اسباب الدوالي

اسباب الدوالي
اسباب الدوالي

أهم اسباب الدوالي وكيف يمكن الوقاية منها والسيطرة عليها

تتنوع اسباب الدوالي سواء نتيجة الجينات أو زيادة الوزن أو الحمل أو الإصابة بأمراض معينة تزيد من الضغط على الاوعية الدموية وتؤدي إلى ظهور الدوالي سواء في الساقين أو في أي منطقة في الجسم.

 

هي عبارة عن عروق أو أوعية دموية متورمة وتكون بلون أزرق أو أرجواني داكن وتكون ذات مظهر ملتوٍ، وعادة ما تتزامن مع ألم والشعور بثقل في الساق وعدم الراحة، كما تؤدي أيضا إلى تورم في القدمين والكاحلين مع شعور بالحرقات وخفقان الأوعية الدموية في الساق.

 

ويشعر مريض الدوالي أيضا بتشنجات في عضلات الساق وخصوصا ليلا مع جفاف الجلد والحكة ورقة شديدة في الجلد المحيط بالدوالي، وعادة ما تزيد الأعراض سوءا في الطقس الحار أو عند الوقوف لفترات طويلة من الزمن وتححسن الأعراض مع المشي الخفيف أو رفع الساقين.

 

أهم اسباب الدوالي

عادة ما يصاب الشخص بالدوالي نتيجة وجود ضعف في جدران الوريد والصمامات، حيث أنه توجد داخل العروق صمامات صغيرة للغاية في اتجاه واخد ويتم فتحها للسماح للدم بالتدفق ثم يتم إغلاقها من الناحية الاخرى لمنع تدفق الدم إلى الخلف، وأحيانا تصبح جدران الاوعية الدموية ممتدة وتفقد مرونتها مما يؤدي إلى إضعاف الصمامات.

 

هذه الصمامات إذا لم تقم بوظيفتها بكفاءة فهذا يؤدي إلى تسرب الدم وتدفقه إلى الخلف وبالتالي حدوث تجمعات دموية في العروق وتصبخ منتفخة ومتضخمة، والأسباب الحقيقية الواضحة وراء الإصابة بتمدد الصمامات والأوعية الدموية ليست محددة بشكل دقيق حيث أن بعض الناس يطوِّرون هذه الحالة دون سبب واضح، ومن أهم اسباب الدوالي والتي تؤدي إلى زيادة التعرض لها كل من:

 

1. الجنس:

تعتبر النساء أكثر تعرضا إلى الدوالي من الرجال، وتشير الأبحاث إلى أن هذا يعود إلى طبيعة الهرمونات الانثوية والتي تميل إلى إرخاء جدران الأوردة والشرايين مما يجعل الصنانات أكثر عرضة إلى التسرب، والهرمونات هي مواد كيميائية يُطلقها الجسم ويمكن أن تحدث بها تغيرات وذبذبات نتيجة الحمل أو متلازمة ما قبل الحيض أو عند سن اليأس وغيرها.

 

كما أن الاجهاد المستمر والتوتر يمكن أن يزيد من ارتباك الهرمونات والتي تؤثر سلبا بالتالي على الأوعية الدموية، كما أن تناول الأدوية التي تحتوي على الهرمونات يمكن أن يزيد أيضا من احتمالات تطوير الدوالي خصوصا في الساق وهذا يشمل حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة وغيرها.

 

2. الوراثة أو الجينات من اسباب الدوالي:

تزيد مخاطر إصابة الشخص بالدوالي إذا كان أحد أفراد العائلة القريبن مصابا بهذه الحالة، فهذا يوحي إلى حد كبير بأن خصائص الأوعية الدموية والصمامات تتأثر إلى حد كبير بالجينات الموروثة من العائلة أو من الوالدين.

(مقال متعلّق)  علاج الدوالي

 

3. التقدم في العمر:

يعتبر التقدم في العمر من اسباب الدوالي الاكثر شيوعا، حيث أنه مع الشيخوخة وعلامات كبر السن فإن العروق تبدأ في فقدان مرونتها وهذا قد يؤثر على عمل الصمامات الداخلية الموجودة فيها.

 

كما تزيد حالة تمدد الأوردة الدموية وتصبح الصمامات ضعيفة للغاية مما يسمح للدم بالعودة إلى الخلف من جديد بدلا من الذهاب إلى القلب، وهذا يزيد من اتساع الأوردة في منطقة الساق واليدين أيضا وتظهر عادة باللون الأزرق لأنها تحتوي على دم غير مؤكسد ويكون في طور إعادة تدويره من الرئتين.

4. زيادة الوزن:

تتسبب البدانة وزيادة الوزن في إضافة ضغوط أخرى على الأوردة والشرايين مما يعني بذل الجسم مجهود أكبر لإعادة الدم إلى القلب من جديد، وهذا يزيد بالتالي من الضغط على الصمامات ويؤدي إلى المزيد من التسرب، وارتباط زيادة الوزن بالجنس عند النساء يزيد من أثر الدوالي.

 

حيث أن النساء تميل إلى أن تكون أكثر بدانة مع ظروف الحمل والولادة والتغيرات الهرمونية، وبما أن المرأة أصلا أكثر تعرضا للاضطرابات الهرمونية فإنها يمكن أن تتعرض إلى الدوالي حتى في سن صغير وتتقدم الحالة مع الشيخوخة وعلامات كبر السن.

 

5. الثبات في وضع واحد لفترة طويلة:

بيَّنت الكثير من التجارب والاحصاءات ارتباط الدوالي بالثبات على وضع واحد لفترة طويلة سواء بالوقوف لساعات متصلة أو الجلوس لساعات طويلة مثل حال الموظفين المكتبيين أو من يعمل على الكمبيوتر لفترة طويلة وغيرها من مهن.

 

حيث أن تدفق الدم لا يتم بسهولة من الساقين واليدين في حالة الوقوف الطويل أو الجلوس لفترة طويلة ويظل ثابتا في مكانه ويتحول إلى اللون الأزرق ويزيد من تضخم الساقين واليدين.

 

لذا حتى إذا كانت مهنتك تفرض عليك البقاء في وضع واحد لفترة طويلة يجب محاولة التحرك وتغيير وضع الجسم كل ساعة على الأقل ليس فقط للحماية من الدوالي ولكن أيضا من آلام الظهر والساقين والكثير من الأعراض الأخرى المرتبطة بالأوضاع الثابتة.

 

6. الحمل:

تزداد كمية الدم بشكل كبير في جسم المرأة خلال الحمل وهذا للمساعدة في دعم نمو الطفل وزيادة توصيل المغذيات له بكفاءة، وهذا يُضيف بالطبع وزن إضافي على العروق ومجهود زائد، كما أن زيادة مستويات الهرمونات أثناء الحمل تزيد أيضا من حالة استرخاء جدران العضلات وهذا أيضا يرفع من احتمالات تطوير الدوالي وخصوصا في الساقين.

 

كما أن الرحم عندما ينمو فإنه يضغط كثيرا على الاوردة في منطقة الحوض ويمنع ارتداد الدم من جديد إلى القلب ومن ثم يزيد من حالة الدوالي، ويمكن لدوالي الحمل أيضا أن تكون نتيجة ارتفاع ضغط الدم وكثرة الضغوط على العروق.

(مقال متعلّق)  علاج دوالي الساقين

 

وبصفة عامة فالكثير من النساء يلاحظن تحسنا ملحوظا في حالة الدوالي بعد الولادة وعودة الامور إلى طبيعتها بعد وصول الجنين خصوصا إذا تم التزام الراحة لفترة تعيد تدفق الدورة الدموية بسلاسة مرة أخرى، وذلك خلال 3 إلى 12 شهرا من الولادة.

 

7. أمراض الأوردة الدموية:

يمكن لبعض أمراض الاوردة الدموية أن تزيد من حالة دوالي الساقين أو تتزامن معها، ويمكن أن يكون الزقان أو الانتفاخ من العلامات على وجود حالة صحية خطيرة مثل ظاهرة رينولد أو متلازمة رينولد والتي تزيد من تقلص الشرايين الصغيرة في أصابع القدم نتيجة البرد أو الاجهاد وبالتالي تناقص امدادات الدم إلى المنطقة مما يؤدي إلى خدر في الساق والأطراف والتأثير سلبا على الأوعية الدموية وتمددها وتلف الصمامات.

 

كما أن مرض الشرايين الطرفية أيضا يؤثر على الشرايين الضيقة في الساق ويقلل من تدفق الدم جيدا منها مما يزيد من التورم ومن اللون الأزرق، وأيضا مرض برجر وهو يؤثر في شرايين اليد والساق وهو ينجم أكثر عن تصلب الشرايين وتراكم الكوليسترول في الدم في بعض المناطق مما يعيق تدفق الدم إلى القلب ليتجمع في الساق والذراعين.

 

8. فقدان كتلة العضلات من اسباب الدوالي:

ينتج فقدان كتلة العضلات عن الكثير من الأسباب سواء عدم ممارسة النشاط البدني أو تناول الكثير من الدهون أو غيرها من عوامل تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية وبالتالي ظهور الدوالي في الكثير من أجزاء الجسم.

 

حيث تضعف الصمامات تماما وهي المسؤولة عن السماح للدم بالتدفق من جديد إلى أعلى والعودة إلى القلب، واكثر طريقة تساعد الصمامات على القيام بذلك هو توافر كتلة من العضلات تساعد على دفع الدم إلى أعلى، لذا إذا كان الشخص خاملا لفترة طويلة أو لا يمارس نشاط بدني بانتظام أو تعرض إلى أي أمراض أدت إلى فقدان كتلة العضلات فإنه سريعا ما يُطوِّر حالة الدوالي.

 

9. طريقة الجلوس:

من اسباب دوالي الساقين أيضا طريقة الجلوس الخاطئة، فليس فقط الجلوس لفترة طويلة هو ما يُطوِّر الدوالي، لكن أي طريقة جلوس تضع ضغطا إضافيا على الوركين والساقين تساعد في تطوير الحالة والمعاناة منها خصوصا مع وجود عوامل الخطر الأخرى.

 

تتمثل طرق الجلوس الخاطئة في وضع الساق فوق الأخرى لكن عند الجلوس يُفضل تمديد الساق وإسناد الظهر حتى لا يحدث أي ضغط على الدوالي سواء من أعلى الساق أو من أسفل.

 

10. الشراهة في تناول الكافيين:

يُصاب الإنسان بالدوالي عندما يرتفع ضغط الدم بداخل الوريد، ويؤدي تناول الكثير من الكافيين يوميا في ارتفاع ضغط الدم داخل الشرايين، والكافيين موجود ليس فقط في القهوة والشاي والنسكافيه كما يظن الكثيرون.

(مقال متعلّق)  علاج دوالي الساقين

 

لكنه أيضا في الشوكولاتة والمياه الغازية ذات اللون الأسود، لذا لا يجب أن تزيد كمية الكافيين اليومية عن 400 ملج أي 4 أكواب قهوة تقريبا في الأحوال العادية، وعن 200 مج عند الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مع محاولة تجنبه تماما عند الحمل حتى لا تزيد من حدة الدوالي بالاتفاق مع الهرمونات وزيادة الوزن عند الحمل.

 

هل الجري من اسباب الدوالي؟

تنتشر الكثير من الأقاويل بأن الجري أو العدو يزيد من تطوير حالة الدوالي للمعرضين لها، ولكن النشاط الرياضي عموما مناسب للتقليل من حالة الدوالي، حيث يزيد من ضخ الدم في ربلة الساق وبالتالي يزيد من تجدد الدورة الدموية وقوتها وسهولة عودة الدم من جديد إلى أعلى.

 

لكن لأن العدو لفترة طويلة يمكن أن يجعل الدم يتدفق إلى إسفل بدرجة أكبر يمكن استخدام الجوارب الضاغطة أثناء الجري  ورفع الساقين بعد ممارسة الرياضة وهذا فقط في حالة المرضى الذين لم يتمكنوا من علاج دوالي الساقين مع تجنب الإرهاق الزائد أو ارتداء حذاء غير مريح يزيد من الضغط على الأوردة وبالتالي ارتفاع نسبة تدفق الدم إلى أسفل ومنع استمرار تدفق الدورة الدموية بطريقة صحيحة.

 

الخلاصة

ومع اسباب الدوالي المتعددة إلا أنها في الغالب ليست من الحالات المرضية المزعجة أو التي تتطلب الذهاب إلى الطبيب إلا إذا كان هناك ألم شديد في العروق وحكة مزعجة على المنطقة المصابة أو أن تكون التشنجات الليلية مزعجة للغاية وتمنع المريض من الحصول على النوم وبالتالي يزيد الاجهاد وتزيد الحالة سوءا.

 

هنا يقوم الطبيب بتشخيص السبب وراء الدوالي ووصف العلاجات المناسبة ويمكن لارتداء جوارب ضغط لمدة 6 أشهر مع ممارسة قدر من التمارين الرياضية اليومية بانتظام أن يحسن كثيرا من الحالة مع تنشيط الدورة الدموية في الجسم كله وفي المنطقة المصابة.

 

كما يمكن اللجوء إلى اجراءات أكثر تقدما مثل الاجتثاث العصبي وفيه تستخدم الحرارة لإغلاق الأوردة المصابة، كما يمكن استخدام رغوة طبية لإغلاق الوريد، أن عن طريق ربط وتجريد الاوعية الدموية.

 

والدوالي يمكن الوقاية منها وتحسين أعراضها من خلال تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة ومحاولة التجول كل 30 دقيقة أو كل ساعة على الأكثر، وأخذ فترات راحة منتظمة طوال اليوم ورفع الساقين على الوسائد أثناء الراحة للتخفيف من حالة الانزعاج والألم، والتدليك المستمر للمنطقة المصابة سواء بالزيوت الطبيعية أو الكريمات لتجديد الدورة الدموية ومنع تلف الأوردة والخلايا.

 

المراجع:

  1. NHS: Varicose veins
  2. Mayo Clinic: Varicose veins
  3. Web MD: Understanding Varicose Veins — the Basics