على جينات جديدة متورطة في الإصابة بالمرض بشكل متكرر وللحصول على المزيد من المعلومات التفصيلية حول المتلازمات المحددة للصرع، يرجى استشارة الطبيب أو شخص مختص بعلم الجينات والوراثة.
اضطرابات الجين واحد
تم تحديد 20 متلازمة على الأقل، والتي تم نسب خصائصها الرئيسية للصرع بجينات محددة، والعديد من اضطرابات الجين الواحد التي تسبب تشوهات في الدماغ أو اضطرابات أيضية والتي يمكن أن يكون الصرع أحد مظاهرها.
الصرع الجزئي ذو الصفة السائدة مع بؤر متغيرة
يظهر الصرع الجزئي السائد مع بؤر متغيرة لأول مرة في عمر 14 سنة في المتوسط. ويعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من نوبات جزئية معقدة تنشأ من الفص الصدغي أو الجبهي أو الجداري، ومن نوبات صرع ثانوية متفشية.
الصرع ذو الصفة السائدة الليلي في الفص الجبهي
هو متلازمة تحدث فيها نوبات جزئية قصيرة من الفصوص الأمامية للمخ في مجموعات أثناء الليل. وتسبب الطفرات الجينية المختلفة أنواع مختلفة من هذه المتلازمة. وعادة ما تظهر هذه المتلازمة عندما يبلغ الطفل ثمانية أعوام في المتوسط.
التشنجات العائلية الحميدة لحديثي الولادة
تظهر عادة تشنجات حديثي الولادة العائلية الحميدة في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وتختفي النوبات عادة بعد حوالي أسبوع. حوالي ما يقرب من 11 ٪ من الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمة يصابوا بنوبات الصرع في وقت لاحق في الحياة وتحدث هذه المتلازمة بسبب إحدى الطفرات الجينية المختلفة المحتمل حدوثها.
الصرع العائلي في الفص الصدغي
الأشخاص الذين يعانون من صرع الفص الصدغي العائلي عادة ما يصابوا بنوبات جزئية مع أعراض نفسية أو لا إرادية. ونادرًا ما تحدث النوبات الثانوية المتفشية. متوسط عمر بداية حدوث الإصابة بالمتلازمة هو 19 سنة. وعادة ما يكون هذا النوع خفيفًا ويستجيب بشكل جيد للأدوية.
الصرع المعمم المصحوب بالنوبات الحموية
ترجع اسباب الصرع المعمم المصحوب بالنوبات الحموية إلى الطفرات التي تحدث في الجينات المختلفة والتي تؤثر على قناتين مختلفتين من الأيونات. وتتسبب هذه المتلازمة في حدوث اضطرابات مختلفة في مرحلة الطفولة، والتي يمكن أن تشمل نوبات مصحوبة بالحمى، ونوبات بدون حمى، والصرع الجزئي، وصرع تعذر الوقوف الرمعي العضلي، والصرع الرمعي العضلي الحاد في مرحلة الطفولة.
الاضطرابات متعددة العوامل
يُعتقد أن عددًا من متلازمات الصرع هي اضطرابات متعددة العوامل أو معقدة، والتي يبدو أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا فيها.
1. صرع تعذر الوقوف الرمعي العضلي:
عادة ما يظهر هذا النوع بين عمر سنتين إلى خمس سنوات، ومع مجموعة مختلفة من أنواع النوبات وغالبًا ما يكون أقارب الأطفال المتأثرين مصابين بأشكال أخرى من نوبات الصرع أو النوبات الحموية، مما يوحي بوجود رابط وراثي قوي، ومن الممكن أن تشارك عدة جينات مختلفة، بالإضافة إلى عوامل أخرى في الإصابة بهذا النوع.
2. الصرع الرمعي الحميد في مرحلة الطفولة:
الصرع الرمعي الحميد في مرحلة الطفولة هو حالة نادرة تؤثر عادة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وثلاث سنوات.
3. صرع اليافعين الرمعي العضلي:
عادة ما يظهر هذا الصرع الرمعي العضلي في المراهقين بين 12 و 18 سنة؛ حيث يمتلك الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة نفضة الرمع العضلي، وتكون عادة في الكتفين والذراعين، عند الاستيقاظ أو بعد فترة وجيزة منه.
4. الصرع المصحوب بغيبة في الطفولة:
يبدأ هذا النوع من الصرع بين سن 4 و 10 سنوات، وينطوي على الإصابة بنوبات مصحوبة بفقدان للوعي وتكون شديدة ومتكررة.
5. اضطرابات الميتوكوندريا:
تحدث هذه الاضطرابات عندما تفشل الميتوكوندريا، ولا تستطيع إنتاج الطاقة التي تحتاجها الخلايا أو الأنسجة ويبدو أن هذه الاضطرابات تسبب معظم الأضرار التي تلحق بالدماغ والقلب والكبد والعضلات الهيكلية والكليتين، وهي الأنسجة ذات أعلى متطلبات للطاقة.
حيث تظهر اضطرابات الميتوكوندريا في أغلب الأحيان كضعف عضلي مع بعض المشاكل العصبية؛ وتشمل الأعراض الأخرى في ضعف النمو، وفشل القلب بسبب اعتلال عضلة القلب، واضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض الكبد، والسكري.
6. الاضطرابات الصبغية (الكروموسومات):
إن الطفرات الكروموسومية، أو التلف أو التكرار الخاطئ هي السبب الجذري للإصابة بحالات مثل متلازمة داون، ومتلازمة وولف هيرشهورن، ومتلازمة أنجلمان، وتشوهات الكروموسومات الحلقية.
المراجع:
- Epilepsy Foundation: What Causes Epilepsy and Seizures
- About Kids Health: Genetics of epilepsy