اسباب الصدفية والعوامل التي تزيد من حدتها
تتعدد اسباب الصدفية والعوامل التي تزيد من حدتها، ولكن رغم تعددها، إلا أن السبب الرئيسي لها يعتبر غير معروف، حيث يمكن أن يتعرض شخصين إلى نفس الأسباب ولا يصاب أحدهما بالصدفية.
لكن كلها نظريات بعد مراقبة المرضى وظروف معيشتهم والعوامل التي مروا بها والتي يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بالصدفية في حالة وجود استعداد لدى المريض، حيث أن 10% من الناس تقريبا يرثون الجينات التي تزيد من الإصابة بالصدفية، إلا أن من 2-3% فقط منهم من يصاب بها بالفعل.
وقد تمكن العلماء من تحديد نحو 25 نوعا من الجينات التي يمكن أن تزيد من خطورة الإصابة بالصدفية، ويسود الاعتقاد بأن هذه المتغيرات الجينية هي التي تؤدي إلى تغيير طريقة تكوين الخلايا التائية في الجسم.
الخلايا التائية هي خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن مهاجمة الأجسام الضارة مثل الجراثيم والفيروسات والبكتيريا، لكن في الأشخاص المصابين بالصدفية فإن هذه الخلايا التائية يحدث لها اضطراب وتهاجم الخلايا السليمة في الجلد مما يؤدي إلى:
-
تمدد الأوعية الدموية في الجلد.
-
زيادة خلايا الدم البييضاء التي تشجع الجلد على إنتاج خلايا جديد بوتيرة أسرع من المعتاد.
-
زيادة خلايا الجلد والخلايا التائية وأيضا الخلايا الإضافية في الجهاز المناعي.
-
تراكم الخلايا الجديدة بشدة على سطح الجلد.
-
ثم انتشار بقع سميكة لها قشرة بلون مختلف عن الجلد وتسمى التصدف أو الصدفية.
-
ولكن كل هذه الخطوات ترتبط عادة بوجود مهيجات أو أسباب لإطلاق الجهاز المناعي بهذه الصورة.
اسباب الصدفية : 10 عوامل يمكن أن تطلق المرض
1. الإجهاد:
يعتبر الاجهاد من اسباب الصدفية والتي يمكن أن تطلق الخلايا التائية في الجهاز المناعي لدى من لديهم جينات الصدفية، حيث أن الاجهاد يزيد من الالتهاب في الجسم، ومن المعروف أن المركبات الالتهابية تؤدي إلى تدمير أنسجة الجسم السليمة.
وتعتبر النساء أكثر عرضة للصدفية بسبب الاجهاد، حيث أن مرضى المناعة الذاتية تكون لديهم أجهزة مناعة ذات استجابة أعلى من المعتاد وتطرح كمية وفيرة من المركبات الالتهابية، لذا فإن السيطرة على الاجهاد يمكن أن يقلل من التعرض إلى الصدفية وذلك بالآتي:
-
تعلم تقنيات التنفس العميق من البطن بعمق والزفير من خلال الفم.
-
التمارين اليومية الخفيفة، لإكلاق هرمونات السعادة والمواد الكيميائية التي تحد من الشعور بالألم.
-
طلب المساعدة من المتخصصين النفسيين لإدارة الإجهاد وخفض مستويات التوتر.
2. الحساسية من اسباب الصدفية:
لا يوجد دليل علمي مؤكد على أن الصدفية عبارة عن رد فعل تحسسي، لكن بعض الأشخاص الذين يعانون من كلا الحالتين يؤدون أن أعراض الحساسية تسبب نوبات من الإصابة بالصدفية.
وحيث أن استجابة الجلد مختلفة في كلا الحالتين إلا أن استجابة الخلايا التائية يمكن أن تحدث بطريقة خاطئة بسبب الحساسية من طعام أو مشروبات معينة أو من الغبار.
وفي هذه الحالة يجب تجنب مسببات الحساسية بشكل أكبر والانتباه إلى الطعام والمشروبات وعدم تناولها من الخارج، ويمكن تقليل الأثاث المنجد حيث يتجمع الغبار حوله.
كما يمكن إزالة السجاد والاكتفاء بالسيراميك أو الأرضيات الصلبة، بالإضافة غلى تناول دواء الحساسية بانتظام ووفقا للجرعات التي يصفها الطبيب لتقليل ردود فعل جهاز المناعة ومنع الإصابة بالصدفية.
3. الكحول من اسباب الصدفية:
أثبتت الكثير من الدراسات العلاقة بين تناول الكحول والإصابة بالصدفية، حيث أن التسمم الشديد الذي يمكن أن يؤدي إليه تناول الكحول يعتبر من مهيجات الخلايا التائية التي تطلق بالتالي ردود فعل مختلفة للجلد وتسبب الصدفية.
كما أن تناول الكحول يقلل من فاعلية علاج الصدفية ويقلل من احتمالات التخلص منها، لذا من الضروري للغاية إذا كان الشخص يتناول الكحول بانتظام أن يتوقف عنه تماما ويبتعد عن مناطق الإغراء خصوصا لو أصيب بالصدفية حيث يمكن أن يكون المرض بلا علاج لفترة طويلة.
4. برودة الطقس:
الجفاف وبردة الطقس يعتبران أيضا من اسباب الصدفية، حيث أن كل من الهواء البارد والهواء الجاف والطقس غير المشمس كلها تزيد من تهيج الصدفية وزيادة النوبات لدى من يعانون منها أو لديهم قابلية للإصابة بها.
لذا يمكن تجنب هذه المهيجات بالالتزام باستخدام المرطبات طوال فصل الشتاء وتناول كمية كبيرة من الماء لترطيب الجلد، مع اختيار المنتجات الخالية من العطور لتجنب تحسس البشرة.
والجلد عموما حتى لغير مرضى الصدفية يحتاج إلى عناية مكثفة في الشتاء من استخدام أكثر للكريمات المرطبة وتجنب الاستحمام بالماء الساخن قدر المستطاع حيث أن الماء الساخن يزيل الرطوبة من الجلد ويؤدي إلى التشقق، وتجنب التعرق الزائد.
5. دق الوشم من اسباب الصدفية:
يعتبر الوشم من مهيجات الصدفية حيث يمكن أن يسبب صدمة للجلد تطلق الخلايا المناعية بشكل قوي، ويمكن أن يكون الشخص من محبي الوشط ويعجبه شكل معين، لكن لا يجب اتباع هذه الأهواء في حالة إصابته قبل ذلك بالصدفية أو وجود تاريخ عائلي يشير إلى احتمال إصابته هو أيضا بهذ المرض.
حيث أن ثقب الجلد وحقن الصبغة أسفله سيطلق بنسبة كبيرة داء الصدفية وتكون النتيجة المزيد من تشوه الجلد بدلا من الرسومات التي يرغب فيها، وعادة تظهر أعراض الصدفية بعد نحو 10-14 يوما من دق الوشم، كما يمكن أن يتعرض المريض إلى ردود فعل التهابية، كما أن اي صدمة أخرى يتعرض لها الجلد يمكن أن تسبب الصدفية أيضا مثل حروق الشمس الشديد، ولدغ الحشرات، والجروح والخدوش، وثقب الجلد.
6. بعض الأدوية:
يمكن لبعض الأدوية أن تطلق الخلايا المسببة للصدفية أو تزيد حالتها سوءا، مثل بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل الانديرال وأدوية القلب مثل الكينيدين وعلاج التهاب المفاصل مثل الإندوميتاسين.
كما أن بعض أدوية علاج اضطراب المزاج مثل الليثيوم يمكن أن تزيد من حدة الصدفية، لكن لا يجب الامتناع عن الدواء أو تقليل الجرعة دون استشارة الطبيب ومناقشة البدائل الأخرى المتاحة وفقا لحالة المريض.
7. العدوى المتكررة:
يمكن للعدوى المتكررة أن تجعل جهاز المناعة نشطا على الدوام لمكافحة الأجسام الغريبة مما يُطلق الصدفية، وقد بينت الكثير من الدراسات أن العدوى المتكررة للأطفال كانت نقطة البداية في الإصابة بالصدفية، وتشمل الالتهابات المرتبطة بالصدفية كل من:
-
التهاب اللوزتين.
-
عدوى الجهاز التنفسي.
-
التهاب الأذن.
-
الالتهابات الشعابية.
لذا لابد من أن يكون النظام الغذائي عموما والخاص بالأطفال خصوصا غنيا بمضادات الأكسدة التي تكافح العدوى من البداية، مع محاولة تجنب الظروف اتي يلتقط فيها الطفل العدوى حتى لا تزيد مخاطر إصابته بالصدفية.
8. الإصابات والجروح:
يمكن أن تزيد الجروح وحدوث أي قطع في الجلد من مهيجات الصدفية، حيث أن الاشخاص الذي يعانون من الصدفية يمكن أن يصابون بالآفات التي تطلقها في مواضع إصابة الجلد بالقطع أو الحرق وغيرها، وهو ما يُطلق عليه ظاهرة كوبنر.
حيث يصاب المرضى بآفات الصداف على مناطق الجلد التي تعرضت إلى الإصابة رغم عدم اختبارهم لمرض الصدفية من قبل، لذا فإن إجراءات الحماية المضاعفة للبشرة يمكن أن تقلل من المخاطر مثل الابتعاد عن الجلوس في الشمس خلال ساعات الذروة واستخدام واقٍ من الشمس في حالة الاضطرار للخروج.
وأيضاً استخدام طارد للحشرات لتجنب لدغات البق والبعوض والتي يمكن أن تسبب الحكة فيجرح المصاب نفسه وتزيد مخاطر تعرضه إلى الصدفية، كما يجب الاهتمام الشديد بتقليم الأظافر لتجنب خدش البشرة مع تجنب الحيوانات الأليفة التي يمكن أثناء اللعب أن تجرح صاحبها، كما يجب توخي الحذر أثناء الحلاقة بالماكينة الكهربائية أو إزالة الشعر الزائد عموما لتقليل الجروح والمطبات التي يمكن أن تطلق مهيجات الصدفية.
9. التدخين:
يزيد التدخين بشكل كبير من مخاطر التعرض إلى الصدفية، كما يجعل الإصابة به أسواء بكثير ومناطق انتشاره في الجلد أكبر، وقد بينت دراسة حديثة أن نحو 20% من حالات الصدفية تتعلق بالتدخين.
حيث أن المركبات الموجودة في السيجارة تؤثر سلبا على الجهاز المناعي، وتربك نمو خلايا الجلد مما يعزز من الإصابة بالصدفية، وكلما زادت عدد السجائر التي يدخنها الشخص كلما زادت مخاطر إصابته بالصدفية.
وتزيد مخاطر إصابة السيدات المدخنات أكثر من الرجال، والتدخين عموما له الكثير من المشاكل، لكن إذا كان الشخص معرض للصدفية فلابد من الاقلاع عنها فورا أو تجنبها من البداية.
10. اختلال توازن الهرمونات من اسباب الصدفية:
يمكن أن يؤدي الاختلال في توازن الهرمونات إلى إطلاق خطر الصدفية من مكمنه، حيث أن التغيرات الهرمونية تسبق عادة الصدفية وتؤثر على شدة المرض وانتشاره في الجسم ومدة الإصابة به وفاعلية العلاج.
ويمكن لأي شخص عموما أن يصاب بالصدفية طالما يحمل الجينات التي تؤدي إليها، ولكنها تزيد عادة بين عمري 20-30 سنة، وأولئك الذين تحاوز عمرهم الـ50 عاما، ويسود الاعتقاد أن التغيرات الهرومنية التي تكون في تلك الأعمار هي التي تسبب الصدفية.
وتؤدي التغيرات الهرمونية في الحمل إلى انخفاض اعراض الصدفية لدى 50% من النساء عند الأسبوع الـ30 من الحمل، كما تتفاقم الاعراض لدى 20% منهن.
وقد بينت التجارب أن الهرمونات الجنسية مثل الأستروجين والبروجسترون والبروللاكتين لها تأثير شديد على إطلاق الصدفية وتطورها وشدتها، ولكن هناك ايضا هرمونات أخرى لها علاقة بالصدفية مثل الكورتيزول أو هرمون الإجهاد والأدرينالين وهرمونات الغدة الدرقية والأنسولين.
فإذا كانت هناك شكوك بعلاقة الهرمونات في غصابة المريض بالصدفية فيجب اطلاع الطبيب على هذه الشكوك لفحص الغدد الصماء وتأكيد أو إلغاء تلك المخاوف.
مخاطر تجاهل اسباب الصدفية
ومع تعدد اسباب الصدفية يمكن أن يجد الشخص المعرض لها صعوبة شديدة في تجنب كل تلك الأسباب، إلا أنه يجب عليه المحاولة بجهد شديد، حيث أن الإصابة بالصدفية لا تعني فقط وجود تشوه في الجلد بل يمكن أن تصيب الإنسان بالكثير من الأمراض الأخرى مثل:
-
تلف المفاصل وفقدان وظيفة بعض المفاصل.
-
التهابات العين والتهاب القزحية والعين الوردية.
-
البدانة، حيث تزيد معدلاتها بين مرضى الصدفية ربما بسبب تأثيرها على الحركة.
-
السكري، حيث تزداد مخاطر الإصابة بالنوع الثاني منه لدى مرضى الصدفية.
-
زيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تزداد نسب التعرض لها إلى الضعف.
-
الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل التصلب واضطرابات الجهاز الهضمي والتهاب الأمعاء ومرض كرون.
-
زيادة مخاطر الإصابة بالشلل الرعاش.
-
ارتبطت الصدفية أيضا بأمراض الكلى وشدتها وزيادة خطورتها.
-
اضطرابات عاطفية، حيث تؤثر الصدفية على جوة حياة الشخص وعلى تعامله مع المحيطين به مما يزيد من حالات الاكتئاب.
المراجع:
- Health Line: Psoriasis Causes
- On Health: Psoriasis: Top 10 Causes, Triggers and Treatments
- Mayo Clinic: Psoriasis
دعاء رمزي
الكاتبة دعاء رمزي حاصلة بكالوريوس إعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 2004, عملت في موقع بص وطل الإلكتروني ابتداء من عام 2005 إلى عام 2013 كمسؤولة رئيسية عن الباب الاجتماعي والعلاقات الزوجية، والرد على مشاكل القراء وترجمة مواضيع اجتماعية وطبيّة متخصصة ومحررة في أبواب السياسة والفن والأدب والتكنولوجيا.
كما وعملت مترجمة لمدة عام في مكتب نشر متخصص في الترجمة داخل جمهورية مصر العربية موحررة ومترجمة أخبار متنوعة بالمراسلة في موقع أكشنها السعودي من ينايرعام 2014 إلى أبريل 2015
وأضاف الى خبراتها العمل كمحررة ومترجمة بالمراسلة في موقع ياللابوك وفي موقع اليوم العربي من أكتوبر 2017 حتى ديسمبر 2017 ومحررة ديسك مركزي بالمراسلة في موقع "العرب اليوم" من أبريل 2015 وحتى فبراير 2018.
الآن تتفرغ دعاء رمزي بالعمل مع موقع موثّق لإنتاج المحتوى المعرفي المعمّق كمحترفة في مجال الترجمة الطبية والإجتماعية.