اسباب التهاب الصدر
ما هو الالتهاب
و هو رد الفعل الذي يقوم به الجهاز المناعي عند الإنسان ضد العوامل الممرضة، و منها الجراثيم و الفطور و الفيروسات، وذلك بهدف القضاء عليها وتدميرها ولكن المشكلة تكمن في عدم قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الأمراض الالتهابية، و بالتالي فإن استمرار الالتهاب سيسبب أذية للجسم.
ومن أهم الأمثلة على ذلك ما يحدث عندما يصاب شخص بفيروس التهاب الكبد الوبائي، حيث أن ذلك الفيروس إذا لم يتم القضاء عليه تماماً، يتحول إلى فيروس مزمن، ينشط العمليات التي تؤدي إلى التهاب الكبد، ثم تليفه، ثم في النهاية تسرطن الكبد وبذلك يمكن القول إن الالتهاب سلاح ذو حدين.
اسباب التهاب الصدر
المقال يتحدث عن اسباب التهاب الصدر وعندما نتكلم عن الصدر فنحن نتكلم عن جدار الصدر و الأعضاء التي يحويها، كالقلب والرئتين والقصبات التنفسية بأقطارها المختلفة وسيتم استعراض عدة أمراض يمكن أن تكون سبباً من اسباب التهاب الصدر :
أولاً: التهاب الغضروف المفصلي
يجب أن نعلم أن جدار الصدر العظمي هو عبارة عن أضلاع تلتقي في الخلف مع الفقرات، و في الأمام يلتقي قسم منها مع عظم القص، و يمكن القول إن هذه المكونات تشكل ما يسمى ب (القفص الصدري) الأضلاع الأولى هي قسمان، قسم عظمي يتصل مع الفقرات و قسم غضروفي يتمفصل مع عظم القص.
المكان الأساسي لحدوث الالتهاب هو منطقة التمفصل مع عظم القص وهو سبب من اسباب التهاب الصدر ويحدث ألماً في جدار الصدر، و ذلك الألم يمكن أن يختفي دون علاج وهذا المرض هو من الأسباب الشائعة للألم الصدري عند الأطفال والمراهقين، ويقال أنه يشكل لوحده بين 10 و 30 في المئة من مجمل آلام الصدر عند الأطفال.
وهذا المرض يجب تفريقه عن اسباب التهاب الصدر الأخرى، كالالتهابات التي تصيب القلب و التامور الذي يغلفه، كذلك التهاب القصبات والرئتين لا يحدث التورم في التهاب الغضروف المفصلي عادة، و هذه ميزة جيدة يمكن الاعتماد عليها.
التهاب الغضروف المفصلي هو ألم يزداد مع حركة المريض، كما أنه يزداد عند القيام بحركات تنفسية، وخاصة قيام المريض بشهيق عميق، فهو بذلك يحرك الأضلاع و يحرض الألم حتى أن المريض قد يعاني من مشاكل تنفسية، حيث يشعر بأن هذا التنفس يسبب له الألم الصدري يفضل البحث عن سبب الالتهاب هل هو جرثومي أو فيروسي أو فطري.
كما ذكرنا لا يوجد داع للعلاج، و لكن في حالات معينة قد نضطر لإعطاء المريض الصادات الحيوية حقناً وريدياً، كذلك بعض المضادات الفيروسية، و لا خطأ في إعطاء المريض مضادات الالتهاب كالبروفين بهدف تخفيف الالتهاب و تسكين الألم وصورة الصدر البسيطة باستخدام أشعة X لا تكمن أهميتها في تشخيض المريض، بل في استبعاد اسباب التهاب الصدر الأخرى، و التي من المفترض أن تظهر على الصورة بشكل أوضح.
ثانياً: ذات الرئة
من اسباب التهاب الصدر التي يمكن أن تحدث ضمن سياق الفيروسات أو الجراثيم أو الفطور، والعضو المستهدف من أعضاء الصدر هو الرئة والألم الحاد هو صفة مهمة لذات الرئة، هذا الألم يزداد مع الحركات التنفسية، كون الرئة تتحرك أيضاً ومن الأعراض الأخرى التي يمكن أن تحدث:
1. سعال مستمر مع إنتاج البلغم.
2. ضيق في التنفس أو صعوبات في العملية الطبيعية للتنفس.
3. ارتفاع درجة حرارة الجسم.
يشك الطبيب بذات الرئة مع وجود قصة مرضية تدل على عدوى، مع سماع أصوات غير طبيعية عند وضع السماعة على الصدر في مكان الرئة، و تظهر صورة الصدر البسيطة و هي ذاتها صورة الصدر بأشعة X ذات الرئة بشكل واضح وأهم ما يحدد نوع الجراثيم المسببة لذات الرئة هو أخذ عينة من قشع المريض، و فحصها في المختبر.
يوجد طرق أخرى إذا لم تفد دراسة القشع، فيمكن فحص دم المريض، و في حالات معينة يمكن فحص البول ويمكن علاج ذات الرئة الجرثومية بالمضادات الحيوية حسب نوع الجرثومي المسبب، كما أن ذات الرئة الفطري يعالج بمضادات الفطور، أما الفيروسي يعالج بالمسكنات لأنه يزول خلال مدة دون آثار جانية، في حال كان جهاز المريض المناعي سليماً.
يجب الجذر من مرضى ذات الرئة لأنه طالما أن العامل الممريض من الممكن وجوده في القشع، فإن الانتقال عبر الرذاذ التنفسي ممكن جداً ويمكن إعطاء المرضى المعرضين كالمضعفين مناعياً، أو حتى غير المضعفين لقاحات لأنواع معينة من الجراثيم المسببة لذات الرئة، كاللقاح المعطى ضد جراثيم المكورات الرئوية للأطفال و المسنين.
إن منعكس السعال يحمينا كثيراً و خصوصاً أثناء النوم، حيث أن بعضاً منا قد يستنشق و هو نائم ، بعض الإفرازات من الفم أو الأنف، و وصول تلك الإفرازات إلى الرئة قد يؤدي إلى حدوث التهاب فيها، و لكن من الجيد أن منعكس السعال سيدفع بتلك الإفرازات خارجاً قبل وصولها وجود مرض السل في الرئة يعني جعل الرئة بؤرة لحدوث الالتهابات الأخرى، و عندها قد نجد الأعراض أكثر شدة عند مريض مصاب بالسل، و مصاب بالتهاب الرئة بالمكورات الرئوية أيضاً.
ثالثاً: التهاب القصبات أو التهاب الشعب الهوائية القصبية
هو في أكثر حالاته عدوى فيروسية يستمر حوالي ستة أسابيع، وهو من اسباب التهاب الصدر الشائعة وقد يستمر لمدة أطول من ذلك تصل إلى سنتين الأعراض تشمل الألم و صعوبة التنفس من جهة، و السعال المنتج للقشع أو البلغم من جهة أخرى والتهاب القصبات الذي يستمر لفترة طويلة، يسمى بالتهاب القصبات المزمن، و هو سبب هام من أسباب الداء الرئوي الساد المزمن أو ما يعرف باسم (COPD).
من المهم جداً لعلاج التهاب القصبات الابتعاد عن التدخين بنوعيه الإيجابي و السلبي ما هو الفرق بين التدخين الإيجابي و السلبي؟ التدخين الإيجابي هو قيام الشخص نفسه بالتدخين، أما التدخين السلبي فهو تعرض غير المدخين لدخان التبع و بشكل مستمر، كتعرض الأطفال لدخان التبغ عندما يعيشون في وسط عائلة مدخنة بشراهة.
الفرق في علاج التهاب الصدر القصبات الحاد و المزمن أن الحاد يحتاج إلى الراحة و المسكنات و من الممكن استعمال خافضات الحرارة، مع تجنب التدخين و دخان التبغ، أما المزمن فهو بالإضافة إلى ذلك فالمريض بحاجة الستيروئيدات وكذلك الأوكسجين لأن الوظيفة التنفسية تتأثر عادة بما أن المرض غالباً فيروسي فهو شائع جداً في فصل الشتاء.
المراجع:
- E Medicine Health: Costochondritis
- E Medicine Health: Pneumonia
- Web MD: Bronchitis Directory